فواز عزيز

محمد بن سلمان.. بلا دبلوماسية

تقريبا
تقريبا

الأربعاء - 27 أبريل 2016

Wed - 27 Apr 2016

لم نكن نسمع بمسؤول ينتقد أي شيء له صلة مباشرة بشخصه، حتى لو كان ما يحتاج النقد قائما قبل توليه المسؤولية، وكثير من المسؤولين - سابقا - كان يصيبهم «العمى» أمام السلبيات بعد يوم واحد من تولي المسؤولية، ولا يعود إليهم البصر إلا بعد أيام عدة من «الإعفاء» أو «التقاعد»..!

لذلك مفرح جدا أن نجد مسؤولا لا يتذمر من سماع «النقد» ولا يخجل من ممارسته على عمله.

لا يستمر نجاح عمل دون عنصري «النقد والتقويم»، وحوار ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع الإعلامي تركي الدخيل على قناة العربية أمس مؤشر على أن النقد مقدم عنده وعند فريق عمله على المديح، فهو بنفسه انتقد وزارة الدفاع التي يتولى حقيبتها كما انتقد وزارة المياه وهيئة مكافحة الفساد وغيرها نقدا صريحا؛ ربما لأنه مؤمن بأهمية النقد والتقييم بقدر أهمية التخطيط والعمل، ليسير العمل من نجاح إلى نجاح، فبدون النقد سيتوقف العمل عند أول نجاح إذا حصل.

لم ينكر الأمير محمد بن سلمان وجود الفساد، مشيرا بشجاعة وصراحة إلى أن الحكومة ممثلة بالملك وولي عهده ليسوا راضين عن أداء هيئة مكافحة الفساد؛ لذلك تم تغيير رئيس «نزاهة» العام الماضي.

وتحدث وزير الدفاع عن الإنفاق العسكري الضخم، منتقدا عدم وجود صناعة عسكرية، وانتقد كذلك اهتمام القواعد العسكرية الجوية بالشكل والمظهر، مشيرا إلى الهدر العالي في إنفاقها.

كشف الأمير محمد بن سلمان بصراحة عن «الرؤية السعودية 2030»، واكتشف المشاهد أن الأمير لم يكن مسؤولا عاديا يتحدث من «مكتوب» أو مسؤولا دبلوماسيا يهرب من الانتقادات والقصور ويتكلم بالعموميات ويستخدم جملا ذات أوجه عدة، بل كان مسؤولا لا يتعذر بضيق الوقت وكثرة العمل، وكان مسؤولا ملما بكل التفاصيل والأرقام ويتحدث ببساطة ووضوح وشجاعة وتلقائية.

الصراحة والشجاعة كانتا أهم عناوين حوارات الأمير محمد بن سلمان مع قناة العربية وقبلها مع وسائل الإعلام الأجنبية فقد قال ما لم يكن أحد يتوقع أن يقوله الرجل الثالث في السعودية عن شخصه وعن وطنه.

(بين قوسين)

كانت «السعودية» محور الاهتمام، وما زالت.. وستظل كذلك..

السعودية اليوم، تنظر إلى المستقبل القريب، وتسير بسرعة على الطريق المعبدة بـ»الرؤية السعودية 2030» لتصبح بلدا يتحكم بحاضره ومستقبله ولا يتحكم به «النفط».