الانتخابات الأمريكية.. يجب ألا نقلق حول كيف تصنع النقانق!
تفاعل
تفاعل
الخميس - 21 أبريل 2016
Thu - 21 Apr 2016
الانتخابات الرئاسية الأمريكية هي عملية معقدة ذات مراحل متعددة ولا يمكن التنبؤ بنتائجها. أول حاكم لجمهورية ألمانيا الاتحادية بعد استقلالها، المستشار أوتو فون بسمارك، له مقولة شهيرة «شيئان يجب على الناس تجنب مشاهدتهما قبل الوصول للنتيجة النهائية، وهما مراحل صناعة النقانق وتشريع القوانين».
لحسن الحظ في السعودية لن يكون هناك ما يدعو للقلق فيما يختص بمشاهدة صناعة النقانق، لذا سيكون التركيز على مراحل صناعة القوانين، تشريعها ومدى ارتباطها وتأثرها بالانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تجري حاليا. الانتخابات الرئاسية الأمريكية ليست متشابهة أو مكررة في جميع مراحلها، ففي بعض الأحيان يتم إعادة انتخاب الرئيس الحالي، مما لا يستوجب من الحزب الحاكم إعادة انتخاب مرشح جديد له لخوض غمار الانتخابات. باختصار، فالحزب الحاكم يختار الرئيس الحالي كمرشح له فيما ينتظر من الحزب الآخر اختيار مرشح له بعد فوزه في الانتخابات الحزبية الوطنية. حتى لو كان هذا الرئيس ليس أفضل الأسماء الموجودة حاليا في الحزب ولكن نادرا ما يتم تغيير مرشح الحزب إذا كان يشغل منصب الرئيس.
أحد الأمثلة ليست بالبعيدة لرئيس أمريكي عرف عنه ضعف مواقفه السياسية وتخبط آرائه الحزبية، بالإضافة لاهتزاز التأييد الشعبي له، وهو الديمقراطي ليندون جونسون وذلك في عام 1968، فقد كان يواجه معارضة سياسية جدية من الشعب الأمريكي حول مواقفه الداعمة لحرب فيتنام، ومن جهة أخرى فقد كانت هناك محاولات قوية من عضوي مجلس الشيوخ الأمريكي وهما يوجين مكارثي وروبرت كينيدي لإقناع أعضاء الحزب بالعدول عن موقفهم الداعم لجونسون كمرشح لهم لخوض غمار الانتخابات الحزبية المقبلة والتي كانت ستحدث في خريف ذلك العام.
ولكن مرة أخرى، هذا أحد الأمثلة لحالات قليلة تكاد تكون نادرة جدا. بالنسبة للانتخابات الرئاسية المقبلة فسنشاهد كلا الحزبين يخوض عملية اختيار مرشح له لخوض غمار الانتخابات والقيام بجولات في أنحاء البلاد ليكون ممثلا عن حزبه.
حاليا كلا الحزبين في خضم عملية اختيار مرشح له للقيام بهذا فيما نناقش هذا الحدث السياسي الهام. في هذا المقال سيتم التركيز على كيفية حصول مرشح ما على تأييد ودعم حزبه، بعد أن يتم ترشيحه رسميا، وكيف في نهاية المطاف يتم إجراء الانتخابات الرئاسية. لذا، من جهة أخرى، نحن محظوظون لعدم حاجتنا لمشاهدة عملية صناعة النقانق كما قال بسمارك.
وبدلا من هذا، باستطاعتنا أن نتمعن في آلية الانتخابات وكيف تتم.
فيما يختص بالانتخابات الرئاسية الأمريكية فهناك ثلاث مراحل رئيسية لها: الانتخابات الأولية أو التمهيدية التي تعقد في كل ولاية على حدة، مؤتمرات الأحزاب، حيث يتم الإعلان رسميا عن اسم المرشح الفائز وتوليه رئاسة الحزب، وأخيرا الانتخابات العامة أو الرئاسية.
إن ما نشاهده حاليا يسمى بالمرحلة الافتتاحية، أو «موسم الانتخابات التمهيدية» والذي يحدث في كل من الولايات الـ50 والتي تتكون منها الجمهورية (الولايات المتحدة هي جمهورية دستورية فيدرالية) والانتخابات الفردية التي تجرى تكون على أساس قائمة المرشحين على ورقة الاقتراع لكل حزب.
