نقل إسرائيل إلى أمريكا
الأحد - 01 مايو 2016
Sun - 01 May 2016
رأت عضوة البرلمان البريطاني «ناز شاه» أن نقل إسرائيل إلى الولايات المتحدة هو السبيل لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. يبدو اقتراحها منطقيا بشكل كبير بتأكيدها أن الأمريكيين يحبون الإسرائيليين ويتعاطفون معهم على حساب الفلسطينيين، وأن تكاليف نقل إسرائيل إلى الولايات المتحدة تساوي تكاليف المساعدات الأمنية التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل على مدار ثلاث سنوات.
وفي إسرائيل يشتعل بين فينة وأخرى الاحتجاج على عنصريتها ومجافاتها للحقوق على كل المستويات، فقد قام يهود الفلاشا قبل فترة بمظاهرات احتجاجا على قيام عنصرين من الشرطة الإسرائيلية بالاعتداء على مجند إثيوبي وضربه دون سبب يذكر. ولم تكن هذه هي الحادثة الأولى في سلسلة ما ترتكبه إسرائيل من مجازر وعنف عنصري تجاه غيرها. فهي ما فتئت تفعل ذلك بالفلسطينيين أصحاب الأرض، فكيف لا تقوم به مع المهاجرين حتى ولو جمعتهم الوحدة في الدين.
خلال العشرية الأولى من هذه الألفية قامت السلطات الإسرائيلية بالعديد من الإساءات ليهود الفلاشا الذين تم ترحيلهم قبل عقود إلى إسرائيل في صفقة شهيرة تمت بين النظام السوداني آنذاك في عهد الرئيس الأسبق جعفر النميري والحكومة الإثيوبية وإسرائيل. من بين أعمال العنف تلك كان رد الشرطة الإسرائيلية على ما قام به يهود الفلاشا احتجاجا على رفض بنوك الدم الإسرائيلية قبول تبرعاتهم بدمائهم، حيث وصفوا ذلك الفعل بالإذلال والعنصرية التي يتعرضون لها في المجتمع الإسرائيلي.
تصر إسرائيل على التحذير من أن قضية هؤلاء المهاجرين الأفارقة تمثل عبئا كبيرا على كاهل الدولة وتهدد الصفة اليهودية لإسرائيل، كما أن هناك عجزا كاملا وصمتا مريبا وتبلدا واضحا إزاء إيداع المئات من هؤلاء في السجون الإسرائيلية للضغط عليهم للموافقة على مغادرة إسرائيل.
واقع هؤلاء المهاجرين يغني عن سؤالهم، فقبل أن تبني إسرائيل سورا حصينا بمحاذاة حدودها مع شبه جزيرة سيناء المصرية حتى تحد من تدفق المهاجرين إليها، كانوا يعبرون هذه الحدود سيرا على الأقدام بمعدل 2000 شهريا. تظاهرت إسرائيل ابتداء بالتعاطف مع هؤلاء المهاجرين وتركتهم حتى بلغ عددهم عشرات الآلاف معظمهم قادم من السودان وإريتريا.
بالرغم من أن موقف السودان الرسمي هو جهره بالعداء للسامية وكراهية اليهود التي تعود في تناميها لآلاف السنين، وعدم إمكانية السفر المختومة على الجواز السوداني القديم إلى إسرائيل، إلا أنه يتأثر حاليا بعلاقات إسرائيل وتكوين حلف جديد مع دول الجوار، ولكنه يهتم أكثر بالتأثير الناتج عن علاقة إسرائيل مع دولة جنوب السودان، خاصة أن الحلف الجديد لا يقابله أي حلف آخر يعمل على خلق توازن للقوى.
إلى الآن لم تجب إسرائيل عن سلسلة الأسئلة حول الهجمات على مدارس غزة والتي طرحتها هيومن رايتس ووتش في تحقيقها عن مقتل وجرح عشرات المدنيين، وهذه المدارس التي تديرها الأمم المتحدة، تم قصفها في غارات عشوائية وتعلم المنظمة الدولية تمام العلم إيواءها لمدنيين ومشردين لجؤوا إليها من جحيم القصف الذي سوى بيوتهم بالأرض، هذه حالة لا يمكن التعبير عنها إلا بأنها سابقة في تاريخ المطالبة بالحقوق.
لو تحدثت إسرائيل عن الحقوق ومعاداتها فمن ذا الذي يكون مؤهلا للحديث عن الظلم والقهر، وحتى لا تنقلب الموازين فحري بمجلس حقوق الإنسان أن يكون المكان الصحيح الذي تثار فيه القضايا المثبتة بالبرهان، وسيكون من المجدي تحديد أولويات لمناقشة القضايا وفقا للمعايير والقوانين الدولية وما يمليه الضمير الإنساني العالمي تبعا لما تم التوافق حوله من حقوق، حتى يتجرد من شبهة الكيل بمكيالين وتغليب الميول السياسية على حساب الحقوق الإنسانية.
