أكراد سوريا.. حلفاء من؟
الجمعة - 29 أبريل 2016
Fri - 29 Apr 2016
خلصت ندوة نظمها معهد واشنطن وشارك فيها نخبة من الخبراء أن أمام حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي مسارين للمضي قدما: إنشاء منطقة كردية مجاورة مدعومة من روسيا شمال سوريا، أو العمل مع الولايات المتحدة وفي الوقت نفسه الانفصال عن حزب العمال الكردستاني. وبغية تسهيل هذا السيناريو الأخير، يجب على واشنطن أن توضح أنه إذا لم تمد أنقرة يدها إلى حزب الاتحاد الديمقراطي، يمكن للأكراد السوريين وحتى حزب العمال أن يصبحوا عملاء أمن لموسكو، مما سيكون له تداعيات أمنية خطرة على تركيا.
نقطة خلاف
»في إطار سلسلة الهجمات الإرهابية التي ضربت تركيا أخيرا وخسارة نظام الأسد سيطرته على ثلاثة أرباع الأراضي المجاورة له، أصبح الأكراد السوريون يشكلون نقطة خلاف بين واشنطن وأنقرة، إذ يرى المسؤولون الأمريكيون أن حزب الاتحاد الديمقراطي حليف تكتيكي يتمتع بقوات برية محنكة في الحرب ضد داعش، في حين تعده تركيا جماعة إرهابية مرتبطة ارتباطا وثيقا بحزب العمال الكردستاني، والذي يقاتل من جديد داخل الأراضي التركية.
وفي أوساط السياسة الأمريكية، تعد تركيا وحزب الاتحاد الديمقراطي حليفين، وإن كانا مختلفين جدا، ضد داعش. فتركيا تتشارك مع سوريا حدودا طويلة وقواعد عسكرية كثيرة ولها ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي، وجميعها عوامل حاسمة في الحملة التي تشنها الولايات المتحدة ضد داعش. وفي الوقت نفسه، كان حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه المسلح «وحدات حماية الشعب»، أكثر القوات البرية فعالية في استعادة الأراضي السورية من قبضة التنظيم«.
أندرو تابلر - زميل بمعهد مارتن جي. جروس
قلق تركي
»قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما التعامل بجدية أكبر مع مسألة داعش بعد هجومي سان برناردينو وباريس، بيد أنه لا يزال غير مستعد لنشر القوات اللازمة لحل المشكلة. فالتنظيم يشكل مشكلة عسكرية ولا بد من حلها عسكريا، كما أن إيجاد قوات برية فعالة عبارة عن عامل ضروري مكمل للضربات الجوية التي تشن ضده. وقد أثبتت قوات البيشمركة في العراق ووحدات حماية الشعب في سوريا أنها الوحيدة التي يمكن لواشنطن الاعتماد عليها لاستعادة الأراضي من قبضة داعش والاحتفاظ بها. وتريد واشنطن أيضا منع أي طرف من تغيير الحدود في المنطقة، إذ من شأن إعادة ترسيم الحدود بشكل مماثل أن تثير القلق بشكل خاص لأنه من غير المعروف كيف سينتهي الأمر حالما تبدأ هذه العملية. وتتمتع الولايات المتحدة بمصلحة حقيقية في الحفاظ على حدود كل بلد على ما هي عليه الآن. أما في ما يتعلق بحزب الاتحاد الديمقراطي، فتطرح تركيا مشكلة حقيقية لأي سيناريوهات قد تشمل الحزب، فقد استفاد الرئيس رجب طيب إردوغان سياسيا من عنف حزب العمال، كما أنه ينظر إلى إمكانية إنشاء دولة كردية على الحدود الجنوبية التركية على أنها تشكل تهديدا خطرا. ويقينا أنه رضخ قليلا قبل نهاية الحصار الذي فرضه داعش على كوباني في عامي 2014 و2015، وعرض تقديم المساعدة لحزب الاتحاد الديمقراطي، لذا ربما يمكنه القيام بذلك مرة أخرى في الوقت الحالي«.
