عقليات المسؤولين.. والانفصام
تقريبا
تقريبا
السبت - 16 أبريل 2016
Sat - 16 Apr 2016
تستطيع أن تكتشف أن الإدارة الحكومية لا تدار بعلم «الإدارة» أو حتى بتغليب «مصلحة المواطن»، بل تدار بعقلية «المعزب أبخص»، والنظام في نظر بعض المسؤولين هو نظريات وأفكار الوزير، فرغباته وتوجهاته مقدمة على كل قانون ونظام.
بعض المدراء يسير حياته الشخصية وعمله حسب مزاج وأفكار الوزير، وربما يصل ذلك حتى إلى لون «البشت»، شاهدت مرة مسؤولا يستقبل وزيره في إدارته فلما أخبروه بأن الوزير اقترب لبس «البشت» وخرج لاستقباله.. لكنه فوجئ بأن الوزير نزل من السيارة بلا «بشت»، فخلع المسؤول «البشت» قبل أن يصافح الوزير، ورماه على مدير مكتبه وكأنه يتخلص من «عار».
بعض المسؤولين تتغير أفكارهم وأساليب تعاملهم كلما تغير وزيرهم، بعضهم ينجح بجدارة ويتفوق على نجوم الفن في التمثيل، وربما المحظوظ فيهم من يبقى وزيره عمرا طويلا على الكرسي، لكي لا يصاب بانفصام في الشخصية بسبب كثرة تقمصه للشخصيات مع كل وزير جديد، وأعتقد أن أكثر الناس ضررا من ذلك، وكلاء وزارة التعليم ومدراء إداراتها التعليمية..!
حالة الطقس وغزارة الأمطار وقضية تعليق الدراسة كشفت شيئا من عقليات كثير من المسؤولين، خاصة مسؤولي التعليم، فمن كان يسارع إلى تعليق الدراسة أيام الوزير عزام الدخيل، نسي اليوم لفظة «تعليق الدراسة» وكأنها لم تخلق وكأنه لم يسمع بها، لأن الوزير الجديد أحمد العيسى كانت له آراء عن التعليم منها رفضه لتعليق الدراسة بسبب الأمطار؛ طبعا كانت تلك الآراء قبل أن يدخل الميدان، فلننتظر آراءه بعدما عركته البيروقراطية والعجلة التعليمية..!
بالمناسبة يعتقد البعض أن المطالبة بتعليق الدراسة سببها «الأمطار» والحقيقة أن سببها «المسؤول» الذي لم يخلص في متابعة مشاريع البنية التحتية في البلد، و«الوزارات» التي حولت بعض المدن إلى شعاب وأودية وشلالات مع مرور كل سحابة مطر..!
كان بعض المسؤولين يعتبر المطالبة بتعليق الدراسة «تخلفا»، لكن التخلف الحقيقي تلك الصور التي تظهر طفلا يحمل حقيبة مدرسية أكبر من ظهره ويخوض مياه الأمطار حتى منتصف جسده الصغير وسط مدن وأحياء راقية وليست «شعبية» أو عشوائية..!
(بين قوسين)
تعدد المدن التي تغرق بمياه الأمطار في السنوات الأخيرة، ألا يوحي بأن التخطيط الحديث للمدن والمشاريع البلدية الحديثة هي سبب الغرق؟
بعض المدراء يسير حياته الشخصية وعمله حسب مزاج وأفكار الوزير، وربما يصل ذلك حتى إلى لون «البشت»، شاهدت مرة مسؤولا يستقبل وزيره في إدارته فلما أخبروه بأن الوزير اقترب لبس «البشت» وخرج لاستقباله.. لكنه فوجئ بأن الوزير نزل من السيارة بلا «بشت»، فخلع المسؤول «البشت» قبل أن يصافح الوزير، ورماه على مدير مكتبه وكأنه يتخلص من «عار».
بعض المسؤولين تتغير أفكارهم وأساليب تعاملهم كلما تغير وزيرهم، بعضهم ينجح بجدارة ويتفوق على نجوم الفن في التمثيل، وربما المحظوظ فيهم من يبقى وزيره عمرا طويلا على الكرسي، لكي لا يصاب بانفصام في الشخصية بسبب كثرة تقمصه للشخصيات مع كل وزير جديد، وأعتقد أن أكثر الناس ضررا من ذلك، وكلاء وزارة التعليم ومدراء إداراتها التعليمية..!
حالة الطقس وغزارة الأمطار وقضية تعليق الدراسة كشفت شيئا من عقليات كثير من المسؤولين، خاصة مسؤولي التعليم، فمن كان يسارع إلى تعليق الدراسة أيام الوزير عزام الدخيل، نسي اليوم لفظة «تعليق الدراسة» وكأنها لم تخلق وكأنه لم يسمع بها، لأن الوزير الجديد أحمد العيسى كانت له آراء عن التعليم منها رفضه لتعليق الدراسة بسبب الأمطار؛ طبعا كانت تلك الآراء قبل أن يدخل الميدان، فلننتظر آراءه بعدما عركته البيروقراطية والعجلة التعليمية..!
بالمناسبة يعتقد البعض أن المطالبة بتعليق الدراسة سببها «الأمطار» والحقيقة أن سببها «المسؤول» الذي لم يخلص في متابعة مشاريع البنية التحتية في البلد، و«الوزارات» التي حولت بعض المدن إلى شعاب وأودية وشلالات مع مرور كل سحابة مطر..!
كان بعض المسؤولين يعتبر المطالبة بتعليق الدراسة «تخلفا»، لكن التخلف الحقيقي تلك الصور التي تظهر طفلا يحمل حقيبة مدرسية أكبر من ظهره ويخوض مياه الأمطار حتى منتصف جسده الصغير وسط مدن وأحياء راقية وليست «شعبية» أو عشوائية..!
(بين قوسين)
تعدد المدن التي تغرق بمياه الأمطار في السنوات الأخيرة، ألا يوحي بأن التخطيط الحديث للمدن والمشاريع البلدية الحديثة هي سبب الغرق؟