استقى الكاتب »كاران ماهاجان « أحداث رواية »جمعية القنابل الصغيرة« من حياته الشخصية، والتي حملت النقيضين من الوجع والفرح. ففي عام 1996 فجر جهاديون انفصاليون من كشمير عبوة ناسفة قرب بيته في نيودلهي، قتل وجرح العشرات وكان في الثانية عشرة من عمره. وفي روايته الصادرة عن فايكينج يعود كاران إلى المكان الذي كان يمكن أن يموت فيه.
أحداث الرواية
ذهب أخوان عمراهما 11 و13 سنة إلى سوق محلي وأخذا معهما صديقهما منصور «12 عاما». وخلال وقوفهم في السوق تنفجر عبوة ناسفة ويموت الأخوان فورا. ويصاب منصور بجراح خطيرة لكنه يبقى على قيد الحياة.
وتسلط الرواية الضوء على أثر هذه الكارثة على حياة مجموعتين من الأهل الذين يعانون من الحزن والأسى وعلى حياة الشاب الصغير منصور. كما تعرِّف القارئ على شخصيات عدة إرهابيين يتم تصويرهم على أنهم قتلة من الشباب الغاضبين والمحبطين والمضلَّلين.
معاناة الحادثة
والدا الأخوين اللذين ماتا في الانفجار يشعران بحزن قاتل بالطبع، والصبيّان كانا ذكيين ورائعين وتوقع الأهل لهما مستقبلا واعدا قبل أن يرحلا بشكل مفاجئ.
لم يعد والدهما قادرا على العمل، ووالدتهما لا تبدو قادرة على إنقاذ زواجها الذي يتفكك يوما بعد يوم منذ الكارثة، وتراودها أفكار سوداء طوال الوقت بأنها «ستنضم إلى الولدين أينما كانا».
أما والدا منصور فكانا حزينين بسبب مشاكل ابنهما الصحية والنفسية المستمرة، حيث عانى من كوابيس ونوبات هلع متتالية، وكثيرا ما يرى صديقيه الراحلين وهما جثتان هامدتان بجانب باب سيارة مكسور بعد الانفجار المميت.
العودة
وفي خريف عام 2011 يلتحق منصور بجامعة في كاليفورنيا «وهو ما فعله الكاتب تماما»، ولكن بعد هجمات 11 سبتمبر الإرهابية يتجنبه باقي الطلاب لأنه مسلم ويعود إلى الهند.
وهناك ينضم منصور إلى مجموعة من الشباب المثاليين من ديانات متعددة، والذين يعارضون التمييز ضد زملائهم المسلمين، لكن احتجاجاتهم السلمية لا تلقى اهتماما من أحد.
الإرهابي شوقي
ونلتقي مع شوقي، 26 سنة، أحد الإرهابيين الذين فجروا العبوة التي قتلت الأخوين وجرحت منصور، وهو عضو في «قوة كشمير الإسلامية» التي تسببت بقتل عشرات الهنود انتقاما من الاضطهاد العسكري في كشمير.
لا يفكر شوقي في ضحاياه، لكنه يركز بالدرجة الأولى على أهدافه السياسية، ويغضب عندما لا تلقى الهجمات التي يقوم بها سوى اهتمام قليل.
«كان يرى أهمية هجوم كبير مثل 11 سبتمبر لأنه يضمن أن ينظر إليك الآخرون بجدية، ويعتبر أشخاصا مثل رمزي يوسف - أحد الذين خططوا لتفجيرات مركز التجارة العالمي في 1993- قدوة له.
الإحباط واللوم
ويشعر منصور بالمرارة عندما لا يستطيع هو وزملاؤه أن يجبروا السلطات على توفير محاكمة عادلة للسجناء المسلمين.
يلوم الجميع لا مبالاة الحكومة على أنها سبب الإحباط الذي يشعرون به، وأحد الإرهابيين يبجِّل محمد عطا، أحد قادة هجمات 11 سبتمبر، وفيما يخطط لتفجيرات جديدة يتخيل «روح الرجل الميت تغزو روحه بطريقة ما»، ومع ذلك يتساءل «ماذا كان غاندي سيفعل لو أنه كان على قيد الحياة الآن؟ هل كانت الصحافة ستعيره أي اهتمام؟».
ويؤسس والدا الولدين الميتين برنامجا اسمه «جمعية ضحايا الإرهاب» لمساعدة العائلات التي تمر بظروف مأساوية مشابهة، لكن جهودهما لا تحقق النجاح المرغوب.
ومع مرور السنين، يتخيل الأب الحزين أن ولديه لا يزالان على قيد الحياة في مكان ما مع والدين آخرين. الرواية رائعة ومحبوكة بشكل جميل، لكنها حزينة إلى حد كبير.