جيمس جيفري - سفير أمريكي سابق لدى تركيا
»ينقسم المشهد السياسي الكردي ما بين الدول والخطوط السياسية، من جهة يندرج حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي تحت نفس المجموعة من المجتمعات المحلية في كردستان، وهي منظمة مظلة أنشأها حزب العمال الكردستاني. من جهة أخرى، تبدو الأمور جيدة بالنسبة لأنقرة في حكومة إقليم كردستان العراق، حيث أقامت تركيا علاقات وثيقة من خلال التعاون العسكري والأمني والاقتصادي. لكن حتى هناك، يتم التنازع على السلطة ما بين الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يفضل تركيا ويقف ضد حزب العمال وحزب الاتحاد الديمقراطي، والاتحاد الوطني الكردستاني الذي يفضل إيران ويشاركها تعاطفها مع حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي. ويمكن تعريف العلاقات الحالية بين الولايات المتحدة وتركيا فيما يتعلق بحزب الاتحاد الديمقراطي على أنها انفراج عملي في العلاقات. فأنقرة لا تعارض مساعدة واشنطن للحزب في عمليات شرق نهر الفرات، ولكن ليس غربه. كما أن واشنطن لا تعارض ضرب تركيا لحزب الاتحاد الديمقراطي من المناطق القريبة من الحدود، حتى فيما تعمل الولايات المتحدة مع هذه الجماعة قرب الرقة وفي مناطق أعمق داخل سوريا. وقد نجح هذا التقسيم حتى الآن، ولكن الوضع قد يسوء إذا انتهى المطاف بالأسلحة التي تقدمها واشنطن إلى حزب الاتحاد الديمقراطي في أيدي حزب العمال الكردستاني، أو إذا ضربت تركيا عن غير قصد أفراد القوات الأمريكية الملحقة أثناء استهدافها مواقع لحزب الاتحاد الديمقراطي قرب الحدود«.
سونر جاغابتاي - مدير برنامج الأبحاث التركية بمعهد باير فاميلي
جمع الفرقاء
»حتى الآن كانت واشنطن سريعة وناجحة بشكل ملحوظ في تحسين التنسيق مع الأكراد السوريين والعراقيين ضد داعش، وبالتالي ينبغي أن يتجلى الهدف طويل الأمد في تعزيز العلاقة بين تركيا وحزب الاتحاد الديمقراطي بصورة مشابهة لعلاقة أنقرة بحكومة إقليم كردستان. وقد كان الأكراد العراقيين وتركيا من الأعداء اللدودين، وقد خاض الطرفان تحولا تاريخيا للوصول إلى ما وصلا إليه اليوم، إذ أصبحا من أقرب الأصدقاء في المنطقة على الصعيد الاقتصادي والعسكري والسياسي. وهذا هدف يمكن تحقيقه مع الأكراد السوريين أيضا. قد يتشارك حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني الطموحات الإقليمية، لكن كلا منهما يسعى في الواقع إلى مصالحه الذاتية الخاصة المحددة جغرافيا. ومع تحقيق حزب الاتحاد الديمقراطي النجاح العسكري وبالتالي الحكم الذاتي الفعلي للأكراد السوريين، الذي هو جمهوره الرئيسي، فقد أصبح على مدى السنوات الخمس الماضية أكثر وأكثر انفصالا عن حزب العمال الكردستاني، وشكّل مصالحه وهيكلياته القيادية الخاصة. وفي عام 2012، قرر حزب الاتحاد الديمقراطي أنه لن يحارب تركيا بعد الآن بصورة مباشرة أو يساعد حزب العمال الكردستاني على ذلك، وقد التزم الحزب بوعده هذا. إضافة إلى ذلك، فإن المنطقة التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي هي الجزء الوحيد من الحدود التركية السورية التي لا يتم تهريب الأسلحة والمخدرات والأموال عن طريقها، مما يجعل الحزب الشريك الوحيد الذي يمكنه مساعدة تركيا على تأمين حدودها في مواجهة حزب العمال وتنظيم داعش وغيرهم من العناصر التي تهددها«.
