سناب شات وفتاة سعودية مفتونة
الاثنين - 25 أبريل 2016
Mon - 25 Apr 2016
فتاة في عقدها الثاني تنظر له في حسابه بالسناب شات، ويتابعه آلاف مؤلفة من الناس، وهو خارج من الرياض إلى دبي في رحلة عمل، ومرة متحدثا في مؤتمر ناصحا للشباب والشابات، وتارة في كوفي شوب بجانبه نهر يجري في منظر أخاذ، تندب الفتاة حظها العاثر، وتتمنى أن تكون في مكانه! الإشكالية ليست هنا، المشكلة تكمن أن صاحبنا هذا، مشهور السناب شات نفسه، لديه ثلاث مؤسسات لها حضور قوي في تويتر، ويخرج في كل مؤتمر بعباءة (الريادي الناجح)، ويتوسط وجهه المستدير مجلة فوربس العربية، بالمناسبة ينسى الكثير أنها مجلة تجارية بامتياز، وتحسب في نهاية كل شهر أرباحها الشهرية من المبيعات، ولو كان هذا على حسابات أخرى!
لب المشكلة في صاحبنا هذا، والتي لا يعلمها الكثير، أن مؤسساته الثلاث ماليا في حالة صعبة جدا، وأن قصص النجاح التي تتلقفها شاشات التلفزة هي مجرد فقاعات لواقع مزعج. لذا قال مرة في لحظة خيبة: وددت لو كنت موظفا في الدولة.. وارتحت من كل هذا العناء، وقد ركبني الدين من كل جانب، وبلغت بي الهموم والغموم مبلغا عظيما! هذا هو الجانب الذي لم تشاهده الفتاة الكريمة في أول المقال، ولو علمت ولو نزرا يسيرا من الواقع الفعلي لحمدت الله كثيرا على النعم التي ترفل فيها صباح مساء. يجب أن تدرك هذه الفتاة، وطابور من الشباب والشابات الذين سحرهم بريق مشاهير السناب شات، أن هؤلاء السنابيون لا يخرجون إلا الجزء الذي يريدونك أن تراه، وهو لا يتجاوز في أحسن صوره 5%! أما الباقي الذي لا تراه، فهو (الكبد) الذي لا يخلو منه كل إنسان على وجه هذه الأرض (ولقد خلقنا الإنسان في كبد). بعض من مشاهير السناب الذين تراهم، فاشل في بيئته وفي محيط أسرته وفاشل حتى في ملعقة الذهب التي يحملها!
الجزء الأكثر أهمية مما سبق هو أن لا تنخدع عزيزي القارئ بكذبة النجاح والناجحين! تذكر أن أكبر خطأ في حياتك عندما تسلم عقلك للآخرين ليعرفوا لك النجاح، وهو خطأ كبير يقع فيه نسبة كبيرة من الشباب. لا تغتر بتعريفات مشاهير السناب أو تويتر للنجاح، فهذه من أكبر الكذبات التي يروج لها اليوم بشكل محموم. هل النجاح وظيفة في منصب عال؟ هل النجاح تحقيق الملايين في حسابك البنكي؟ هل النجاح شهرة ويتابع أخبارك الملايين؟ أبدا ليس النجاح أحد الخيارات الماضية. النجاح الحقيقي بعد طاعة الله أن تجيب بصدق على السؤال التالي: ماذا يعني النجاح لك أنت؟ بمعنى آخر.. ما هو العمل الذي إذا فعلته تجد سيلا من الإحساس بالرضى والشعور المتهدج بالطمأنينة والسلام الداخلي.
قد يكمن إذن نجاحك كأم في احتضان ابنكِ القادم من مدرسته كل يوم. قد يكون نجاحك كأب، هو إطلالتك كل مساء على أطفالك وهم غارقون في النوم بعد يوم شاق وساعات عمل مرهقة. قد يكون نجاحك قبلة صادقة تزرعها على جبين أمك كل صباح. قد تكون صوت صافرة الجرس وقد فرغت للتو من حصة لطالباتك. قد تستمد نجاحك من ركعات في ثلث الليل الآخر. ليس بالضرورة أبدا أن تبني شركة عملاقة حتى تسمى ناجحا، ليس بالضرورة أن تتسابق عليك فلاشات الإعلام لتدخل دائرة النجاح، ليس بالضرورة كذلك أن تمر بقصص فشل أو تدخل في دوامة كفاح حتى تمنح تذكرة عبور لبحبوحة الناجحين.
