سيكولوجية منتخبة
الخميس - 28 أبريل 2016
Thu - 28 Apr 2016
أبصر وضح الضياء على أَرَائِك فسحات من تناغم البريق، وكانت معطياته الواعدة منتخبة من بساتين سلالة جمعت الكثير من جينات التميز، وأثمرت براعم التحدي، وامتدت بها أغصان شعاع التواجد المتين المبهر.
كان ينظر من حوله فيجد أيادي الحنان والأمل، ويلتفت خلفه فيجد أعمدة القصر الفسيح العالي ببواباته المدهشة، ونقوشه التي يأبى الزمان لها أن تغيب، ويلمح على الكثبان والسهول وفوق رؤوس الأعلام وهج نيران ذكريات الفارس الهمام الإمام الحكيم، الذي جمع القلوب فأجمعت على رأيه.
ذكريات عزيزة كان يعانقها وهي تعود وتظهر وتتشكل على لسان أب محب حكيم وقف باعتدال ريشة الميزان، فكان يُبدع رسم الصور وتلوينها، ويصدق في تأكيد الحقائق، وينثر الجمال على خدود اللوحات العتيقة، المتجددة في ناظره العميق المفتخر، عندما كان يحتوي ويبجل ويعلي نبض دقائق الذكريات، التي كانت تصنع خطواته، وضحكاته، ونظراته، وامتداد يمينه، وأثر فراسته.
كان في مدرسة وعيه يتهجأ منمنمات أبجديات العز على حبات مسبحة ذهبية نظمها له الماضي بالحاضر المستقبلي، ليستجلي فوق لمعة كل حبة منها حقائق ألماس تبرز روعتها، وتجعلها تكتمل أيقونة من كل جانب ينظر منه إليها.
ملامحه منذ الطفولة كانت شبيهة بملامح الفارس الأول الراحل، والدته صاغت له ذلك بفخر، ووالده أكده له حقيقة كان يسمعها لحنا في قيامه وقعوده، ويشعر بها حسا يدفعه عند كل خطوة يخطوها، ويلتقطها دهشة في كل لمحة عين من المحبين المحيطين به، وهمسات من ألسن المتسائلين عن سره الفريد، كيف ومتى وإلى أين؟
شب وهو يدرك تماما معاني ما كان يحدث، ولكنه لم يكن يسمح لكل ذلك أن يخرجه عن خطوط العراقة واللباقة والعصامية، فظل يستجلي مجالات الطموح، ويكون وريثا لرحيق زهور الخصال الحميدة، وأن يستحق ما يناله عن جدارة بحظوة الكبار، المورقين في أغصان عمره، وبما يحمله تراثهم الثري من المواقف والبطولات والشجاعة والحزم.
لكل زمان دولة ورجال، وكل الدلائل والبشائر كانت تشير إلى أنه رجل هذا الزمان الأمثل، فهو لم يأت من فراغ، ولم ينقش حروفه إلا تمكنا على ألواح ومطويات التاريخ والزمن الناصع البياض، ليزداد وهج الصفحات القديمة ومتنها، وهي تتشرب من زلال ماء الشباب، وحيوية وعنفوان الجدية والدهاء، وتغني الشروح وضوحا، والأبجديات حروفا، والأصالة عمرا.
العمر ليس الفيصل، فالإبداع قد يكون لحظة، وكم من كبار سن كانت أهدافهم بلوغ قمة الثريا، قبل أن يتوقفوا مصفقين بإعجاب وتأييد وحماس لمن سبقهم عروجا إلى مدارات قوس قزح، وما أروع حكايات أن يكون الأصغر سنا، أكثر إبداعا وجهدا.
هنا تكمن عظمة الكبار الداعمين، الناظرين لخير الثرى، ونعيم سكينة الساكن فوقه، ودوما يكون الأميز لديهم هو من يتقدم الصفوف فارسا شجاعا دون أن ينكر كبير فضل أو سن، ودون أن يعاند أو يكابر، أو يبخس الحقوق.
خطوات المسير أمامه عمر طويل، والسبيل فسحة ضياء مريحة تتسع بتعاظم الطموح، مع تناغم يبهر أعين السائرين من جواره، فتظل الخطوات متكاملة، ويكتمل التحول، ويبقى الهدف الأعظم الأسمى، ببقاء رجع التاريخ، وامتداد خيوط الأمل، وانتخاب الأفضل والأقدر، والأقرب والأشبه بالماضي، وبالحاضر الزاهي، والمستقبل المتأمل.