ديفيد بولوك - مدير منتدى فكرة
نقطة خلاف
»في إطار سلسلة الهجمات الإرهابية التي ضربت تركيا أخيرا وخسارة نظام الأسد سيطرته على ثلاثة أرباع الأراضي المجاورة له، أصبح الأكراد السوريون يشكلون نقطة خلاف بين واشنطن وأنقرة، إذ يرى المسؤولون الأمريكيون أن حزب الاتحاد الديمقراطي حليف تكتيكي يتمتع بقوات برية محنكة في الحرب ضد داعش، في حين تعده تركيا جماعة إرهابية مرتبطة ارتباطا وثيقا بحزب العمال الكردستاني، والذي يقاتل من جديد داخل الأراضي التركية.
وفي أوساط السياسة الأمريكية، تعد تركيا وحزب الاتحاد الديمقراطي حليفين، وإن كانا مختلفين جدا، ضد داعش. فتركيا تتشارك مع سوريا حدودا طويلة وقواعد عسكرية كثيرة ولها ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي، وجميعها عوامل حاسمة في الحملة التي تشنها الولايات المتحدة ضد داعش. وفي الوقت نفسه، كان حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه المسلح «وحدات حماية الشعب»، أكثر القوات البرية فعالية في استعادة الأراضي السورية من قبضة التنظيم«.
أندرو تابلر - زميل بمعهد مارتن جي. جروس
قلق تركي
»قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما التعامل بجدية أكبر مع مسألة داعش بعد هجومي سان برناردينو وباريس، بيد أنه لا يزال غير مستعد لنشر القوات اللازمة لحل المشكلة. فالتنظيم يشكل مشكلة عسكرية ولا بد من حلها عسكريا، كما أن إيجاد قوات برية فعالة عبارة عن عامل ضروري مكمل للضربات الجوية التي تشن ضده. وقد أثبتت قوات البيشمركة في العراق ووحدات حماية الشعب في سوريا أنها الوحيدة التي يمكن لواشنطن الاعتماد عليها لاستعادة الأراضي من قبضة داعش والاحتفاظ بها. وتريد واشنطن أيضا منع أي طرف من تغيير الحدود في المنطقة، إذ من شأن إعادة ترسيم الحدود بشكل مماثل أن تثير القلق بشكل خاص لأنه من غير المعروف كيف سينتهي الأمر حالما تبدأ هذه العملية. وتتمتع الولايات المتحدة بمصلحة حقيقية في الحفاظ على حدود كل بلد على ما هي عليه الآن. أما في ما يتعلق بحزب الاتحاد الديمقراطي، فتطرح تركيا مشكلة حقيقية لأي سيناريوهات قد تشمل الحزب، فقد استفاد الرئيس رجب طيب إردوغان سياسيا من عنف حزب العمال، كما أنه ينظر إلى إمكانية إنشاء دولة كردية على الحدود الجنوبية التركية على أنها تشكل تهديدا خطرا. ويقينا أنه رضخ قليلا قبل نهاية الحصار الذي فرضه داعش على كوباني في عامي 2014 و2015، وعرض تقديم المساعدة لحزب الاتحاد الديمقراطي، لذا ربما يمكنه القيام بذلك مرة أخرى في الوقت الحالي«.
