تعال في وقت آخر
دبس الرمان
دبس الرمان
الأربعاء - 27 أبريل 2016
Wed - 27 Apr 2016
هذه ثالث مرة يعرض فكرته، وما زالت نظرات عدم الاقتناع والتساؤل تملأ عيونهم، وأسئلتهم المشككة تنهال عليه كما السيل، جارفة إياه مرغما إلى بحر من التوتر والحنق. يبدو أنه لا فائدة من المحاولة. وأن أحدا لن يستطيع فهمه أو تقدير أفكاره ومجهوداته.
يتحدث بيل جروس المؤسس لشركة مختبر الأفكار IdeaLab والتي يعتمد نشاطها الرئيسي على إنشاء المشاريع والشركات، في خطابه (السبب الوحيد والأهم لنجاح المشاريع الناشئة) عن أنه قام على مدى سنوات بمساعدة الكثير من الأفكار والمشاريع على الظهور والنشوء، وكان أكثر ما يثير استغرابه هو أنه رغم تطبيق المعايير والأخذ بالأسباب والمجهودات في كل المشاريع والتي يبدو بعضها واعدا جدا، إلا أن بعضها ينجح والآخر يفشل.
والأكثر إثارة للعجب أن بعض التي يبدو أن احتمالية نجاحها ضعيفة مقارنة بغيرها، هي التي ليست فقط تستمر ولكن تحقق نجاحا ساحقا. فقام بيل بعمل دراسة على مجموعة من المشاريع والشركات الناجحة معتمدا خمسة معايير أساسية وهي، الفكرة، فريق العمل، نموذج العمل، التمويل، وأخيرا التوقيت. ليكتشف بعد عمل دراسة على مجموعة كبيرة من الشركات المحلية والعالمية أن عامل التوقيت كان المؤثر الأول في نجاح وفشل هذه المشاريع، ثم فريق العمل في المرتبة الثانية، ثم الفكرة في المرتبة الثالثة، يليها نموذج العمل، ثم أخيرا التمويل. وأعطى مثالا دامغا عن بدء شركة للمحتوى الترفيهي على الانترنت في الفترة ما بين عام 1999 و2000 ولكن المشروع أعلن فشله في عام 2003 بسبب صعوبة عرض الفيديوهات للمستخدمين العاديين بدون امتلاك برامج وأكواد معقدة. بعدها بعامين حين تم حل هذه المشكلة من خلال Adobe Flash ظهرت شركة youtube محققة نجاحا باهرا بسبب روعة التوقيت.
حين التفكير في الموضوع بنظرة أعمق وأشمل نجد أن مفهوم التوقيت ينطبق على جميع مناحي الحياة. فكم من علاقة لم يرد لها أن تكتمل لأن ظروف الأشخاص ونضجهم الفكري والعاطفي لم يكن متناسبا في ذلك الوقت، ولربما بعدها بفترة حين تتغير الظروف ويتغير الأشخاص يصبح التوقيت مناسبا. وكم من أفكار وفرص في حياتنا لم تتم، كاسرة قلوبنا ومسببة لنا الإحباط وخيبة الأمل، ومخلفة لنا عقدا نفسية قد تدفعنا أحيانا إلى درجة اليأس والكف عن المحاولة تماما وأخذ مواقف قوية وسلبية تجاهها بصفة خاصة وتجاه الحياة بصفة عامة. فإذا ما وضعنا مفاهيم الحظ والمظلومية جانبا، وآمنا بعدل الله، وعدنا للنظر في خيباتنا السابقة بعين محايدة فسنجد ببساطة شديدة أن المسألة ربما لم تتعد كونها مسألة توقيت.
[email protected]
يتحدث بيل جروس المؤسس لشركة مختبر الأفكار IdeaLab والتي يعتمد نشاطها الرئيسي على إنشاء المشاريع والشركات، في خطابه (السبب الوحيد والأهم لنجاح المشاريع الناشئة) عن أنه قام على مدى سنوات بمساعدة الكثير من الأفكار والمشاريع على الظهور والنشوء، وكان أكثر ما يثير استغرابه هو أنه رغم تطبيق المعايير والأخذ بالأسباب والمجهودات في كل المشاريع والتي يبدو بعضها واعدا جدا، إلا أن بعضها ينجح والآخر يفشل.
والأكثر إثارة للعجب أن بعض التي يبدو أن احتمالية نجاحها ضعيفة مقارنة بغيرها، هي التي ليست فقط تستمر ولكن تحقق نجاحا ساحقا. فقام بيل بعمل دراسة على مجموعة من المشاريع والشركات الناجحة معتمدا خمسة معايير أساسية وهي، الفكرة، فريق العمل، نموذج العمل، التمويل، وأخيرا التوقيت. ليكتشف بعد عمل دراسة على مجموعة كبيرة من الشركات المحلية والعالمية أن عامل التوقيت كان المؤثر الأول في نجاح وفشل هذه المشاريع، ثم فريق العمل في المرتبة الثانية، ثم الفكرة في المرتبة الثالثة، يليها نموذج العمل، ثم أخيرا التمويل. وأعطى مثالا دامغا عن بدء شركة للمحتوى الترفيهي على الانترنت في الفترة ما بين عام 1999 و2000 ولكن المشروع أعلن فشله في عام 2003 بسبب صعوبة عرض الفيديوهات للمستخدمين العاديين بدون امتلاك برامج وأكواد معقدة. بعدها بعامين حين تم حل هذه المشكلة من خلال Adobe Flash ظهرت شركة youtube محققة نجاحا باهرا بسبب روعة التوقيت.
حين التفكير في الموضوع بنظرة أعمق وأشمل نجد أن مفهوم التوقيت ينطبق على جميع مناحي الحياة. فكم من علاقة لم يرد لها أن تكتمل لأن ظروف الأشخاص ونضجهم الفكري والعاطفي لم يكن متناسبا في ذلك الوقت، ولربما بعدها بفترة حين تتغير الظروف ويتغير الأشخاص يصبح التوقيت مناسبا. وكم من أفكار وفرص في حياتنا لم تتم، كاسرة قلوبنا ومسببة لنا الإحباط وخيبة الأمل، ومخلفة لنا عقدا نفسية قد تدفعنا أحيانا إلى درجة اليأس والكف عن المحاولة تماما وأخذ مواقف قوية وسلبية تجاهها بصفة خاصة وتجاه الحياة بصفة عامة. فإذا ما وضعنا مفاهيم الحظ والمظلومية جانبا، وآمنا بعدل الله، وعدنا للنظر في خيباتنا السابقة بعين محايدة فسنجد ببساطة شديدة أن المسألة ربما لم تتعد كونها مسألة توقيت.
[email protected]