الرؤية المستقبلية في الجانب الثقافي
الخميس - 28 أبريل 2016
Thu - 28 Apr 2016
اشرأبت الأعناق إلى الشاشات ظهيرة يوم 25 أبريل الماضي للاستماع إلى إعلان الأمير محمد بن سلمان رؤية المملكة 2030، وربما لا أحتاج إلى التأكيد على نقاط التفاؤل التي حملتها الرؤية، فهي واضحة للعيان، ولا أحتاج إلى تناول الجانب الاقتصادي الأبرز الذي ارتكزت عليه، حيث إني لست متخصصا في هذا الشأن، لكني سأتناول الجانب الثقافي الذي عرجت عليه وأضاءت في قلوبنا الكثير من الأمل.
حين يتناول مسؤول رفيع في الدولة الاهتمام بالجانب الحضاري الممتد للأرض والإنسان وموروثه القومي، وحين يبدي هذا المسؤول اهتمامه بالفنون والثقافة بذلك الشكل المبهج، وحين ترتكز رؤية هذا المسؤول، وفي الجانب الاقتصادي نفسه، على الاعتماد على ثروة أخرى غير النفط في بلد نفطي، وحين يتحدث ذلك المسؤول أيضا عن السلطات الثلاث بشكل لم يُطرح من قبل على لسان مسؤول، كل ذلك وغيره يدل على أننا فعليا أمام تحوّل حقيقي ليس فيما طرح من رؤى وآمال فحسب، بل في الذهنية نفسها التي يحملها مسؤول تفاجأنا به أنه من النوع الذي يفكر خارج الصندوق، وبشكل جدّي.
الكثيرون من المحبَطين والمحبِطين يتصورون أنهم أمام منظومة وعود تقليدية، وفي اعتقادي أنهم لم يفهموا مضمون تلك الرؤية جيدا، ولا انتبهوا إلى اللغة الاستثنائية وآلية التفكير التي ينطق بها مسؤول بحجم ثالث رجل في الدولة.
بقي أن أتناول ما يمكن أن يُطرح كآمال نأمل أن تتناولها الرؤية الوطنية في المستقبل، فالتعليم لم نجد له أي أثر في الحديث عن تلك الرؤية إلا ضمن الإشارة السريعة إلى منظومة الخدمات إجمالا، وفي تصوري أن هذا سيكون مُرهقا لديناميكية الرؤية نفسها، حيث الخزان البشري الذي سيمدّ فعاليات تلك الرؤية في المستقبل، وقد كان الطموح أن يكون التعليم أحد مرتكزات تلك الرؤية، لكني أتفاءل أن الانتباه لخطورة هذا الرافد لم ولن يغيب عن صنّاع المرحلة.
في الشأن الثقافي علينا أن نتجه بصورة أكبر نحو مفاهيم الحوار الداخلي، ودعم مركز الحوار الوطني واستئناف فعالياته الحيوية التي تصب في خدمة تلك الرؤية على المدى البعيد. كل ذلك يأتي في سياق الانسجام الوطني الضروري جدا بين مكونات المجتمع؛ من أجل السير نحو المستقبل دون ضجيج التجاذبات غير الصحية.
تظل الثقافة هي المحرّك الأول للسلوك وأدوات التفكير، وفي إطار طموحات التحوّل يجب الالتفات بشكل جاد إلى هذا الرافد التنموي في مجالاته المتعددة كالفنون بمختلف فروعها، في بلد لا تنقصه الكفاءات والمواهب، ولكن ينقصه الفضاء العام الذي يمكن للفنون أن تؤدي دورها الإنساني والحضاري على أكمل وجه.
في جانب النشر والإعلام أيضا قد أشير إلى ما أشار إليه الأمير الطموح في حديثه عن الشفافية بعدم جدوى فرض الرقابة التقليدية التي تتجاهل الانفتاح المعلوماتي والفضائي، وعليه.. فيجب النظر إلى سقف النشر الدارج، حيث لم يعد من المنطقي أن يمنع الكثير من الكتب الفكرية الجادة في وقت أصبح من السهولة الحصول على كتاب عبر الانترنت، ولم يعد من المنطقي أن ينتظر القراء في المملكة معارض الكتب ليحصلوا على الكتب الجادة التي تلبّي وعي القارئ السعودي، ولم يعد من المنطقي أن تكون أقوى معارض الكتب عربيا هي التي تقام في المملكة لأنها المتنفس الوحيد الذي يلبّي وعي أولئك القرّاء.
