800 جندي حمساوي يعززون أمن الحدود لتحسين العلاقات مع مصر

السبت - 30 أبريل 2016

Sat - 30 Apr 2016

في خطوة تهدف لتحسين العلاقات مع مصر، عمدت حركة حماس إلى إقامة عشرات المواقع والنقاط العسكرية في المنطقة الحدودية في جنوب قطاع غزة لتعزيز أمن الحدود.

وعلى طول الحدود الممتدة على 13 كلم من شاطئ البحر غرب رفح إلى معبر كرم أبوسالم (كيرم شالوم) شرقا، انتشر مئات العناصر من قوات الأمن الوطني بقيادة حماس في نقاط عدة، بينها للمرة الأولى 3 مواقع عسكرية تبعد مئات الأمتار عن برج مراقبة عسكري إسرائيلي في المنطقة الشرقية الجنوبية للمعبر، بحسب ما شاهد صحفيون قاموا بجولة في المنطقة نظمتها وزارة الداخلية التابعة لحماس.

60 موقعا

وقال قائد الأمن الوطني اللواء حسين أبوعاذرة «قمنا بإنشاء 60 موقعا ونقطة عسكرية على طول حدودنا مع أشقائنا بمصر لضبط الحدود وضمان عدم حدوث أي اختراق».

وأضاف «بناء على رغبة إخواننا المصريين، زدنا عدد القوات إلى 800 بدلا من نحو 200 وأنشأنا 35 موقعا جديدا ملاصقة للسياج الحدودي، وأنشأنا عددا من النقاط والمواقع خلف تلال رملية على خط مواز يبعد عشرات الأمتار لتسهيل السيطرة وقمنا بإقامة 3 مواقع عسكرية للمرة الأولى شرق معبر كرم أبوسالم».

وتتهم السلطات المصرية حركة حماس بدعم «المنظمات الإرهابية» التي تنفذ عمليات تفجير واعتداءات في شبه جزيرة سيناء.

حصار محكم

وتسيطر حركة حماس على قطاع غزة منذ 2007. وتفرض عليه إسرائيل حصارا محكما، بينما تقفل مصر معبر رفح المتنفس الوحيد للقطاع مع الخارج.

ويعد القطاع معزولا عن العالم الخارجي، وشهد 3 حروب مع إسرائيل في ست سنوات وهو يعاني من أزمة إنسانية وركود اقتصادي.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية إياد البزم إن تعزيز المواقع والقوات جاء «ليؤكد أننا معنيون بأمن الحدود واستقرارها، وإننا لن نسمح بأي خروقات أمنية أو استخدام المنطقة الحدودية للمساس بأمن مصر».

وأمل البزم بـ»إعادة فتح معبر رفح للتخفيف من معاناة المواطنين في القطاع المحاصر».

ويعيش في القطاع نحو 1,9 مليون شخص، واعتبرت حركة حماس أن 2015 كان «العام الأسوأ» على صعيد فتح معبر رفح، إذ تم فتحه 21 يوما فقط «للحالات الإنسانية».

وكانت عشرات الشاحنات الفلسطينية تنتظر في طابور طويل على جانبي الطريق عند معبر كرم أبوسالم في انتظار دخول القطاع محملة ببضائع ومنتجات إسرائيلية.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه «يراقب عن قرب التطورات في قطاع غزة والنشاطات الأخيرة لحركة حماس».

كما قال قائد قوى الأمن الداخلي التابعة لحماس اللواء توفيق أبونعيم في كلمة أمام ممثلي الفصائل ومئات عناصر الأمن متوجها أيضا للمصريين، «رسالتنا بانطلاقة جديدة للشعبين الفلسطيني والمصري، أمننا أمنكم».

وشدد على ضرورة «عودة العلاقة التاريخية وضرورة وجود خط ساخن بيننا وبين أشقائنا في مصر لمعالجة أي مشكلات رغم ما لدينا من عجز ونقص في الإمكانات»، مطالبا بأن ينظر «العالم في حصار قطاع غزة».

وعبر أبوعاذرة عن أمله بأن «يكون هناك تنسيق ميداني لمعالجة أي إشكاليات أو خروقات».

وحرصت حماس على إبراز الإجماع حول النية في تعزيز أمن الحدود.

وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش ممثلا عن الفصائل الفلسطينية بغزة «رفض الفصائل لأي تدخل في شؤون مصر وسنعمل على حماية الحدود من أي عبث».

وكان جنود مصريون يراقبون من أبراج مراقبة عسكرية عملية إعادة انتشار القوات الفلسطينية، وكان أحدهم يصور بهاتفه النقال.

ووضع عناصر الأمن مستوعبات بمثابة بيوت جاهزة بعضها طلي باللون الأبيض وأخرى بألوان مزركشة، لتستخدمها القوى الأمنية لإقامتها.

وعلى بعد أمتار من البوابة المصرية في معبر رفح الحدودي المغلق أقيمت نقطتان عسكريتان في الجانب الفلسطيني، على مقربة منهما، كانت شاحنات تحمل الحصى لنقله لمشاريع البنية التحتية في القطاع التي تمولها قطر.

وتأتي هذه الخطوات بعد محادثات أجراها الشهر الماضي وفد قيادي من حماس برئاسة موسى أبومرزوق مع المسؤوليين الأمنيين في مصر لتطبيع العلاقات التي تشهد توترا تصاعد خاصة مع إطاحة الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي الذي كان قريبا من حركة حماس.