شراكة سداسية بين الخليج والولايات المتحدة.. كيف يمكن فهمها؟

الجمعة - 22 أبريل 2016

Fri - 22 Apr 2016

ما الذي يمكن أن يجنيه الخليجيون من الشراكة السداسية بينهم وبين الأمريكيين، والعكس؟ سؤال يفتح الباب واسعا أمام فهم الأولويات التي يضعها الجانبان نصب أعينهما، منذ قمة كامب ديفيد في مايو الماضي، وحتى قمة الرياض المنعقدة أمس. ويبدو من الواضح أن أكثر ما يؤرق دول المجموعة الخليجية وحليفتها واشنطن ما تعيشه منطقة الشرق الأوسط من تنامي الصراعات، وتمدد الجماعات الإرهابية في عدد من أقطارها، وهو ما يعكس تركيز فرق العمل «الستة» المنبثقة من قمة كامب ديفيد على صياغة شراكة يعلو فيها كعب التعاون العسكري على ما عداه من مجالات التعاون الأخرى.

ويرى عضو مجلس الشورى الدكتور خضر القرشي أنه لا يمكن قراءة شكل الشراكة الاستراتيجية بين الخليج وأمريكا دون النظر إلى حقيقة المصالح المشتركة بين الطرفين.

وعلى الرغم من تأكيدات القرشي بأهمية شكل الشراكة السداسية بين الخليج وواشنطن، إلا أنه يعتقد أن سياسة الإفراد بدولة ما بمعزل عن النظام العالمي «عفا عليها الزمن»، وهو ما يفسر توجه الرياض في الآونة الأخيرة إلى بناء عدد من الشراكات الاستراتيجية، وصياغة تحالفات جديدة في سبيل إيجاد حلول لأزمات المنطقة.

دول الخليج والولايات المتحدة تتشارك الهواجس إزاء عدد من المساحات الملتهبة في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدا في العراق وسوريا، وليس بعيدا لبنان الذي لم يعرف استقرارا سياسيا منذ شغور كرسي الرئاسة في بعبدا.

وهنا يؤكد القرشي أن أزمات مثل سوريا والعراق وليبيا ولبنان تحتاج إلى حشد سياسي كبير مع الدول العظمى، تلعب فيه الولايات المتحدة الأمريكية الدور الأكبر. ولا يبتعد هاجس مكافحة الإرهاب عن قائمة أولويات الشراكة الاستراتيجية بين الخليج وأمريكا.

ويؤكد عضو مجلس الشورى السعودي، الرئيس الأسبق للجنة الشؤون الخارجية فيه، أن على الدول العظمى أن تتحمل مسؤولياتها وتتشارك مع السعودية في الحرب التي تشنها ضد الجماعات الإرهابية.

وفيما تسعى الدول الخليجية للدفع باتجاه إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بتسهيل فسح عدد من الأنظمة الدفاعية الحساسة، شدد خضر القرشي على ضرورة أن تحدث السعودية نقلة في تنويع مصادر التسليح، لإيمانه بأن الغرب ـ وتحديدا أمريكا والاتحاد الأوروبي ـ لا يمكن أن يقدموا مفاتيح التفوق العسكري لحلفائهم في منطقة توجد فيها إسرائيل، خلافا لما هو عليه الحال مع روسيا والصين.