[email protected]
حين يتناول مسؤول رفيع في الدولة الاهتمام بالجانب الحضاري الممتد للأرض والإنسان وموروثه القومي، وحين يبدي هذا المسؤول اهتمامه بالفنون والثقافة بذلك الشكل المبهج، وحين ترتكز رؤية هذا المسؤول، وفي الجانب الاقتصادي نفسه، على الاعتماد على ثروة أخرى غير النفط في بلد نفطي، وحين يتحدث ذلك المسؤول أيضا عن السلطات الثلاث بشكل لم يُطرح من قبل على لسان مسؤول، كل ذلك وغيره يدل على أننا فعليا أمام تحوّل حقيقي ليس فيما طرح من رؤى وآمال فحسب، بل في الذهنية نفسها التي يحملها مسؤول تفاجأنا به أنه من النوع الذي يفكر خارج الصندوق، وبشكل جدّي.
الكثيرون من المحبَطين والمحبِطين يتصورون أنهم أمام منظومة وعود تقليدية، وفي اعتقادي أنهم لم يفهموا مضمون تلك الرؤية جيدا، ولا انتبهوا إلى اللغة الاستثنائية وآلية التفكير التي ينطق بها مسؤول بحجم ثالث رجل في الدولة.
بقي أن أتناول ما يمكن أن يُطرح كآمال نأمل أن تتناولها الرؤية الوطنية في المستقبل، فالتعليم لم نجد له أي أثر في الحديث عن تلك الرؤية إلا ضمن الإشارة السريعة إلى منظومة الخدمات إجمالا، وفي تصوري أن هذا سيكون مُرهقا لديناميكية الرؤية نفسها، حيث الخزان البشري الذي سيمدّ فعاليات تلك الرؤية في المستقبل، وقد كان الطموح أن يكون التعليم أحد مرتكزات تلك الرؤية، لكني أتفاءل أن الانتباه لخطورة هذا الرافد لم ولن يغيب عن صنّاع المرحلة.
في الشأن الثقافي علينا أن نتجه بصورة أكبر نحو مفاهيم الحوار الداخلي، ودعم مركز الحوار الوطني واستئناف فعالياته الحيوية التي تصب في خدمة تلك الرؤية على المدى البعيد. كل ذلك يأتي في سياق الانسجام الوطني الضروري جدا بين مكونات المجتمع؛ من أجل السير نحو المستقبل دون ضجيج التجاذبات غير الصحية.
تظل الثقافة هي المحرّك الأول للسلوك وأدوات التفكير، وفي إطار طموحات التحوّل يجب الالتفات بشكل جاد إلى هذا الرافد التنموي في مجالاته المتعددة كالفنون بمختلف فروعها، في بلد لا تنقصه الكفاءات والمواهب، ولكن ينقصه الفضاء العام الذي يمكن للفنون أن تؤدي دورها الإنساني والحضاري على أكمل وجه.
في جانب النشر والإعلام أيضا قد أشير إلى ما أشار إليه الأمير الطموح في حديثه عن الشفافية بعدم جدوى فرض الرقابة التقليدية التي تتجاهل الانفتاح المعلوماتي والفضائي، وعليه.. فيجب النظر إلى سقف النشر الدارج، حيث لم يعد من المنطقي أن يمنع الكثير من الكتب الفكرية الجادة في وقت أصبح من السهولة الحصول على كتاب عبر الانترنت، ولم يعد من المنطقي أن ينتظر القراء في المملكة معارض الكتب ليحصلوا على الكتب الجادة التي تلبّي وعي القارئ السعودي، ولم يعد من المنطقي أن تكون أقوى معارض الكتب عربيا هي التي تقام في المملكة لأنها المتنفس الوحيد الذي يلبّي وعي أولئك القرّاء.
[email protected]