إسماعيل محمد التركستاني

الندوات الصحية.. ما لها وما عليها

تفاعل
تفاعل

الأحد - 01 مايو 2016

Sun - 01 May 2016

عشر سنوات مضت قضيتها في رحاب العمل في مجال مكافحة عدوى المنشآت الصحية، حيث كان مكان عملي هو بين جدران المستشفيات وأرضياتها (والتي لا بد أن تكون بمواصفات ثابتة لا تتغير) وتحت سقفها (التي لا بد أن تحتوي على أفضل الفلاتر الهوائية HEPA)، وفي خلال هذه الفترة، حضرت العديد من الندوات العلمية سواء كانت بمنطقتي أو في مناطق أخرى مثل الرياض وجدة.

الآن، أجد نفسي أمام مفترق الطرق لحضور مثل تلك الندوات وورش العمل مستقبلا أو أتوقف عن حضور المزيد منها! لماذا؟ معروف لكل العاملين بالقطاع الصحي ما يسمى بالساعات العلمية المعتمدة من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، حيث إنه من الضرورة لكل ممارس صحي أن يمتلك في رصيده بالهيئة من الساعات العلمية ما يؤهله لإمكانية تجديد عضويته بالهيئة ومن ثم إمكانية الحصول على مميزات العمل الصحي. وأمام هذا الوضع (الإجباري!) أصبحت هناك سوق عمل جيدة لكثير من الممارسين الصحيين وخاصة المتعاقدين (العرب) إلى جانب القلة من الممارسين السعوديين. فأصبحت الكثير من تلك الندوات ما هي إلا تكرار لمحتوياتها قليل منها ما هو جديد وجيد المحتوى وكثير منها كزبد البحر.

باختصار... أصبحت ميزانية الصرف لإقامة تلك الندوات كبيرة، حيث تقام الكثير منها بفنادق الخمس نجوم، إلى جانب منح المحاضر إقامة مجانية بتلك الفنادق وتذكرة سفر! وتؤخذ جميع تلك النفقات من جيوب الحضور، وذلك عن طريق ما يسمى بالسماح لهم بتسجيل الساعات المعتمدة، وأصبح موضوع سلامة المرضى هو الموضوع الأكثر جاذبية لكل المتحدثين في تلك الندوات وخاصة من المتعاقدين العرب الذين يمتلكون القدرة على قص ولصق تلك المعلومات، ومن ثم التحدث عنها بلغة إنجليزية ركيكة، وعند سؤاله عن شيء لا يعرف إجابته، يقول:(I do not know)؟