جيمس جيفري - سفير أمريكي سابق لدى تركيا
»ينقسم المشهد السياسي الكردي ما بين الدول والخطوط السياسية، من جهة يندرج حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي تحت نفس المجموعة من المجتمعات المحلية في كردستان، وهي منظمة مظلة أنشأها حزب العمال الكردستاني. من جهة أخرى، تبدو الأمور جيدة بالنسبة لأنقرة في حكومة إقليم كردستان العراق، حيث أقامت تركيا علاقات وثيقة من خلال التعاون العسكري والأمني والاقتصادي. لكن حتى هناك، يتم التنازع على السلطة ما بين الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يفضل تركيا ويقف ضد حزب العمال وحزب الاتحاد الديمقراطي، والاتحاد الوطني الكردستاني الذي يفضل إيران ويشاركها تعاطفها مع حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي. ويمكن تعريف العلاقات الحالية بين الولايات المتحدة وتركيا فيما يتعلق بحزب الاتحاد الديمقراطي على أنها انفراج عملي في العلاقات. فأنقرة لا تعارض مساعدة واشنطن للحزب في عمليات شرق نهر الفرات، ولكن ليس غربه. كما أن واشنطن لا تعارض ضرب تركيا لحزب الاتحاد الديمقراطي من المناطق القريبة من الحدود، حتى فيما تعمل الولايات المتحدة مع هذه الجماعة قرب الرقة وفي مناطق أعمق داخل سوريا. وقد نجح هذا التقسيم حتى الآن، ولكن الوضع قد يسوء إذا انتهى المطاف بالأسلحة التي تقدمها واشنطن إلى حزب الاتحاد الديمقراطي في أيدي حزب العمال الكردستاني، أو إذا ضربت تركيا عن غير قصد أفراد القوات الأمريكية الملحقة أثناء استهدافها مواقع لحزب الاتحاد الديمقراطي قرب الحدود«.
سونر جاغابتاي - مدير برنامج الأبحاث التركية بمعهد باير فاميلي
جمع الفرقاء
»حتى الآن كانت واشنطن سريعة وناجحة بشكل ملحوظ في تحسين التنسيق مع الأكراد السوريين والعراقيين ضد داعش، وبالتالي ينبغي أن يتجلى الهدف طويل الأمد في تعزيز العلاقة بين تركيا وحزب الاتحاد الديمقراطي بصورة مشابهة لعلاقة أنقرة بحكومة إقليم كردستان. وقد كان الأكراد العراقيين وتركيا من الأعداء اللدودين، وقد خاض الطرفان تحولا تاريخيا للوصول إلى ما وصلا إليه اليوم، إذ أصبحا من أقرب الأصدقاء في المنطقة على الصعيد الاقتصادي والعسكري والسياسي. وهذا هدف يمكن تحقيقه مع الأكراد السوريين أيضا. قد يتشارك حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني الطموحات الإقليمية، لكن كلا منهما يسعى في الواقع إلى مصالحه الذاتية الخاصة المحددة جغرافيا. ومع تحقيق حزب الاتحاد الديمقراطي النجاح العسكري وبالتالي الحكم الذاتي الفعلي للأكراد السوريين، الذي هو جمهوره الرئيسي، فقد أصبح على مدى السنوات الخمس الماضية أكثر وأكثر انفصالا عن حزب العمال الكردستاني، وشكّل مصالحه وهيكلياته القيادية الخاصة. وفي عام 2012، قرر حزب الاتحاد الديمقراطي أنه لن يحارب تركيا بعد الآن بصورة مباشرة أو يساعد حزب العمال الكردستاني على ذلك، وقد التزم الحزب بوعده هذا. إضافة إلى ذلك، فإن المنطقة التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي هي الجزء الوحيد من الحدود التركية السورية التي لا يتم تهريب الأسلحة والمخدرات والأموال عن طريقها، مما يجعل الحزب الشريك الوحيد الذي يمكنه مساعدة تركيا على تأمين حدودها في مواجهة حزب العمال وتنظيم داعش وغيرهم من العناصر التي تهددها«.
ديفيد بولوك - مدير منتدى فكرة