وعد الشمال يقود صناعة الخليج للأسمدة المتخصصة

الأحد - 01 مايو 2016

Sun - 01 May 2016

يفرض تميز وتركيز إنتاج دول مجلس التعاون الخليجي من أسمدة اليوريا والأمونيا على مصنعي الأسمدة فيها السعي إلى تنويع منتجاتهم، وإضافة الأسمدة المتخصصة ذات القيمة العالية ولضمان عوائد أكبر لصالح المنتجين ولمواجهة تحديات اقتصادية وسكانية قد يواجهها القطاع مستقبلا، ويمتلك مشروع وعد الشمال في السعودية لإنتاج أسمدة الفوسفات فرصة ريادة هذا التوجه والذي ينصح به الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات جيبكا.

ويهدف هذا المشروع إلى استغلال احتياطات الفوسفات الموجودة في موقع حزم الجلاميد بمنطقة الحدود الشمالية، بالإضافة إلى الاستفادة من الموارد المحلية للغاز الطبيعي والكبريت لتصنيع سماد ثنائي الفوسفات الأمونيوم في مجمعات شركة معادن في رأس الخير على ساحل الخليج العربي، والتي تمتلك أيضا إنتاج سماد الفوسفات أحادي الأمونيوم منذ 2011.

وستباع الأسمدة الفوسفاتية التي تنتجها الشركة في المقام الأول إلى الأسواق الدولية.

موقف إنتاج الخليج من الأسمدة

يتركز إنتاج دول مجلس التعاون الخليجي من الأسمدة في مادتي اليوريا والأمونيا، مما يجعلها المصدر الرئيسي لهما على مستوى العالم، إذ يمثل إنتاج دول مجلس التعاون الخليجي 25% من حجم التجارة العالمية من اليوريا، وما نسبته 12٪ من إجمالي الإنتاج العالمي من الأمونيا.

ووفقا لتقارير جيبكا حقق المنتجون الخليجيون نموا بهذا القطاع قدره 102% منذ 2004 ليصل إجمالي الطاقة الإنتاجية إلى 40.9 مليون طن من الأسمدة، وواصلت هذه الصناعة بطابعها التصديري، بتصدير 22.9 مليون طن من منتجات الأسمدة في 2014 إلى أسواق متنوعة بينها أمريكا الشمالية وآسيا وشرق آسيا بإيرادات قدرها 6.5 مليارات دولار.

التحديات المقبلة

وأكد خبراء بقطاع الأسمدة أنه رغم هذه الإنجازات المهمة التي حققها منتجو الأسمدة بدول مجلس التعاون خلال العقد الماضي إلا أن هناك تحديات اقتصادية وسكانية قد يواجهها القطاع مستقبلا تجعله يواجه مرحلة حرجة ومليئة بالفرص أيضا.

وتوقعوا أن تواجه مؤسسات إنتاج الأسمدة الإقليمية، المملوكة بمعظمها من قبل الحكومات، تحديات اقتصادية مقبلة، حيث تشهد الطاقة الإنتاجية العالمية للأسمدة زيادة متنامية، مما قد يدفع دول مجلس التعاون الخليجي لزيادة المعروض وبالتالي خفض الأسعار وانخفاض أسعار النفط.

ويلقي الأمين العام لجيبكا الدكتور عبدالوهاب السعدون على موقع الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات مزيدا من الضوء على التحديات والتي تفرض التوجه نحو الأسمدة المتخصصة ويقول «حققت صناعة الأسمدة في الخليج العربي كثيرا من الإنجازات البارزة خلال العقد الماضي، إذ تقدر قيمة القطاع بعدة مليارات دولار، ويعمل ضمنه 51 ألف موظف، وفي ظل التحديات الاقتصادية والسكانية المتنامية، فإن عهد النمو الهائل في القدرة الإنتاجية والأرباح المرتفعة بدأ يتراجع، إذ بات بإمكان المنافسين الحصول على الغاز بأسعار معقولة أيضا، وهي من أهم الميزات التي خدمت قطاع الصناعات البتروكيماوية في منطقتنا لفترة طويلة لذا فاللجوء لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية يتطلب كميات أقل من الغاز الطبيعي فضلا عن كونها من الموارد الطبيعية المتاحة في دول المجلس لكن لم تتم الاستفادة منها حتى الآن».

نصيحة جيبكا

وأمام هذه التحديات ينصح الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات جيبكا الدول المنتجة للأسمدة بالا ينحصر إنتاجها على أسمدة اليوريا والأمونيا، ويتضح ذلك من خلال دعوة أطلقها في وقت سابق رئيس لجنة الأسمدة والرئيس التنفيذي لشركة قطر للأسمدة الكيماوية قافكو خليفة السويدي وقال فيها «يتوجب على منتجي الأسمدة في دول مجلس التعاون الخليجي البحث عن سبل لتنويع محفظة منتجاتهم لتشمل منتجات متخصصة ذات قيمة عالية، وهي أسمدة تحظى بمزايا تميزها عن أسمدة اليوريا، مما يسهم بتحقيق عائدات أكبر في الأسواق العالمية، وبالتالي ضمان عوائد أكبر لصالح المنتجين».

وأكد السويدي أن «الخبر الجيد هو أن المنطقة تسير في الطريق الصحيح نحو التغلب على هذه التحديات خاصة مع إطلاق مشروع وعد الشمال للفوسفات في السعودية واستمرار نمو صناعات الأسمدة التخصصية».

الأكثر قراءة