كم سؤالا لإجابة سعود الشمري؟!

السبت - 30 أبريل 2016

Sat - 30 Apr 2016

الفلسفة هي فن صناعة الأسئلة لا المبادرة بإجابات مجانية، يستسهلها شعب (الفقاقيع) الأعظم ليشبع (طقطقة)!

ومصيبة الأمة الشرقية عموما هي أن العقول فيها تصنع الإجابات القطعية قبل أن تعرف ما هو السؤال! ولهذا يرفض علماء التفسير معظم روايات (أسباب النزول)، التي ألفها (الوعاظ)؛ لتبسيط معاني الآيات الكريمة لكي يفهمها العامة! ولكن العامة لا تقف عند الفهم؛ بل تريد أن تفرض فهمها على أصحاب القرار من النخبة!

وقد كان أساتذتنا ـ قبل (الأخخخ/ فَطِن) وورشه التي لا تسمن ولا تغني من جوع ـ يدربوننا على صناعة الأسئلة؛ بأن يقدموا في الامتحان عبارة أو معلومة ويطلبوا من تلاميذهم اقتراح ما يستطيعون من أسئلة تصلح تلك العبارة إجابة لها!

وخذ مثلا بمداخلة المحامي القدير (سعود بن فرحان الشمري)، عضو مجلس الشورى، التي قال فيها بالنص لبرنامج (استوديو الإخبارية): «الدولة ليست ملزمة قانونيا ودستوريا بتمليك جميع مواطنيها مساكن خاصة»! وفكِّر في السؤال الأنسب لهذه الإجابة التي ألقاها بهدوء وثقة وكأنها (حمسة البُـنِّ الشمرية)!

وباستعراض (طقطقة) بعض المغردين، ومنهم زملاء كبار ومتخصصون في الاقتصاد والشأن الوطني العام، لن تجد أسخف ولا أسطح من شخصنة المداخلة، والخوض في نوايا الرجل؛ كقول أحدهم: (لعله يملك مكتب عقار)!

لطالما انتقدنا دراسات المجلس، وسخرنا من قراراته الجادة مع أنه لا يملك الصلاحيات! لكننا لم ولن نغمز شخص أحدهمهُنَّ، أو نهمز وطنيته!

وبالنسبة لسعود الشمري؛ فلم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، وقد جاء لمجلس الشورى ـ ككل الأعضاء ـ لأن الحكومة تهتم بآرائه وتريد الاستئناس بها، وهو محام ناجح ومعروف قبل أن يدخل القبة، وصفقة واحدة يعقدها مكتبه الكبير تغنيه عن كل ما نتداوله من إشاعات، عن الأرقام التي يحصل عليها عضو مجلس الشورى!

أما (الأخخخ/ أنا) فيزعم أن مداخلته الذكية هي خير جواب لسؤال طرحناه مرارات عديدة بديدة على كل وزراء الإسكان وهو: هل السكن حق لكل (مواااطٍ) يجب على الحكومة الوفاء به ولو بأثر رجعي؟ أم أنه مكرمة إن قامت بها فأجرها على الله، وإن لم تقم بها فما على المحسنين من سبيل؟

ولكن... في مداخلة الشمري (سبيل) سنطرقه غدا...

[email protected]