مملكة النفط تراهن على بدائله والأثرياء لن يزاحموا المواطن في الخصخصة

الثلاثاء - 26 أبريل 2016

Tue - 26 Apr 2016

بلغة الواثق راهن ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان على مقدرة بلاده في تحقيق رؤية السعودية 2030، والتي تؤسس لمرحلة ما بعد النفط، قائلا إنها ليست حلما بل واقعا سيتحقق، وإنها لم تأت لمجابهة تحديات انخفاض البترول، بل أتت لتضع البلاد في موقعها الطبيعي، بالنظر إلى ما تتمتع به من مقدرات وثروة بشرية صاعدة، من منطلقات موقعها الجغرافي الاستراتيجي، وكونها أهم بوابة للعالم بصفتها مركز ربط للقارات الثلاث، وتحيط بها أكثر المعابر المائية أهمية.

ولم ينف الأمير محمد بن سلمان وجود معوقات واجهت راسمي الخطة الطموحة خلال إعدادها، ولعل أهمها؛ ما واجه موضوع طرح شركة أرامكو للاكتتاب العام، وما رافقه من اعتراضات، كاشفا عن التوجه لإلغاء المجلس الأعلى لأرامكو واستبداله بالجمعية العمومية، تكون المسؤولة عن سياسات الإنتاج في الشركة.

واستحوذ موضوع طرح أرامكو للاكتتاب العام على أسئلة الصحفيين الأجانب في مؤتمر صحفي عقده الأمير الشاب في الديوان الملكي، واستمر لنحو ساعة، وأتاح فيه فرصة السؤال لعدد كبير من الصحفيين دون أية تحفظات.

ولم يغب موضوع قيادة المرأة عن الأسئلة المطروحة، وما إذا كان يأتي من ضمن رؤية السعودية المرسومة للأعوام الـ15المقبلة، ورد ولي ولي العهد على سؤال بهذا الخصوص بالقول «قيادة المرأة ليست أمرا دينيا بل مجتمعيا، ويبدو بأن المجتمع غير مقتنع حتى الآن بذلك، ويعتقد بأن سلبياته كثيرة»، فيما جعل الباب مواربا أمام إمكانية تحقق ذلك الأمر، لكون أن المستقبل قد يشهد عددا من المتغيرات.

وجدد الأمير محمد بن سلمان موقف بلاده الرافض لتسييس السياسة النفطية، قائلا إنها خاضعة لربحية شركة أرامكو، مؤكدا بأن الحكومة لن يكون لها أي سلطة على عملاق النفط في المملكة بعد طرحها للاكتتاب العام.

مزاحمة الأثرياء

وفي ملف خصخصة الخدمات، بدد ولي ولي العهد المخاوف من مزاحمة الأثرياء لعامة الناس، كاشفا عن أن قطاع الصحة مقبل على عملية خصخصة، ستدفع باتجاه تحويل المستشفيات المملوكة إلى الدولة تحت شركة قابضة، تطرح للاكتتاب أمام المواطنين، بشفافية عالية تبعد استفادة الأثرياء عن ذلك.

وأعلن عن قرب الإعلان عن أول برامج الرؤية ممثلا بالتحول الوطني، مرجحا أن يكون في نهاية مايو أو بداية يونيو المقبلين.

وفي موضوع خصخصة شركة أرامكو، قال الأمير محمد بن سلمان إنه حتى الآن لم يتم الانتهاء من تقييم شركة أرامكو، مبديا احتمالية أن تتجاوز قيمتها 3 تريليونات دولار.

ولم يستبعد ولي ولي العهد بأن تكون هناك آثار جانبية في بداية تطبيق الرؤية السعودية الجديدة، والتي قد يرافقها تضخم طفيف في أول سنوات تطبيقها.

طاقة الشباب

وقال الأمير محمد بن سلمان إن الشباب الطاقة والقوة الحقيقية لرؤية 2030، مبديا قناعته بأن شباب بلاده يتمتعون بالوعي والقوة والثقافة والإبداع والقيم العالية، ما يجعلهم حجر الزاوية في تنفيذ هذه الرؤية الطموحة.

واستبعد ولي ولي العهد أن تتم زيادة عدد حجاج بيت الله الحرام في سياق المحور المتعلق بتمكين جميع مسلمي العالم من زيارة الحرمين الشريفين ضمن رؤية 2030، ولكنه أوضح بأن المستهدف هو رفع العدد إلى 30 مليون معتمر سنويا، لافتا إلى أن المتحف الإسلامي المزمع إقامته سيكون مقره الرياض لكي تتاح الفرصة لغير المسلمين لزيارته.

سعر 30 دولارا

رؤية 2030 بنيت على سعر نفط يقدر بـ30 دولارا، وفقا للأمير محمد بن سلمان، والذي استبعد أن تتعرض الرؤية لأية تأثيرات حتى في ظل انخفاضات أسعار البترول، والتي قال إنه من المستحيل أن تهبط ما دون الحاجز السعري الثلاثيني، مبينا بأن بناءه على ذلك الرقم جاء لعدم تعريضها لأية مخاطر من انخفاضات أسعار النفط.

وتحدث عن بدائل الطاقة، وقال إن هناك عددا من المشاريع الطموحة في هذا الصدد، منها طاقة الرياض شمال غرب السعودية، وتنمية الطاقة الشمسية وخاصة مع توفير المادة الخام الليكا، فضلا عن أن 6% من احتياطات العالم من مادة اليورانيوم المستخدمة في التقنية النووية موجودة في الأراضي السعودية.

وعن الكيفية التي سيتم خلالها تنمية الإيرادات غير النفطية لـ600 مليار ريال بحلول 2020، قال الأمير محمد بن سلمان بأن ذلك سيتم من خلال تنويع الاستثمار، واستغلال الأصول غير المستغلة حاليا، وجزء منها سيأتي عبر الإصلاحات الهيكلية مثل إعادة هيكلة الدعم، وتطبيق نظام الجرين كارد، وفرض رسوم على منتجات التبغ والمشروبات الغازية وغيرها.

التعليم والصحة

وعن خصخصة التعليم والصحة، وانعكاسها على مجانية الخدمة، قال ولي ولي العهد بأن الحكومة ملتزمة بتعليم المواطنين والمحافظة على صحتهم، وتقديم الخدمات لهم، ولكن ذلك سيكون بشكل مختلف.

وتحدث عن السعي لإعادة هيكلة قطاع التعليم بما يتواءم مع الرؤية، بإشراف مباشر من مجلس الوزراء ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، فضلا عن إعادة هيكلة قطاع الرياضة بشكل كبير، وتقليل تكلفة تشغيل الأندية السعودية وخلق أرباح إضافية، والنظر في عدد اللاعبين الأجانب ومدى تأثير زيادة أعدادهم في خفض أسعار اللاعبين السعوديين.

خيارات الزراعة

ولفت ولي ولي العهد إلى أن مصر والسودان هما خيارا السعودية في جانب الاستثمارات الزراعية، وأن الشراكة مع مصر مهمة في تعزيز الصادرات السعودية والآسيوية إلى أوروبا، فضلا عن وجود برامج مع دول الخليج تتعلق بربط الطرق وشبكة القطارات وربط الموانئ بعضها ببعض، فضلا عن وجود برامج شراكة مع الأردن كذلك.