جميع الولايات هذا العام ولهذه الدورة الانتخابية لديها ما يسمى «المرحلة الأولية» وهذا يعني أن أيا من الطرفين حاليا ليس لديهما بعد اسم نهائي للمرشح الذي سيرغب بترشيحه كرئيس محتمل عن حزبه. لذلك فبالنسبة للانتخابات الرئاسية هذا العام 2016 فستجري فيها انتخابات تمهيدية لكلا الحزبين في كل ولاية وستكون هذه الانتخابات الحزبية على أساس قائمة المرشحين والذين تم اختيارهم لدخول السباق الانتخابي الرئاسي بناء على نتائج تصويت الناخبين في جميع الولايات.
من ناحية أخرى، تختلف القوانين الانتخابية من ولاية لأخرى وعلى امتداد كل الولايات الـ50، بعض الولايات لديها ما يسمى بـ»الانتخابات التمهيدية المفتوحة» والتي تعني أن الناخبين الجمهوريين المسجلين يمكنهم التصويت في مقرات الحزب الديمقراطي للانتخابات التمهيدية والعكس صحيح، فالناخبون الديمقراطيون المسجلون يمكنهم التصويت في المقرات الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.
بالإضافة لهذا، فبعض الولايات لديها ما يعرف بـ»الانتخابات التمهيدية المغلقة»، حيث يمكن فقط للأعضاء المسجلين في أي من الحزبين من التصويت في مقرات الانتخابات التابعة لحزبهم فقط. مما يعني أن الجمهوريين بإمكانهم فقط التصويت للمرشحين الجمهوريين في مقرات الانتخابات التمهيدية الخاصة بهم، ويمكن للديمقراطيين التصويت في مقرات الاقتراع المخصصة للديمقراطيين فقط.
عند الانتهاء من الانتخابات التمهيدية في ولاية ما والإعلان عن اسم المرشح الفائز عن كل حزب هنا يأتي دور المندوبين المستقلين لكل حزب ليمنحوا أصواتهم لمرشح الحزب الفائز في الولاية التي ينتمون لها. مثلا إذا فاز فرد ما في الانتخابات التمهيدية لولاية أيوا كمرشح جمهوري يأتي بعد ذلك دور كل من مندوبي الحزب الجمهوري في ولاية أيوا بتقديم أصواتهم لهذا الفرد ليكون مرشحهم عندما يتم عقد مؤتمر الحزب في وقت لاحق في الدورة الانتخابية.
من جهة أخرى، هناك فئة تحرك محددة لها أهمية وتأثير كبيرين على نتائج التصويت وتدعى «المفوضين السوبر أو المندوبون الكبار» وهم ليسوا بحاجة لإعطاء أصواتهم لمرشح حزبهم في ختام الانتخابات التمهيدية للولاية. بإمكانهم الامتناع عن الإدلاء بأصواتهم حتى موعد انعقاد مؤتمر الحزب، ويحق لهم منح أصواتهم للشخص المناسب بنظرهم حتى لو لم يكن صاحب أعلى نسبة تأييد من الناخبين.
يسمح للمندوبين الكبار أن يغيروا رأيهم حتى بعد التصويت في حال كان أعضاء الحزب نفسه غير متأكدين من هوية المرشح المناسب حتى موعد مؤتمر الحزب لاختيار مرشحه.
في كثير من الأحيان وبوقت ليس بالبعيد من وقت انعقاد مؤتمر الحزب يكون أمر اختيار المرشح أمرا مفروغا منه ويكون هو الاسم المقرر رسميا ترشيحه للرئاسة. فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تجري حاليا يبدو أن رجل الأعمال المرشح دونالد ترامب في طريقه نحو الفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، حيث إنه لم يخسر أي من الجولات الانتخابية التي خاضها، تأمين مندوبي الأحزاب في ولايات معنية وإذا استمر في مسلسل انتصاراته على هذا النحو فسيكون من الصعب جدا للمندوبين الكبار إعطاء أصواتهم لمرشح آخر في الحزب الجمهوري حتى لو امتنعوا عن التصويت حتى مؤتمر الحزب للقيام بهذا.
