هل يمثل تويتر الرأي العام في السعودية؟
السبت - 23 أبريل 2016
Sat - 23 Apr 2016
اختتم ملتقى مغردون دورته الرابعة في الاثنين المنصرم الموافق 18 أبريل والذي تنظمه مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية «مسك». ضمت الجلسة الأولى «غرد مسؤول» لقاء أجراه الإعلامي داوود الشريان مع خمسة وزراء من دول مجلس التعاون الخليجي. السؤال المهم الذي شد انتباهي في ذلك اللقاء، والجدير بالمزيد من النقاش هو عن مدى تمثيل الآراء في تويتر للرأي العام في الشارع.
عدد المستخدمين السعوديين النشطين في تويتر يصل إلى 9 ملايين مستخدم من أصل 30 مليون نسمة، أي ثلث السكان تقريبا. فهل ثلث السكان في تويتر يمثلون الرأي العام؟ لكي نجيب عن السؤال مباشرة، نحن بحاجة أولا إلى مقياس آخر للرأي العام. آلاف المراكز البحثية في الغرب قائمة لكي تقيس الرأي العام بشكل دوري. وفي سبيل تحقيق هذه الغاية، طورت هذه المراكز عددا من الأساليب الإحصائية الدقيقة والبارعة في معرفة توجهات الرأي العام نحو مختلف القضايا. مركز «Pew» للأبحاث في أمريكا يأتي ضمن مقدمة هذه المراكز. نشر هذا المركز دراسة في مطلع 2013 استغرقت عاما كاملا لإتمامها لمقارنة الرأي العام في تويتر والرأي العام في الشارع تجاه 8 أحداث سياسية مهمة بما فيها الانتخابات الرئاسية، ووجدوا أن هناك اختلافات نوعية كبيرة بين قياسات الرأي العام التقليدية وبين الرأي العام في تويتر. في بعض الأحيان يميل تويتر إلى صف المحافظين الجمهوريين وأحيانا أخرى يميل إلى صف الليبراليين الديموقراطيين، حيث لا يوجد نمط ثابت.
لكن لماذا قد يختلف الرأي العام في تويتر عن الرأي العام في الشارع؟ هناك على الأقل ثلاثة أسباب. الأول هو اختلاف الخصائص الديموغرافية للشريحة التي تستخدم تويتر عن بقية الشعب. فمستخدمو تويتر يميلون إلى أن يكونوا أصغر سنا، مما يجعل الجو العام منحازا ابتداء لهذه الشرائح العمرية. السبب الثاني هو انحياز المستخدمين، حيث يميل فئات من المغردين للتفاعل مع موضوعات معينة دون غيرها. مثلا يأتي خبر عن تنظيم عمل الهيئة فتقوم فئة ما بالكتابة المكثفة عن هذا الموضوع تأييدا أو معارضة، وفي اليوم التالي تطالعنا الصحف بخبر زيارة أوباما إلى العاصمة الرياض فتقوم فئات أخرى بالتغريد عن هذا الموضوع. في هذه الحالة يصعب قياس الرأي العام حول موضوع ما في تويتر دون الأخذ بالاعتبار أن العينة التي ساهمت بالتغريد منحازة بالضرورة. أما السبب الثالث فهو تأثير القطيع. المغردون في تويتر ليسوا مقطوعين من شجرة بل تجدهم وسط مجتمعات متجانسة تشبههم. وهذا الأمر لا يختلف عن عينات الاستطلاعات التقليدية، ولكن تأثير هذه العوامل الاجتماعية على المساهمة في الهاشتاقات أكبر. في تويتر لدينا هوامير «صناع رأي» لا يتوانون عن بث آرائهم مع كل حدث ومناسبة بما يجعلهم مراكز مؤثرة على كل من يتابعونهم، مما يزيد من تجانس وتشابه آراء المغردين «القطيع» حول القضايا ذات العلاقة.
هذه الأسباب الثلاثة هي أهم الأسباب التي تجعل تويتر لا يمثل الرأي العام، ولكن هل هذا يعني أنه لا يصنع الرأي العام أو يوجهه؟ بالطبع لا. مع وجود ثلث السكان في السعودية كمستخدمين نشطين في تويتر في ظل غياب شبه تام لوسائل التعبير الاجتماعية والمدنية المستقلة.