بالرغم من اعتذار شاه عن هذا التصريح الذي جاء على شكل تغريدة في عام 2014 أي قبل أن تصبح عضوة في البرلمان، إلا أن هذه الحقيقة لا تتغير بتغير المواقف أو الضغوط.
[email protected]
وفي إسرائيل يشتعل بين فينة وأخرى الاحتجاج على عنصريتها ومجافاتها للحقوق على كل المستويات، فقد قام يهود الفلاشا قبل فترة بمظاهرات احتجاجا على قيام عنصرين من الشرطة الإسرائيلية بالاعتداء على مجند إثيوبي وضربه دون سبب يذكر. ولم تكن هذه هي الحادثة الأولى في سلسلة ما ترتكبه إسرائيل من مجازر وعنف عنصري تجاه غيرها. فهي ما فتئت تفعل ذلك بالفلسطينيين أصحاب الأرض، فكيف لا تقوم به مع المهاجرين حتى ولو جمعتهم الوحدة في الدين.
خلال العشرية الأولى من هذه الألفية قامت السلطات الإسرائيلية بالعديد من الإساءات ليهود الفلاشا الذين تم ترحيلهم قبل عقود إلى إسرائيل في صفقة شهيرة تمت بين النظام السوداني آنذاك في عهد الرئيس الأسبق جعفر النميري والحكومة الإثيوبية وإسرائيل. من بين أعمال العنف تلك كان رد الشرطة الإسرائيلية على ما قام به يهود الفلاشا احتجاجا على رفض بنوك الدم الإسرائيلية قبول تبرعاتهم بدمائهم، حيث وصفوا ذلك الفعل بالإذلال والعنصرية التي يتعرضون لها في المجتمع الإسرائيلي.
تصر إسرائيل على التحذير من أن قضية هؤلاء المهاجرين الأفارقة تمثل عبئا كبيرا على كاهل الدولة وتهدد الصفة اليهودية لإسرائيل، كما أن هناك عجزا كاملا وصمتا مريبا وتبلدا واضحا إزاء إيداع المئات من هؤلاء في السجون الإسرائيلية للضغط عليهم للموافقة على مغادرة إسرائيل.
واقع هؤلاء المهاجرين يغني عن سؤالهم، فقبل أن تبني إسرائيل سورا حصينا بمحاذاة حدودها مع شبه جزيرة سيناء المصرية حتى تحد من تدفق المهاجرين إليها، كانوا يعبرون هذه الحدود سيرا على الأقدام بمعدل 2000 شهريا. تظاهرت إسرائيل ابتداء بالتعاطف مع هؤلاء المهاجرين وتركتهم حتى بلغ عددهم عشرات الآلاف معظمهم قادم من السودان وإريتريا.
بالرغم من أن موقف السودان الرسمي هو جهره بالعداء للسامية وكراهية اليهود التي تعود في تناميها لآلاف السنين، وعدم إمكانية السفر المختومة على الجواز السوداني القديم إلى إسرائيل، إلا أنه يتأثر حاليا بعلاقات إسرائيل وتكوين حلف جديد مع دول الجوار، ولكنه يهتم أكثر بالتأثير الناتج عن علاقة إسرائيل مع دولة جنوب السودان، خاصة أن الحلف الجديد لا يقابله أي حلف آخر يعمل على خلق توازن للقوى.
إلى الآن لم تجب إسرائيل عن سلسلة الأسئلة حول الهجمات على مدارس غزة والتي طرحتها هيومن رايتس ووتش في تحقيقها عن مقتل وجرح عشرات المدنيين، وهذه المدارس التي تديرها الأمم المتحدة، تم قصفها في غارات عشوائية وتعلم المنظمة الدولية تمام العلم إيواءها لمدنيين ومشردين لجؤوا إليها من جحيم القصف الذي سوى بيوتهم بالأرض، هذه حالة لا يمكن التعبير عنها إلا بأنها سابقة في تاريخ المطالبة بالحقوق.
لو تحدثت إسرائيل عن الحقوق ومعاداتها فمن ذا الذي يكون مؤهلا للحديث عن الظلم والقهر، وحتى لا تنقلب الموازين فحري بمجلس حقوق الإنسان أن يكون المكان الصحيح الذي تثار فيه القضايا المثبتة بالبرهان، وسيكون من المجدي تحديد أولويات لمناقشة القضايا وفقا للمعايير والقوانين الدولية وما يمليه الضمير الإنساني العالمي تبعا لما تم التوافق حوله من حقوق، حتى يتجرد من شبهة الكيل بمكيالين وتغليب الميول السياسية على حساب الحقوق الإنسانية.
بالرغم من اعتذار شاه عن هذا التصريح الذي جاء على شكل تغريدة في عام 2014 أي قبل أن تصبح عضوة في البرلمان، إلا أن هذه الحقيقة لا تتغير بتغير المواقف أو الضغوط.
[email protected]