هبة قاضي

حياة لا موت فيها

دبس الرمان
دبس الرمان

الجمعة - 22 أبريل 2016

Fri - 22 Apr 2016

زها حديد أو (ملكة المنحنيات) وهو اللقب الذي اشتهرت به المهندسة المعمارية العراقية، نسبة إلى الطابع الثوري في تصاميمها بخروجها على الأشكال والأنماط التقليدية في البناء، والتي امتلكت الجرأة لابتكار أساليب وعوالم إبداعية جعلتها ليس فقط في مصاف الرواد ولكن أيضا متقدمة على معاصريها من المهندسين بأسبقيتها وجرأة طرحها، اللتين دفعتا بدول العالم للتنافس على كسب تصاميمها في مبانيها ومراكزها العلمية ومتاحفها العصرية. إنجازات زها وتميزها أهلاها للحصول على الكثير من الجوائز في الغرب ومنها جائزة بريتكز وهي بمثابة نوبل للهندسة المعمارية، وأيضا تكريم الملكة اليزابيث لها بلقب ليدي والميدالية الملكية لأعمالها وغيرها الكثير من الجوائز.

الشيخ محمد أيوب، إمام المسجد النبوي وصاحب الصوت الشجي الذي أمتعنا بقراءته الحجازية للقرآن الكريم لسنوات طويلة من خلال إمامته للمسجد النبوي في صلاتي التراويح والقيام من عام 1410 حتى عام 1417 هجرية. يذكر الشيخ كيفية تشريفه بهذا الشرف في بداياته حين سمع عنه الشيخ عبدالعزيز بن صالح وطلب حضوره لتلاوة القرآن أمامه، ثم سأله مباشرة إن كان بإمكانه إمامة الناس في صلاة التراويح، وكان الوقت أواخر شهر شعبان. لم يتردد الشيخ ولم يترك الخوف والشكوك تنهشه، بل سارع للموافقة وصلى سنتها صلاة التراويح كاملة ما عدا ثلاثة أيام. ويذكر أنه قال (تنتابني رهبة شديدة كلما وقفت في محراب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت أخشى ألا أقوم بها على الوجه المطلوب، وسألت الله أن يثبتني وأن أقوم بالمسؤولية الملقاة على كاهلي).

خلال السنوات التي تلت إعفاءه من إمامة المسجد النبوي كان حين يسلم عليه الناس في مسجد قباء يسألهم بقلب مشتاق بأن يدعوا له بالعودة لمحراب رسول الله، والذي أتمه الله له في رمضان عام 1436 حيث ابتهج العالم بعودة صوته وتلاوته الأصيلة إلى أروقة مسجد رسول الله.

اهتز العالم لوفاة زها حديد في 31 مارس 2016، وقد تركت خلفها إرثا من المباني والكيانات الحضارية شاهدا لها بحياة أبدية. واهتز العالم الإسلامي حين توفي الشيخ محمد أيوب في 9 رجب سنة 1437 هجرية، وتهافت الناس ممن يعرفونه شخصيا، وممن يعرفونه فقط من خلال صوته الشجي إلى جنازته، وشاهدنا الصور ونحن ننعى في قلوبنا ذلك الصوت الرخيم الذي رافقنا لسنوات طويلة مبهجا قلوبنا بتلاوته، ومحلقا بأرواحنا إلى الخشوع. مات وترك خلفه إرثا من القراءات والتسجيلات الصوتية للقرآن الكريم شاهدا له بحياة أبدية. نعم لقد مات اثنان من عمالقة الإعمار الحضاري والروحاني في عالمنا، تاركين إيانا متأملين في أثر حياتهم بعد مماتهم، ومتفكرين في حياتنا وما فعلنا فيها.

[email protected]