ميلاف عابد الحربي

عشق الإسراف

الخميس - 21 أبريل 2016

Thu - 21 Apr 2016

نحن شعب نعشق الإسراف، نسرف بكل شيء، بوقتنا، بمالنا، حتى بمشاعرنا المفرطة تجاه الآخرين! لا نبالي بحجم هذا الخطأ الذي نرتكبه جهلا دون إدراك منا. نـبذر في ثروات دون أن نحاسب أنفسنا، دون أن نخاف من النتائج غير المحمودة، غارقين في هذه النعم دون شكرها بالمحافظة عليها، أتساءل متى يفيق المرء من ترف العيش هكذا؟ أيجب أن يصاب ليعلم ما يقترفه بحق نفسه! ألا تكفيه العبرة من تلك القصص التي تروى عن الشعور بالندم عن أشخاص كانوا من فئة المسرفين، ضاعت حياتهم من بين أيديهم حينما هدموا مستقبلهم بأيديهم؟ ألا يكفيه رؤيتهم وهم يحاولون ترميم كل شيء عبث به إسرافهم، الوقت والعمر، بناء المستقبل من جديد، ركضهم خلف الوقت مسرعين؟

شخص مسرف بلغ من العمر الأربعين وهو لا يملك شهادة جامعية رغم أن زملاء دراسته فيهم من يحمل شهادات عدة ما بين ماجستير ودكتوراه وبكالوريوس وهندسة .. محاولا أن ينجز شيئا من المفترض أنه أنجزه منذ سنين؟

لا تسرف ولا تخدعك الثقة في استمرار الوفرة بكل شيء متوفر بحياتك، فكل نعمة إلى الزوال. لا تسرف براتبك على كماليات الحياة، اكتف فقط بالضروريات، ادخر مبلغا تبدأ به مشروع حياتك. لا تسرف بوقتك في الملهيات لأنك لن تستطيع اللحاق به مهما ركضت، لا تسرف بعمرك فسنوات العمر ليست قابلة للتعويض، قرر الآن أن تضع مقياسا تقيس به الوفرة بدلا من الإسراف هكذا عبثا...؟