بالنسبة للديمقراطيين فالمجال بدأ يتضح للمرشح الأكثر ترجيحا للفوز وذلك بناء على نتائج تصويت المندوبين الكبار للحزب والتي كانت لصالح هيلاري كلينتون، وهذا يلغي أي فرصة للتنافس من قبل المرشحين الآخرين في الحزب حتى لو كانوا بالفعل قد فازوا نتيجة للحصول على أكبر عدد من أصوات المندوبين الكبار في أي من الانتخابات التمهيدية السابقة.
على الرغم من انعقاد مؤتمرات الأحزاب إلا أن الأمر ما يزال يعتبر مجرد أداء شكلي في هذه المرحلة من الانتخابات. مؤتمرات الحزب عادة ما تعقد في نهاية فصل الصيف، وتكون بمثابة تتويج لمرشح الحزب المنتخب للرئاسة ولكنها في نفس الوقت مجرد لقب منح له من الحزب.
الولايات الخمسون جميعها تكون قد عقدت بالفعل انتخاباتها التمهيدية، ومندوبو الأحزاب قد منحوا أصواتهم لأحد المرشحين، بالإضافة إلى أن المندوبين الكبار وضعوا المرشح المستقل في وضع يسمح له بصفة رسمية أن يكون المرشح الرسمي للحزب لسباق الرئاسة. بعد الانتهاء من تصويت المندوبين، ستعكس الترشيحات نتائج المؤتمرات الحزبية وعندها تحديدا يتحول الأمر للهدف الأساسي للانتخابات التمهيدية، وهو إعلان الاسم الفائز لأنه سيكون هو المرشح لخوض الانتخابات الرئاسية والتي ستعقد في نهاية العام وذلك لمحاولة كسب أكثر عدد من أصوات الناخبين حتى ينتهي السباق الرئاسي ويتم تقرير المرشح الفائز في شهر نوفمبر.
بالإضافة لهذا، تلجأ الولايات المتحدة لقانون يسمى «نظام الكلية الانتخابية»، حيث إن ولايات معينة لديها نظام كلية انتخابي مختلف يتم الأخذ به عند احتساب نتائج التصويت. بمعنى أن ولاية تكساس، على سبيل المثال، لديها كثافة سكانية أكثر بكثير من ولاية وسكونسن. عدد من الأصوات المطلوبة من أجل الفوز بانتخابات الرئاسة الأمريكية طبقا لنظام الكلية الانتخابية هو 270. ولذلك فمن المهم الفوز في ولايات مثل كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا والولايات الأخرى الكبرى وفقا لعدد سكانها.
مصطلح «الولايات ذات النسب المتأرجحة أو المتقاربة» هي تلك الولايات التي لا تتضح فيها هوية الحزب الفائز بشكل حاسم، مما يستلزم من الطرفين بذل مزيد من الوقت، المال والجهد من خلال تكثيف الحملات الانتخابية لزيادة التأييد الشعبي لها لغرض الحصول على أكثر عدد من الأصوات طبقا لنظام الكلية الانتخابية.
بالنسبة لدورها في السباق الرئاسي قبل نهاية هذا العام فإن ولاية فرجينيا تتطلع إلى أن تصبح من أكثر الولايات (ذات النسب المتقاربة) صعوبة للفوز بأصوات ناخبيها، وسعت لهذا بعد جولات انتخابية لعدد من الولايات ذات النسب المتأرجحة في انتخابات هذا العام.
لا تزال الطريق طويلة حتى الانتهاء من هذه الانتخابات والمراحل المقبلة لها متقلبة وغير مستقرة النتائج، والمعارك تزداد حدة بين المرشحين المستقلين والذين يسعون للفوز بترشيحات الحزب، ويزداد الوضع شراسة مع اقتراب موسم الانتخابات العامة. ونتيجة لهذا، فإنه مع المضي قداما في هذه الانتخابات الرئاسية الأمريكية فإنه سيكون هناك كثير من العناوين في الصحف والمجلات والتي توضح الصراع بين المرشحين للفوز بها.