اخرجوا من دوامة النفاق المصطنع والعبارات الرنانة والمصطلحات الكاذبة التي يتم تسويقها عليك في صفحات تويتر والأقبية الخلفية لسناب شات، فليس بالضرورة أن يشهد العالم بنجاحك، ولكن المهم شعور غامر بالرضى في داخلك، وسلام داخلي يخولك النوم كل ليلة لأنك حققت ما تراه أنت نجاحا، ولم تكترث لما يقوله الناس حولك.
[email protected]
لب المشكلة في صاحبنا هذا، والتي لا يعلمها الكثير، أن مؤسساته الثلاث ماليا في حالة صعبة جدا، وأن قصص النجاح التي تتلقفها شاشات التلفزة هي مجرد فقاعات لواقع مزعج. لذا قال مرة في لحظة خيبة: وددت لو كنت موظفا في الدولة.. وارتحت من كل هذا العناء، وقد ركبني الدين من كل جانب، وبلغت بي الهموم والغموم مبلغا عظيما! هذا هو الجانب الذي لم تشاهده الفتاة الكريمة في أول المقال، ولو علمت ولو نزرا يسيرا من الواقع الفعلي لحمدت الله كثيرا على النعم التي ترفل فيها صباح مساء. يجب أن تدرك هذه الفتاة، وطابور من الشباب والشابات الذين سحرهم بريق مشاهير السناب شات، أن هؤلاء السنابيون لا يخرجون إلا الجزء الذي يريدونك أن تراه، وهو لا يتجاوز في أحسن صوره 5%! أما الباقي الذي لا تراه، فهو (الكبد) الذي لا يخلو منه كل إنسان على وجه هذه الأرض (ولقد خلقنا الإنسان في كبد). بعض من مشاهير السناب الذين تراهم، فاشل في بيئته وفي محيط أسرته وفاشل حتى في ملعقة الذهب التي يحملها!
الجزء الأكثر أهمية مما سبق هو أن لا تنخدع عزيزي القارئ بكذبة النجاح والناجحين! تذكر أن أكبر خطأ في حياتك عندما تسلم عقلك للآخرين ليعرفوا لك النجاح، وهو خطأ كبير يقع فيه نسبة كبيرة من الشباب. لا تغتر بتعريفات مشاهير السناب أو تويتر للنجاح، فهذه من أكبر الكذبات التي يروج لها اليوم بشكل محموم. هل النجاح وظيفة في منصب عال؟ هل النجاح تحقيق الملايين في حسابك البنكي؟ هل النجاح شهرة ويتابع أخبارك الملايين؟ أبدا ليس النجاح أحد الخيارات الماضية. النجاح الحقيقي بعد طاعة الله أن تجيب بصدق على السؤال التالي: ماذا يعني النجاح لك أنت؟ بمعنى آخر.. ما هو العمل الذي إذا فعلته تجد سيلا من الإحساس بالرضى والشعور المتهدج بالطمأنينة والسلام الداخلي.
قد يكمن إذن نجاحك كأم في احتضان ابنكِ القادم من مدرسته كل يوم. قد يكون نجاحك كأب، هو إطلالتك كل مساء على أطفالك وهم غارقون في النوم بعد يوم شاق وساعات عمل مرهقة. قد يكون نجاحك قبلة صادقة تزرعها على جبين أمك كل صباح. قد تكون صوت صافرة الجرس وقد فرغت للتو من حصة لطالباتك. قد تستمد نجاحك من ركعات في ثلث الليل الآخر. ليس بالضرورة أبدا أن تبني شركة عملاقة حتى تسمى ناجحا، ليس بالضرورة أن تتسابق عليك فلاشات الإعلام لتدخل دائرة النجاح، ليس بالضرورة كذلك أن تمر بقصص فشل أو تدخل في دوامة كفاح حتى تمنح تذكرة عبور لبحبوحة الناجحين.
اخرجوا من دوامة النفاق المصطنع والعبارات الرنانة والمصطلحات الكاذبة التي يتم تسويقها عليك في صفحات تويتر والأقبية الخلفية لسناب شات، فليس بالضرورة أن يشهد العالم بنجاحك، ولكن المهم شعور غامر بالرضى في داخلك، وسلام داخلي يخولك النوم كل ليلة لأنك حققت ما تراه أنت نجاحا، ولم تكترث لما يقوله الناس حولك.
[email protected]