حرم معاليه!
الجمعة - 22 أبريل 2016
Fri - 22 Apr 2016
يردد المسؤولون دائما أن الصحافة تبحث عن الأخطاء، وهم محقون في ذلك إلى حد كبير، فمن لا يعمل لا يخطئ، فعندما ينجز عمل كبير فإنه بالضرورة لا بد أن تكون هنالك أخطاء، والمحبط عندما تتفرغ الصحافة للبحث عن الأخطاء وتضخيمها، وتتجاهل المنجر العظيم، وهذا ما حدث من إحدى الصحف المحلية في (20 أبريل 2016) حيث نشرت خبرا عن رعاية حرم مدير جامعة الحدود الشمالية لحفل عمادة كلية العلوم والآداب للبنات بمناسبة تخرج طالبات الكلية، فالصحافة تركت كل منجزات الجامعة ونقلت تساؤل أمهات الطالبات عن سبب رعاية حرم مدير الجامعة للحفل، وهل الرعاية كانت بصفتها الاعتبارية أم الوظيفية؟
المتحدث الرسمي للجامعة أجاب على السؤال أعلاه بالتالي: (عدد الخريجات 68 طالبة)، وكان حري بالصحفي أن يسأل عن عدد الخريجات فربما يجد جوابا للسؤال الأول!، الصحافة حاولت أن تقلل من الحدث وتنقله بصورة سلبية، ولا أدري ماذا ستقول الصحافة لو كان التمثيل الرسمي للجامعة أقل، ورعت التخريج – مثلا – مربية أبناء مدير الجامعة، أو حتى لو كان المدير أنانيا ونأى بعائلته عن المشاكل وكلف حرم أحد جيرانه برعاية حفل التخرج، أليس من المفترض أن نشكر معاليه الذي خاطر بحرمه وأرسلها للحرم الجامعي بكل صرامته ومشاكله كي يفرح بناته الخريجات بهذه اللفتة؟!
أنا جاد جدا في ما كتبت أعلاه، فلا بد للصحافة أن تقف مع المسؤول وتكون شريكا له، ولا مانع أن تكون ضمن فريق العمل للمسؤول، ففي النهاية الصحافة والمسؤول كلاهما يخدمان الوطن، فالصحافة ينبغي أن تدفع المسؤول للإنجاز وتحفزه، لا لتكون سببا في إحباطه، وإن حدثت أخطاء كبيرة يجب أن تتجاهلها الصحافة وتركز على الإيجابيات، وكيلا أكون ممن ينهى عن خلق ويأتي بمثله، وكيلا أجلب على قناعتي (عارا عظيما) على مبادئي فإنني سأركز على اللفتة الإنسانية العظيمة لمدير الجامعة ولن أذكر أنه في اليوم التالي لرعاية حرم مدير الجامعة لحفل الخريجات في طريف سقط ممر كلية الطب في عرعر (بنفس الجامعة)، وكيلا يكون هنالك إسقاط ساخر فإنني لن أذكر أن كلية الطب التي سقط سقف أحد ممراتها كانت تجري فيها الاستعدادات لاستقبال اختبار الجودة، ففي النهاية الجودة لا علاقة لها بسقوط سقف مستعار (كلمة سقط صياغة صحيفة تنشد الإثارة، الصحيح أنه طاح بشووويش) ويحسب للجامعة أنه لم يصب أحد بأذى، وبالطبع فإنه لو أصيب - لا سمح الله - طالب أو عضو هيئة تدريس فإن الصحافة ستتفرغ للنواح على إصابة عرضية وتتجاهل الجهود العظيمة التي تبذلها الجامعة في سبيل حصول الكلية على شهادة الجودة!
أنا حزين جدا أن تقتل مبادرة عظيمة تتمثل في تخفيف صرامة الجو الأكاديمي عبر مزجه بالروح العائلية، فلنجرب، فقد جربنا كل الأشياء التي نعتقد أنها صحيحة لتطوير التعليم، فلماذا لا نجرب الأشياء التي نتفق أنها خاطئة ربما تكون هي نواة التطوير؟!
المتحدث الرسمي للجامعة أجاب على السؤال أعلاه بالتالي: (عدد الخريجات 68 طالبة)، وكان حري بالصحفي أن يسأل عن عدد الخريجات فربما يجد جوابا للسؤال الأول!، الصحافة حاولت أن تقلل من الحدث وتنقله بصورة سلبية، ولا أدري ماذا ستقول الصحافة لو كان التمثيل الرسمي للجامعة أقل، ورعت التخريج – مثلا – مربية أبناء مدير الجامعة، أو حتى لو كان المدير أنانيا ونأى بعائلته عن المشاكل وكلف حرم أحد جيرانه برعاية حفل التخرج، أليس من المفترض أن نشكر معاليه الذي خاطر بحرمه وأرسلها للحرم الجامعي بكل صرامته ومشاكله كي يفرح بناته الخريجات بهذه اللفتة؟!
أنا جاد جدا في ما كتبت أعلاه، فلا بد للصحافة أن تقف مع المسؤول وتكون شريكا له، ولا مانع أن تكون ضمن فريق العمل للمسؤول، ففي النهاية الصحافة والمسؤول كلاهما يخدمان الوطن، فالصحافة ينبغي أن تدفع المسؤول للإنجاز وتحفزه، لا لتكون سببا في إحباطه، وإن حدثت أخطاء كبيرة يجب أن تتجاهلها الصحافة وتركز على الإيجابيات، وكيلا أكون ممن ينهى عن خلق ويأتي بمثله، وكيلا أجلب على قناعتي (عارا عظيما) على مبادئي فإنني سأركز على اللفتة الإنسانية العظيمة لمدير الجامعة ولن أذكر أنه في اليوم التالي لرعاية حرم مدير الجامعة لحفل الخريجات في طريف سقط ممر كلية الطب في عرعر (بنفس الجامعة)، وكيلا يكون هنالك إسقاط ساخر فإنني لن أذكر أن كلية الطب التي سقط سقف أحد ممراتها كانت تجري فيها الاستعدادات لاستقبال اختبار الجودة، ففي النهاية الجودة لا علاقة لها بسقوط سقف مستعار (كلمة سقط صياغة صحيفة تنشد الإثارة، الصحيح أنه طاح بشووويش) ويحسب للجامعة أنه لم يصب أحد بأذى، وبالطبع فإنه لو أصيب - لا سمح الله - طالب أو عضو هيئة تدريس فإن الصحافة ستتفرغ للنواح على إصابة عرضية وتتجاهل الجهود العظيمة التي تبذلها الجامعة في سبيل حصول الكلية على شهادة الجودة!
أنا حزين جدا أن تقتل مبادرة عظيمة تتمثل في تخفيف صرامة الجو الأكاديمي عبر مزجه بالروح العائلية، فلنجرب، فقد جربنا كل الأشياء التي نعتقد أنها صحيحة لتطوير التعليم، فلماذا لا نجرب الأشياء التي نتفق أنها خاطئة ربما تكون هي نواة التطوير؟!