بالنسبة لنا في السعودية، فإنه يمكننا التركيز على من هم المرشحون، وما الذي يتطلعون لتحقيقه. هذه العملية السياسية تتصف بالغموض وعدم الاستقرار لمن يتابع هذه الانتخابات عن كثب. ولحسن الحظ بالنسبة لنا، لن يكون علينا أن نقلق حول كيفية صنع النقانق.
لحسن الحظ في السعودية لن يكون هناك ما يدعو للقلق فيما يختص بمشاهدة صناعة النقانق، لذا سيكون التركيز على مراحل صناعة القوانين، تشريعها ومدى ارتباطها وتأثرها بالانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تجري حاليا. الانتخابات الرئاسية الأمريكية ليست متشابهة أو مكررة في جميع مراحلها، ففي بعض الأحيان يتم إعادة انتخاب الرئيس الحالي، مما لا يستوجب من الحزب الحاكم إعادة انتخاب مرشح جديد له لخوض غمار الانتخابات. باختصار، فالحزب الحاكم يختار الرئيس الحالي كمرشح له فيما ينتظر من الحزب الآخر اختيار مرشح له بعد فوزه في الانتخابات الحزبية الوطنية. حتى لو كان هذا الرئيس ليس أفضل الأسماء الموجودة حاليا في الحزب ولكن نادرا ما يتم تغيير مرشح الحزب إذا كان يشغل منصب الرئيس.
أحد الأمثلة ليست بالبعيدة لرئيس أمريكي عرف عنه ضعف مواقفه السياسية وتخبط آرائه الحزبية، بالإضافة لاهتزاز التأييد الشعبي له، وهو الديمقراطي ليندون جونسون وذلك في عام 1968، فقد كان يواجه معارضة سياسية جدية من الشعب الأمريكي حول مواقفه الداعمة لحرب فيتنام، ومن جهة أخرى فقد كانت هناك محاولات قوية من عضوي مجلس الشيوخ الأمريكي وهما يوجين مكارثي وروبرت كينيدي لإقناع أعضاء الحزب بالعدول عن موقفهم الداعم لجونسون كمرشح لهم لخوض غمار الانتخابات الحزبية المقبلة والتي كانت ستحدث في خريف ذلك العام.
ولكن مرة أخرى، هذا أحد الأمثلة لحالات قليلة تكاد تكون نادرة جدا. بالنسبة للانتخابات الرئاسية المقبلة فسنشاهد كلا الحزبين يخوض عملية اختيار مرشح له لخوض غمار الانتخابات والقيام بجولات في أنحاء البلاد ليكون ممثلا عن حزبه.
حاليا كلا الحزبين في خضم عملية اختيار مرشح له للقيام بهذا فيما نناقش هذا الحدث السياسي الهام. في هذا المقال سيتم التركيز على كيفية حصول مرشح ما على تأييد ودعم حزبه، بعد أن يتم ترشيحه رسميا، وكيف في نهاية المطاف يتم إجراء الانتخابات الرئاسية. لذا، من جهة أخرى، نحن محظوظون لعدم حاجتنا لمشاهدة عملية صناعة النقانق كما قال بسمارك.
وبدلا من هذا، باستطاعتنا أن نتمعن في آلية الانتخابات وكيف تتم.
فيما يختص بالانتخابات الرئاسية الأمريكية فهناك ثلاث مراحل رئيسية لها: الانتخابات الأولية أو التمهيدية التي تعقد في كل ولاية على حدة، مؤتمرات الأحزاب، حيث يتم الإعلان رسميا عن اسم المرشح الفائز وتوليه رئاسة الحزب، وأخيرا الانتخابات العامة أو الرئاسية.
إن ما نشاهده حاليا يسمى بالمرحلة الافتتاحية، أو «موسم الانتخابات التمهيدية» والذي يحدث في كل من الولايات الـ50 والتي تتكون منها الجمهورية (الولايات المتحدة هي جمهورية دستورية فيدرالية) والانتخابات الفردية التي تجرى تكون على أساس قائمة المرشحين على ورقة الاقتراع لكل حزب.
