ممدوح محمد سبحي

السواقة بأيد ناعمة

تفاعل
تفاعل

الجمعة - 29 أبريل 2016

Fri - 29 Apr 2016

أمسكت قلمي رغبة مني في كتابة موضوع عن قيادة المرأة للسيارة بكل اعتدال ومنطقية وبعيدا عن التحيزات الفكرية، بالرغم من أن الموضوع قد أشبع نقاشا وتم تناوله بأكثر من منظور منه المتحيز ومنه المتزمت والقليل منه الوسطي، وهذا ما يجب أن يكون عليه النقاش فنحن أمة وسطى وننادي بها، لكن للأسف عند أول نقاش يسقط قناع الوسطية وتظهر لنا أقنعة التزمت والصراخ والتجريح ورفع الصوت.

هناك سؤال محير لي شخصيا وهو: هل سألنا أصحاب أو لنقل صاحبات الشأن «السيدات» واللاتي ننادي بضرورة قيادتهن للسيارة؟!

لماذا لا نعمل استفتاء للنساء فقط -مثل المشاغل النسائية ممنوع دخول الرجال- ويكون لجميع الفئات النسائية فقط من جميع الطبقات الاجتماعية والتعليمية والعمرية ولجميع مناطق المملكة ويعبأ الاستفتاء ابتداء بـ(... هل ترغبين في قيادة السيارة؟) وما السبب في حال الإجابة بنعم أو لا؟ مرورا بماهية الضوابط التي يرين أنها مناسبة وتحفظ لهن عفتهن ومكانتهن في المجتمع، خاصة أن الوضع جديد وغريب على المجتمع؟ وماذا سيفعلن في المواقف التي تمر على السائقين الذكور من عطل في السيارة أو في حال حصل بنشر في أحد الإطارات، أو إذا حصل حادث

لا قدر الله؟ وينتهي الاستفتاء بماهية العقوبات التي يرين أنها مناسبة لتطبيقها عليهن عند مخالفة الأنظمة غير دفع الغرامات المالية.

أما التزمت والتنطع ورفع الصوت أو الاستماع فقط لشريحة معينة من المجتمع قد لا تتجاوز 10% من نسبة السكان فهذا الظلم بعينه، اختم بما قاله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء. متفق عليه، وفي لفظ مسلم (استوصوا بالنساء خيرا).. فاستوصوا بالنساء خيرا.