لا شك أن مجموع النشاط في تويتر هو أقرب لترمومتر يعطي مؤشرا حيويا لنبض الشارع. وحين أقول مجموع النشاط فأنا أتحدث عن ملايين التغريدات والتي لا يمكن الإحاطة بها وتحليلها إلا بوسائل تقنية متخصصة. استطلاعات الرأي العامة في تويتر والنشاط المشبوه للحسابات والمواقع الإخبارية المجهولة كلها بلا قيمة. وللحديث بقية.
عدد المستخدمين السعوديين النشطين في تويتر يصل إلى 9 ملايين مستخدم من أصل 30 مليون نسمة، أي ثلث السكان تقريبا. فهل ثلث السكان في تويتر يمثلون الرأي العام؟ لكي نجيب عن السؤال مباشرة، نحن بحاجة أولا إلى مقياس آخر للرأي العام. آلاف المراكز البحثية في الغرب قائمة لكي تقيس الرأي العام بشكل دوري. وفي سبيل تحقيق هذه الغاية، طورت هذه المراكز عددا من الأساليب الإحصائية الدقيقة والبارعة في معرفة توجهات الرأي العام نحو مختلف القضايا. مركز «Pew» للأبحاث في أمريكا يأتي ضمن مقدمة هذه المراكز. نشر هذا المركز دراسة في مطلع 2013 استغرقت عاما كاملا لإتمامها لمقارنة الرأي العام في تويتر والرأي العام في الشارع تجاه 8 أحداث سياسية مهمة بما فيها الانتخابات الرئاسية، ووجدوا أن هناك اختلافات نوعية كبيرة بين قياسات الرأي العام التقليدية وبين الرأي العام في تويتر. في بعض الأحيان يميل تويتر إلى صف المحافظين الجمهوريين وأحيانا أخرى يميل إلى صف الليبراليين الديموقراطيين، حيث لا يوجد نمط ثابت.
لكن لماذا قد يختلف الرأي العام في تويتر عن الرأي العام في الشارع؟ هناك على الأقل ثلاثة أسباب. الأول هو اختلاف الخصائص الديموغرافية للشريحة التي تستخدم تويتر عن بقية الشعب. فمستخدمو تويتر يميلون إلى أن يكونوا أصغر سنا، مما يجعل الجو العام منحازا ابتداء لهذه الشرائح العمرية. السبب الثاني هو انحياز المستخدمين، حيث يميل فئات من المغردين للتفاعل مع موضوعات معينة دون غيرها. مثلا يأتي خبر عن تنظيم عمل الهيئة فتقوم فئة ما بالكتابة المكثفة عن هذا الموضوع تأييدا أو معارضة، وفي اليوم التالي تطالعنا الصحف بخبر زيارة أوباما إلى العاصمة الرياض فتقوم فئات أخرى بالتغريد عن هذا الموضوع. في هذه الحالة يصعب قياس الرأي العام حول موضوع ما في تويتر دون الأخذ بالاعتبار أن العينة التي ساهمت بالتغريد منحازة بالضرورة. أما السبب الثالث فهو تأثير القطيع. المغردون في تويتر ليسوا مقطوعين من شجرة بل تجدهم وسط مجتمعات متجانسة تشبههم. وهذا الأمر لا يختلف عن عينات الاستطلاعات التقليدية، ولكن تأثير هذه العوامل الاجتماعية على المساهمة في الهاشتاقات أكبر. في تويتر لدينا هوامير «صناع رأي» لا يتوانون عن بث آرائهم مع كل حدث ومناسبة بما يجعلهم مراكز مؤثرة على كل من يتابعونهم، مما يزيد من تجانس وتشابه آراء المغردين «القطيع» حول القضايا ذات العلاقة.
هذه الأسباب الثلاثة هي أهم الأسباب التي تجعل تويتر لا يمثل الرأي العام، ولكن هل هذا يعني أنه لا يصنع الرأي العام أو يوجهه؟ بالطبع لا. مع وجود ثلث السكان في السعودية كمستخدمين نشطين في تويتر في ظل غياب شبه تام لوسائل التعبير الاجتماعية والمدنية المستقلة.
لا شك أن مجموع النشاط في تويتر هو أقرب لترمومتر يعطي مؤشرا حيويا لنبض الشارع. وحين أقول مجموع النشاط فأنا أتحدث عن ملايين التغريدات والتي لا يمكن الإحاطة بها وتحليلها إلا بوسائل تقنية متخصصة. استطلاعات الرأي العامة في تويتر والنشاط المشبوه للحسابات والمواقع الإخبارية المجهولة كلها بلا قيمة. وللحديث بقية.