جميع الولايات هذا العام ولهذه الدورة الانتخابية لديها ما يسمى «المرحلة الأولية» وهذا يعني أن أيا من الطرفين حاليا ليس لديهما بعد اسم نهائي للمرشح الذي سيرغب بترشيحه كرئيس محتمل عن حزبه. لذلك فبالنسبة للانتخابات الرئاسية هذا العام 2016 فستجري فيها انتخابات تمهيدية لكلا الحزبين في كل ولاية وستكون هذه الانتخابات الحزبية على أساس قائمة المرشحين والذين تم اختيارهم لدخول السباق الانتخابي الرئاسي بناء على نتائج تصويت الناخبين في جميع الولايات.
من ناحية أخرى، تختلف القوانين الانتخابية من ولاية لأخرى وعلى امتداد كل الولايات الـ50، بعض الولايات لديها ما يسمى بـ»الانتخابات التمهيدية المفتوحة» والتي تعني أن الناخبين الجمهوريين المسجلين يمكنهم التصويت في مقرات الحزب الديمقراطي للانتخابات التمهيدية والعكس صحيح، فالناخبون الديمقراطيون المسجلون يمكنهم التصويت في المقرات الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.
بالإضافة لهذا، فبعض الولايات لديها ما يعرف بـ»الانتخابات التمهيدية المغلقة»، حيث يمكن فقط للأعضاء المسجلين في أي من الحزبين من التصويت في مقرات الانتخابات التابعة لحزبهم فقط. مما يعني أن الجمهوريين بإمكانهم فقط التصويت للمرشحين الجمهوريين في مقرات الانتخابات التمهيدية الخاصة بهم، ويمكن للديمقراطيين التصويت في مقرات الاقتراع المخصصة للديمقراطيين فقط.
عند الانتهاء من الانتخابات التمهيدية في ولاية ما والإعلان عن اسم المرشح الفائز عن كل حزب هنا يأتي دور المندوبين المستقلين لكل حزب ليمنحوا أصواتهم لمرشح الحزب الفائز في الولاية التي ينتمون لها. مثلا إذا فاز فرد ما في الانتخابات التمهيدية لولاية أيوا كمرشح جمهوري يأتي بعد ذلك دور كل من مندوبي الحزب الجمهوري في ولاية أيوا بتقديم أصواتهم لهذا الفرد ليكون مرشحهم عندما يتم عقد مؤتمر الحزب في وقت لاحق في الدورة الانتخابية.
من جهة أخرى، هناك فئة تحرك محددة لها أهمية وتأثير كبيرين على نتائج التصويت وتدعى «المفوضين السوبر أو المندوبون الكبار» وهم ليسوا بحاجة لإعطاء أصواتهم لمرشح حزبهم في ختام الانتخابات التمهيدية للولاية. بإمكانهم الامتناع عن الإدلاء بأصواتهم حتى موعد انعقاد مؤتمر الحزب، ويحق لهم منح أصواتهم للشخص المناسب بنظرهم حتى لو لم يكن صاحب أعلى نسبة تأييد من الناخبين.
يسمح للمندوبين الكبار أن يغيروا رأيهم حتى بعد التصويت في حال كان أعضاء الحزب نفسه غير متأكدين من هوية المرشح المناسب حتى موعد مؤتمر الحزب لاختيار مرشحه.
في كثير من الأحيان وبوقت ليس بالبعيد من وقت انعقاد مؤتمر الحزب يكون أمر اختيار المرشح أمرا مفروغا منه ويكون هو الاسم المقرر رسميا ترشيحه للرئاسة. فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تجري حاليا يبدو أن رجل الأعمال المرشح دونالد ترامب في طريقه نحو الفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، حيث إنه لم يخسر أي من الجولات الانتخابية التي خاضها، تأمين مندوبي الأحزاب في ولايات معنية وإذا استمر في مسلسل انتصاراته على هذا النحو فسيكون من الصعب جدا للمندوبين الكبار إعطاء أصواتهم لمرشح آخر في الحزب الجمهوري حتى لو امتنعوا عن التصويت حتى مؤتمر الحزب للقيام بهذا.
