مقال الجرافيك يتعب العتاولة
الخميس - 21 أبريل 2016
Thu - 21 Apr 2016
تخيلت أحد كتاب زمن الطيبين العتاولة ممن كانوا يتبارون في طول متن المقال، وديباجته، ومقدمته، وعمقه، وفسيفساء مفرداته، والرمزية الذكية، والإدغام والإظهار بشطارة، والتي تحث القارئ المزاجي لتهيئة ظروفه في مكان هادئ، وبخاطر رائق، وفنجان شاي دم غزال، ليتمكن من استخلاص جل ما جاء في المقالة من عمق وعبر ومعان، وكلمات ذات مغازي قد لا يتم اقتناصها إلا بتركيز المخ، والتوقف والاستعادة، وتوسيع مدارك الفكر، وربما مناقشة المحتوى مع قارئ آخر لتوحيد الجهود، واستخلاص الجنى؛ أقول لقد تخيلت ذلك الكاتب، وهو محبط بما يجري في آخر الدنيا، حيث إن مدير تحرير صفحة الرأي يطلب منه أن يكتب مقال جرافيك!.
وحتى نوضح المراد لمن لا يدري، فإن الجرافيك أو التصميم الجرافيكي، أو فن الاتصال البصري عبارة عن نهج إبداعي تقني متطور يقوم به مصمم أو مجموعة من المصممين البرمجيين بناء على رغبة العميل، والذي يكون هنا القارئ المستعجل، والذي يريد الوصول للخلاصة وبأسهل وأقرب الطرق.
الكاتب العتيد هنا لا بد أن يغضب، ويعيد موضعة نظارته على طرف أنفه المعقوف، وربما يستل قلمه السائل، لكتابة عريضة استقالة تاريخية، وقد يزداد حنقه وهو يسمع أحد الكتاب الشباب يردد من خلال رسمة جرافيك محتوى أبيات من كرم الله وجهه:
إنّ القليل من الكلام بأهله
حسن وإن كثيره ممقوت
ما زلّ ذو صمت وما من مكثر
إلا يزل وما يعاب صموت
إن شُبّه النّطق المبين بفضّة
فالصمت در زانه ياقوت
ويتعاون على تنفيذ معطيات الجرافيك مجموعة من المنتجين التقنيين من معدين وعمال طباعة، ومبرمجين، ومخرجين، من أجل إيصال الرسالة، أو مجموعة الرسائل للجمهور المستهدف، وبأيسر السبل.
وتصميم الجرافيك يتميز بتطبيق مجموعة من المبادئ الفكرية، والعمل على مجموعة من العناصر الفنية لخلق عمل فني تواصلي مرئي يرتكز على الصورة الثابتة، وبخاصية الجمع بين الرموز والصور أو الكلمات البسيطة لخلق تمثيل مرئي للأفكار والرسائل، ويكون مطبوعا أو معروضا على سطح ثنائي الأبعاد، بغرض نقل المعرفة من المفكرة الداخلية إلى الأدلة المرجعية، ومما يعزز إمكانية القراءة البصرية من خلال تحسين العرض المرئي للنص.
وبالطبع فإنه يصعب كثيرا أن يُعمل لكل مقال رسم جرافيك، لأن فحوى الجرافيك تعتمد على وجود التسلسل، والنقاط، والمراحل، بينما تظل بعض مقالات العتاولة مختلطة المعاني بعيدة عن التأطير والتفصيل والحساب، باعتبارها بوح من القلب للقلب.
وقد يساء استخدام الجرافيك حينما تتحول معظم المقالات إلى إشارات بصرية بسيطة، كونها بلا شك تفقد القارئ لذة الأسلوب، والبديع الأدبي، ويمكن أن تحيل القارئ إلى مجرد عدسة عين آلية تبحث عن الصور والإشارات، وبتأفف وعجز عن البحث بين مكامن الحروف.