[email protected]
كان ينظر من حوله فيجد أيادي الحنان والأمل، ويلتفت خلفه فيجد أعمدة القصر الفسيح العالي ببواباته المدهشة، ونقوشه التي يأبى الزمان لها أن تغيب، ويلمح على الكثبان والسهول وفوق رؤوس الأعلام وهج نيران ذكريات الفارس الهمام الإمام الحكيم، الذي جمع القلوب فأجمعت على رأيه.
ذكريات عزيزة كان يعانقها وهي تعود وتظهر وتتشكل على لسان أب محب حكيم وقف باعتدال ريشة الميزان، فكان يُبدع رسم الصور وتلوينها، ويصدق في تأكيد الحقائق، وينثر الجمال على خدود اللوحات العتيقة، المتجددة في ناظره العميق المفتخر، عندما كان يحتوي ويبجل ويعلي نبض دقائق الذكريات، التي كانت تصنع خطواته، وضحكاته، ونظراته، وامتداد يمينه، وأثر فراسته.
كان في مدرسة وعيه يتهجأ منمنمات أبجديات العز على حبات مسبحة ذهبية نظمها له الماضي بالحاضر المستقبلي، ليستجلي فوق لمعة كل حبة منها حقائق ألماس تبرز روعتها، وتجعلها تكتمل أيقونة من كل جانب ينظر منه إليها.
ملامحه منذ الطفولة كانت شبيهة بملامح الفارس الأول الراحل، والدته صاغت له ذلك بفخر، ووالده أكده له حقيقة كان يسمعها لحنا في قيامه وقعوده، ويشعر بها حسا يدفعه عند كل خطوة يخطوها، ويلتقطها دهشة في كل لمحة عين من المحبين المحيطين به، وهمسات من ألسن المتسائلين عن سره الفريد، كيف ومتى وإلى أين؟
شب وهو يدرك تماما معاني ما كان يحدث، ولكنه لم يكن يسمح لكل ذلك أن يخرجه عن خطوط العراقة واللباقة والعصامية، فظل يستجلي مجالات الطموح، ويكون وريثا لرحيق زهور الخصال الحميدة، وأن يستحق ما يناله عن جدارة بحظوة الكبار، المورقين في أغصان عمره، وبما يحمله تراثهم الثري من المواقف والبطولات والشجاعة والحزم.
لكل زمان دولة ورجال، وكل الدلائل والبشائر كانت تشير إلى أنه رجل هذا الزمان الأمثل، فهو لم يأت من فراغ، ولم ينقش حروفه إلا تمكنا على ألواح ومطويات التاريخ والزمن الناصع البياض، ليزداد وهج الصفحات القديمة ومتنها، وهي تتشرب من زلال ماء الشباب، وحيوية وعنفوان الجدية والدهاء، وتغني الشروح وضوحا، والأبجديات حروفا، والأصالة عمرا.
العمر ليس الفيصل، فالإبداع قد يكون لحظة، وكم من كبار سن كانت أهدافهم بلوغ قمة الثريا، قبل أن يتوقفوا مصفقين بإعجاب وتأييد وحماس لمن سبقهم عروجا إلى مدارات قوس قزح، وما أروع حكايات أن يكون الأصغر سنا، أكثر إبداعا وجهدا.
هنا تكمن عظمة الكبار الداعمين، الناظرين لخير الثرى، ونعيم سكينة الساكن فوقه، ودوما يكون الأميز لديهم هو من يتقدم الصفوف فارسا شجاعا دون أن ينكر كبير فضل أو سن، ودون أن يعاند أو يكابر، أو يبخس الحقوق.
خطوات المسير أمامه عمر طويل، والسبيل فسحة ضياء مريحة تتسع بتعاظم الطموح، مع تناغم يبهر أعين السائرين من جواره، فتظل الخطوات متكاملة، ويكتمل التحول، ويبقى الهدف الأعظم الأسمى، ببقاء رجع التاريخ، وامتداد خيوط الأمل، وانتخاب الأفضل والأقدر، والأقرب والأشبه بالماضي، وبالحاضر الزاهي، والمستقبل المتأمل.
[email protected]