بالنسبة للديمقراطيين فالمجال بدأ يتضح للمرشح الأكثر ترجيحا للفوز وذلك بناء على نتائج تصويت المندوبين الكبار للحزب والتي كانت لصالح هيلاري كلينتون، وهذا يلغي أي فرصة للتنافس من قبل المرشحين الآخرين في الحزب حتى لو كانوا بالفعل قد فازوا نتيجة للحصول على أكبر عدد من أصوات المندوبين الكبار في أي من الانتخابات التمهيدية السابقة.
على الرغم من انعقاد مؤتمرات الأحزاب إلا أن الأمر ما يزال يعتبر مجرد أداء شكلي في هذه المرحلة من الانتخابات. مؤتمرات الحزب عادة ما تعقد في نهاية فصل الصيف، وتكون بمثابة تتويج لمرشح الحزب المنتخب للرئاسة ولكنها في نفس الوقت مجرد لقب منح له من الحزب.
الولايات الخمسون جميعها تكون قد عقدت بالفعل انتخاباتها التمهيدية، ومندوبو الأحزاب قد منحوا أصواتهم لأحد المرشحين، بالإضافة إلى أن المندوبين الكبار وضعوا المرشح المستقل في وضع يسمح له بصفة رسمية أن يكون المرشح الرسمي للحزب لسباق الرئاسة. بعد الانتهاء من تصويت المندوبين، ستعكس الترشيحات نتائج المؤتمرات الحزبية وعندها تحديدا يتحول الأمر للهدف الأساسي للانتخابات التمهيدية، وهو إعلان الاسم الفائز لأنه سيكون هو المرشح لخوض الانتخابات الرئاسية والتي ستعقد في نهاية العام وذلك لمحاولة كسب أكثر عدد من أصوات الناخبين حتى ينتهي السباق الرئاسي ويتم تقرير المرشح الفائز في شهر نوفمبر.
بالإضافة لهذا، تلجأ الولايات المتحدة لقانون يسمى «نظام الكلية الانتخابية»، حيث إن ولايات معينة لديها نظام كلية انتخابي مختلف يتم الأخذ به عند احتساب نتائج التصويت. بمعنى أن ولاية تكساس، على سبيل المثال، لديها كثافة سكانية أكثر بكثير من ولاية وسكونسن. عدد من الأصوات المطلوبة من أجل الفوز بانتخابات الرئاسة الأمريكية طبقا لنظام الكلية الانتخابية هو 270. ولذلك فمن المهم الفوز في ولايات مثل كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا والولايات الأخرى الكبرى وفقا لعدد سكانها.
مصطلح «الولايات ذات النسب المتأرجحة أو المتقاربة» هي تلك الولايات التي لا تتضح فيها هوية الحزب الفائز بشكل حاسم، مما يستلزم من الطرفين بذل مزيد من الوقت، المال والجهد من خلال تكثيف الحملات الانتخابية لزيادة التأييد الشعبي لها لغرض الحصول على أكثر عدد من الأصوات طبقا لنظام الكلية الانتخابية.
بالنسبة لدورها في السباق الرئاسي قبل نهاية هذا العام فإن ولاية فرجينيا تتطلع إلى أن تصبح من أكثر الولايات (ذات النسب المتقاربة) صعوبة للفوز بأصوات ناخبيها، وسعت لهذا بعد جولات انتخابية لعدد من الولايات ذات النسب المتأرجحة في انتخابات هذا العام.
لا تزال الطريق طويلة حتى الانتهاء من هذه الانتخابات والمراحل المقبلة لها متقلبة وغير مستقرة النتائج، والمعارك تزداد حدة بين المرشحين المستقلين والذين يسعون للفوز بترشيحات الحزب، ويزداد الوضع شراسة مع اقتراب موسم الانتخابات العامة. ونتيجة لهذا، فإنه مع المضي قداما في هذه الانتخابات الرئاسية الأمريكية فإنه سيكون هناك كثير من العناوين في الصحف والمجلات والتي توضح الصراع بين المرشحين للفوز بها.
بالنسبة لنا في السعودية، فإنه يمكننا التركيز على من هم المرشحون، وما الذي يتطلعون لتحقيقه. هذه العملية السياسية تتصف بالغموض وعدم الاستقرار لمن يتابع هذه الانتخابات عن كثب. ولحسن الحظ بالنسبة لنا، لن يكون علينا أن نقلق حول كيفية صنع النقانق.