كاران ماهاجان من مواليد 1984، نشأ في نيودلهي. وأول رواية له «تنظيم الأسرة» وصلت إلى نهائيات جائزة ديلان توماس ونشرت في تسع دول. يكتب مقالات في صحف كثيرة مثل نيويورك تايمز، وول ستريت جورنال، باريس ريفيو، وغيرها. تخرج في جامعة ستانفورد ويعيش في تكساس
أحداث الرواية
ذهب أخوان عمراهما 11 و13 سنة إلى سوق محلي وأخذا معهما صديقهما منصور «12 عاما». وخلال وقوفهم في السوق تنفجر عبوة ناسفة ويموت الأخوان فورا. ويصاب منصور بجراح خطيرة لكنه يبقى على قيد الحياة.
وتسلط الرواية الضوء على أثر هذه الكارثة على حياة مجموعتين من الأهل الذين يعانون من الحزن والأسى وعلى حياة الشاب الصغير منصور. كما تعرِّف القارئ على شخصيات عدة إرهابيين يتم تصويرهم على أنهم قتلة من الشباب الغاضبين والمحبطين والمضلَّلين.
معاناة الحادثة
والدا الأخوين اللذين ماتا في الانفجار يشعران بحزن قاتل بالطبع، والصبيّان كانا ذكيين ورائعين وتوقع الأهل لهما مستقبلا واعدا قبل أن يرحلا بشكل مفاجئ.
لم يعد والدهما قادرا على العمل، ووالدتهما لا تبدو قادرة على إنقاذ زواجها الذي يتفكك يوما بعد يوم منذ الكارثة، وتراودها أفكار سوداء طوال الوقت بأنها «ستنضم إلى الولدين أينما كانا».
أما والدا منصور فكانا حزينين بسبب مشاكل ابنهما الصحية والنفسية المستمرة، حيث عانى من كوابيس ونوبات هلع متتالية، وكثيرا ما يرى صديقيه الراحلين وهما جثتان هامدتان بجانب باب سيارة مكسور بعد الانفجار المميت.
العودة
وفي خريف عام 2011 يلتحق منصور بجامعة في كاليفورنيا «وهو ما فعله الكاتب تماما»، ولكن بعد هجمات 11 سبتمبر الإرهابية يتجنبه باقي الطلاب لأنه مسلم ويعود إلى الهند.
وهناك ينضم منصور إلى مجموعة من الشباب المثاليين من ديانات متعددة، والذين يعارضون التمييز ضد زملائهم المسلمين، لكن احتجاجاتهم السلمية لا تلقى اهتماما من أحد.
الإرهابي شوقي
ونلتقي مع شوقي، 26 سنة، أحد الإرهابيين الذين فجروا العبوة التي قتلت الأخوين وجرحت منصور، وهو عضو في «قوة كشمير الإسلامية» التي تسببت بقتل عشرات الهنود انتقاما من الاضطهاد العسكري في كشمير.
لا يفكر شوقي في ضحاياه، لكنه يركز بالدرجة الأولى على أهدافه السياسية، ويغضب عندما لا تلقى الهجمات التي يقوم بها سوى اهتمام قليل.
«كان يرى أهمية هجوم كبير مثل 11 سبتمبر لأنه يضمن أن ينظر إليك الآخرون بجدية، ويعتبر أشخاصا مثل رمزي يوسف - أحد الذين خططوا لتفجيرات مركز التجارة العالمي في 1993- قدوة له.
الإحباط واللوم
ويشعر منصور بالمرارة عندما لا يستطيع هو وزملاؤه أن يجبروا السلطات على توفير محاكمة عادلة للسجناء المسلمين.
يلوم الجميع لا مبالاة الحكومة على أنها سبب الإحباط الذي يشعرون به، وأحد الإرهابيين يبجِّل محمد عطا، أحد قادة هجمات 11 سبتمبر، وفيما يخطط لتفجيرات جديدة يتخيل «روح الرجل الميت تغزو روحه بطريقة ما»، ومع ذلك يتساءل «ماذا كان غاندي سيفعل لو أنه كان على قيد الحياة الآن؟ هل كانت الصحافة ستعيره أي اهتمام؟».
ويؤسس والدا الولدين الميتين برنامجا اسمه «جمعية ضحايا الإرهاب» لمساعدة العائلات التي تمر بظروف مأساوية مشابهة، لكن جهودهما لا تحقق النجاح المرغوب.
ومع مرور السنين، يتخيل الأب الحزين أن ولديه لا يزالان على قيد الحياة في مكان ما مع والدين آخرين. الرواية رائعة ومحبوكة بشكل جميل، لكنها حزينة إلى حد كبير.
كاران ماهاجان من مواليد 1984، نشأ في نيودلهي. وأول رواية له «تنظيم الأسرة» وصلت إلى نهائيات جائزة ديلان توماس ونشرت في تسع دول. يكتب مقالات في صحف كثيرة مثل نيويورك تايمز، وول ستريت جورنال، باريس ريفيو، وغيرها. تخرج في جامعة ستانفورد ويعيش في تكساس