صولة الحق بروفة لعملية بيشة

الاثنين - 02 مايو 2016

Mon - 02 May 2016

قبل تاريخ 28 أبريل الماضي لم تكن عملية بيشة التي تمكنت من خلالها القوات الأمنية من إرداء إرهابيين اثنين والقبض على ثالث، سوى فرضية تنبأت بها قوات الطوارئ الخاصة في سياق تمرينها التعبوي المعروف بـ «صولة الحق»، حتى جاء الجمعة الماضي ليحيل تلك الفرضية إلى عملية حقيقية أسفرت عن الإطاحة بـ3 من أخطر إرهابيي تنظيم داعش.

ولعل الساعات الـ36 التي تمثل عمر العملية الأمنية التي جرت وقائعها في منطقة جبلية ببيشة تحكي واقع الحسم السريع في التعامل مع الإرهابيين الثلاثة، ابتداء من رصدهم، ومتابعتهم، وفرض كامل السيطرة على منطقة العمليات البالغة مساحتها 40 كيلومترا مربعا، وإفقادهم للمركبتين اللتين كانتا تقلانهم، ومحاولة تحصنهم في منطقة جبلية، قبل القضاء على اثنين منهم، والقبض على الثالث.

ولم تكن عملية بيشة الأمنية هي الأولى التي تعكس جاهزية قوات الطوارئ الخاصة في التعامل مع الفرضيات التي تدربت عليها، إذ سبقتها عملية أسفرت عن الإطاحة بـ6 عناصر لداعش، تورطوا في قتل قريبهم بدر الرشيدي في منطقة معقدة التضاريس في حائل.

المعلومات التي حصلت عليها «مكة» أوضحت أن عملية بيشة الأمنية حاكت من الناحية العملياتية والطبيعة الجغرافية واحدة من الفرضيات التي استعدت لها قوات الطوارئ الخاصة في نسخة سابقة من تمرين صولة الحق، والذي نفذ لـ8 مرات، حيث عكس الاستعداد الجيد الذي أبدته القوات في التمارين السابقة الجاهزية في التعاطي مع مثل ذلك النوع من العمليات.

وتشير المعلومات إلى أن قوات الطوارئ الخاصة تتكئ في اختبار جاهزيتها لمواجهة التنظيمات الإرهابية على نظرة استباقية تفترض عددا من السيناريوهات الممكنة الحدوث، ومنها ما حصل في عمليتي بيشة وحائل اللتين حاكتا سيناريوهين محتملين لكيفية التعاطي مع المجموعات الإرهابية في المناطق الصحراوية والجبلية.

وتعتمد قوات الطوارئ الخاصة في رسم الفرضيات المحتملة الحدوث على مجموعة أفكار تخضع إلى عصف ذهني ويتم تبادلها بين قواتها الميدانية الـ17 المنتشرة في جميع المناطق السعودية، وذلك بهدف الوصول إلى أكثر الاحتمالات ورودا في مواجهة التنظيمات الإرهابية، ويراعى في إعدادها الأعيرة النارية المستخدمة، وعدد الأفراد المشاركين، والآليات والمدرعات التي تحتاج إليها العملية، والتي يحكمها الميدان والتضاريس.

ومع عملية بيشة الأمنية ارتفع عدد العمليات التي نفذتها قوات الطوارئ الخاصة إلى أكثر من 1822 عملية منذ بدء تنظيم القاعدة نشاطه في 2003، وصولا إلى تعقب عناصر داعش في الداخل، فيما قدمت القوات 29 شهيدا، وبلغ عدد المصابين نحو 491 مصابا.