ولكن للجرافيك حسنات كثيرة، مثل جذب القارئ الشاب، الذي لم يتعود قراءة المقالات الطويلة، والذي تربى على نهج التغريدات البسيطة.
إنها تجربة جميلة نخوضها في مكة الصحيفة، وربما نشهد نتائجها بقبول اجتماعي ثقافي أو رفض من محبي البديع.
وربما نشهد تحول جميع صفحات الرأي في الصحف الأخرى إلى رسوم جرافيك، ونجد صفحات رأي يتمحور رأيها بين البيانات المنزلقة، والرسوم الصامتة.
[email protected]
وحتى نوضح المراد لمن لا يدري، فإن الجرافيك أو التصميم الجرافيكي، أو فن الاتصال البصري عبارة عن نهج إبداعي تقني متطور يقوم به مصمم أو مجموعة من المصممين البرمجيين بناء على رغبة العميل، والذي يكون هنا القارئ المستعجل، والذي يريد الوصول للخلاصة وبأسهل وأقرب الطرق.
الكاتب العتيد هنا لا بد أن يغضب، ويعيد موضعة نظارته على طرف أنفه المعقوف، وربما يستل قلمه السائل، لكتابة عريضة استقالة تاريخية، وقد يزداد حنقه وهو يسمع أحد الكتاب الشباب يردد من خلال رسمة جرافيك محتوى أبيات من كرم الله وجهه:
إنّ القليل من الكلام بأهله
حسن وإن كثيره ممقوت
ما زلّ ذو صمت وما من مكثر
إلا يزل وما يعاب صموت
إن شُبّه النّطق المبين بفضّة
فالصمت در زانه ياقوت
ويتعاون على تنفيذ معطيات الجرافيك مجموعة من المنتجين التقنيين من معدين وعمال طباعة، ومبرمجين، ومخرجين، من أجل إيصال الرسالة، أو مجموعة الرسائل للجمهور المستهدف، وبأيسر السبل.
وتصميم الجرافيك يتميز بتطبيق مجموعة من المبادئ الفكرية، والعمل على مجموعة من العناصر الفنية لخلق عمل فني تواصلي مرئي يرتكز على الصورة الثابتة، وبخاصية الجمع بين الرموز والصور أو الكلمات البسيطة لخلق تمثيل مرئي للأفكار والرسائل، ويكون مطبوعا أو معروضا على سطح ثنائي الأبعاد، بغرض نقل المعرفة من المفكرة الداخلية إلى الأدلة المرجعية، ومما يعزز إمكانية القراءة البصرية من خلال تحسين العرض المرئي للنص.
وبالطبع فإنه يصعب كثيرا أن يُعمل لكل مقال رسم جرافيك، لأن فحوى الجرافيك تعتمد على وجود التسلسل، والنقاط، والمراحل، بينما تظل بعض مقالات العتاولة مختلطة المعاني بعيدة عن التأطير والتفصيل والحساب، باعتبارها بوح من القلب للقلب.
وقد يساء استخدام الجرافيك حينما تتحول معظم المقالات إلى إشارات بصرية بسيطة، كونها بلا شك تفقد القارئ لذة الأسلوب، والبديع الأدبي، ويمكن أن تحيل القارئ إلى مجرد عدسة عين آلية تبحث عن الصور والإشارات، وبتأفف وعجز عن البحث بين مكامن الحروف.
ولكن للجرافيك حسنات كثيرة، مثل جذب القارئ الشاب، الذي لم يتعود قراءة المقالات الطويلة، والذي تربى على نهج التغريدات البسيطة.
إنها تجربة جميلة نخوضها في مكة الصحيفة، وربما نشهد نتائجها بقبول اجتماعي ثقافي أو رفض من محبي البديع.
وربما نشهد تحول جميع صفحات الرأي في الصحف الأخرى إلى رسوم جرافيك، ونجد صفحات رأي يتمحور رأيها بين البيانات المنزلقة، والرسوم الصامتة.
[email protected]