ما تفرق.. مين الرئيس؟
السبت - 16 أبريل 2016
Sat - 16 Apr 2016
السياسة الأمريكية الخارجية تحكمها أهداف وتوجهات عامة وخطوط مرسومة لا تختلف إلا في التفاصيل الصغيرة وفي الإخراج سواء كان الرئيس الأمريكي جمهوريا أو ديمقراطيا. فالسياسة الخارجية تسعى لعدة أهداف، أولها استمرار الريادة والقيادة الأمريكية للعالم، والهدف الثاني استمرار سيطرة رأس المال الأمريكي والاقتصاد الأمريكي على العالم، والهدف الثالث استمرار التفوق الأمريكي العلمي والمعرفي والتقني عالميا، والهدف الرابع نشر وتعميم الثقافة الأمريكية والمفاهيم والقيم الأمريكية.
ولتحقيق هذه الأهداف تعتمد أمريكا آليات وأدوات وحزمة إجراءات من شأنها تحقيق هذه الأهداف من خلال سياساتها الخارجية والقضايا التي تتبنّاها للوصول للأهداف المنشودة أو المحافظة على الريادة والقيادة في العالم، فقد تبنت أمريكا في حقبة الستينيات مناصرة الانقلابات في الدول اللاتينيّة ودول الشرق الأوسط وتفتيت الكيانات الكبيرة، فتم تقسيم مصر مثلا، فبعد الانقلاب تقسمت مصر والسودان فأصبحت جمهورية مصر العربية وجمهورية السودان العربية وجزء منها ذهب لليبيا وتشاد ومن العجيب والمثير للسخرية أن عبدالناصر كان ينادي بالوحدة العربية وفي ظل حكومته فقدت مصر السودان وجنوبها ثم غزة وسيناء.
فعندما ترفع أمريكا شعار البيئة تهدف منه التحكم بمصادر الطاقة والسعي لمستقبل أمريكي أفضل من خلال الاستثمار في الطاقة النظيفة وتمويل مراكز البحوث الأمريكية. وما نراه اليوم من الهجمة الأمريكية على منطقة الشرق الأوسط بغزو العراق وغرس الطائفية في دستور العراق الذي وضع تحت رعاية أمريكية كرست فيه المحاصصة والطائفية بشكل بشع في كل فقرات الدستور. هذه السياسات لها أثر كبير حتى على بلدان مثل الصين وروسيا واليابان. وهي تحقق هدفا رئيسا من الأهداف العامة الأمريكية.
إذن فشعار البيئة عندما ترفعه أمريكا ما هو إلا وسيلة لتحقيق السيطرة الأمريكية على العالم من خلال تغير للمنظومة وللقواعد التي كانت سائدة، مما يخلخل الكيانات الكبيرة مثل الصين وروسيا والهند. فحقوق الإنسان والحفاظ على البيئة والحد من انتشار الأسلحة النووية وغير ذلك من عناوين ليست في حد ذاتها المقصود، وإنما لتحقيق أهداف أكبر، ويظهر ذلك من ازدواج المعايير، فحقوق الإنسان الفلسطيني تغفل عنها أمريكا وحلفاؤها بالرغم من التجاوزات الصارخة التي ترتكب في حق الإنسان الفلسطيني، في حين يستعمل شعار حقوق الإنسان في مصر بهدف تفتيت الكيان، وأن تدب الفوضى الخلاقة كما تسميها أمريكا.
إننا نضيع وقتا كبيرا في الاهتمام بالرئيس القادم الأمريكي، ونعول عليه آمالا كبيرة تصطدم لاحقا بالواقع المرير الذي لا يود البعض أن يراه، فالرئيس الأمريكي جمهوريا أو ديمقراطيا لا يعول عليه أي أمل، لأنه محكوم بأهداف يريد أن ينجزها. والواجب أن نعمل على تكوين جماعات الضغط التي تسهم في تشكيل سياسات أمريكا الداخلية والخارجية بدلا من التركيز على الرئيس القادم وبناء الآمال عليه، والتي تتلاشى كما يتلاشى الضباب مع ظهور شمس الصباح.
ولتحقيق هذه الأهداف تعتمد أمريكا آليات وأدوات وحزمة إجراءات من شأنها تحقيق هذه الأهداف من خلال سياساتها الخارجية والقضايا التي تتبنّاها للوصول للأهداف المنشودة أو المحافظة على الريادة والقيادة في العالم، فقد تبنت أمريكا في حقبة الستينيات مناصرة الانقلابات في الدول اللاتينيّة ودول الشرق الأوسط وتفتيت الكيانات الكبيرة، فتم تقسيم مصر مثلا، فبعد الانقلاب تقسمت مصر والسودان فأصبحت جمهورية مصر العربية وجمهورية السودان العربية وجزء منها ذهب لليبيا وتشاد ومن العجيب والمثير للسخرية أن عبدالناصر كان ينادي بالوحدة العربية وفي ظل حكومته فقدت مصر السودان وجنوبها ثم غزة وسيناء.
فعندما ترفع أمريكا شعار البيئة تهدف منه التحكم بمصادر الطاقة والسعي لمستقبل أمريكي أفضل من خلال الاستثمار في الطاقة النظيفة وتمويل مراكز البحوث الأمريكية. وما نراه اليوم من الهجمة الأمريكية على منطقة الشرق الأوسط بغزو العراق وغرس الطائفية في دستور العراق الذي وضع تحت رعاية أمريكية كرست فيه المحاصصة والطائفية بشكل بشع في كل فقرات الدستور. هذه السياسات لها أثر كبير حتى على بلدان مثل الصين وروسيا واليابان. وهي تحقق هدفا رئيسا من الأهداف العامة الأمريكية.
إذن فشعار البيئة عندما ترفعه أمريكا ما هو إلا وسيلة لتحقيق السيطرة الأمريكية على العالم من خلال تغير للمنظومة وللقواعد التي كانت سائدة، مما يخلخل الكيانات الكبيرة مثل الصين وروسيا والهند. فحقوق الإنسان والحفاظ على البيئة والحد من انتشار الأسلحة النووية وغير ذلك من عناوين ليست في حد ذاتها المقصود، وإنما لتحقيق أهداف أكبر، ويظهر ذلك من ازدواج المعايير، فحقوق الإنسان الفلسطيني تغفل عنها أمريكا وحلفاؤها بالرغم من التجاوزات الصارخة التي ترتكب في حق الإنسان الفلسطيني، في حين يستعمل شعار حقوق الإنسان في مصر بهدف تفتيت الكيان، وأن تدب الفوضى الخلاقة كما تسميها أمريكا.
إننا نضيع وقتا كبيرا في الاهتمام بالرئيس القادم الأمريكي، ونعول عليه آمالا كبيرة تصطدم لاحقا بالواقع المرير الذي لا يود البعض أن يراه، فالرئيس الأمريكي جمهوريا أو ديمقراطيا لا يعول عليه أي أمل، لأنه محكوم بأهداف يريد أن ينجزها. والواجب أن نعمل على تكوين جماعات الضغط التي تسهم في تشكيل سياسات أمريكا الداخلية والخارجية بدلا من التركيز على الرئيس القادم وبناء الآمال عليه، والتي تتلاشى كما يتلاشى الضباب مع ظهور شمس الصباح.