أين أنتِ عن تهاني خياط يا وزارة الصحة؟
دبس الرمان
دبس الرمان
الجمعة - 15 أبريل 2016
Fri - 15 Apr 2016
حقا ما عادت قلوبنا تتحمل، وما عاد بنا من الصبر والجلد لسماع المزيد من المآسي والأحداث المؤلمة، فذلك يعني لقلوبنا مزيدا من الحزن ومزيدا من الألم، ومزيدا من الخوف. نعم الخوف من أن يحصل لنا ما نسمعه، وأن يصلنا شيء من هذه المآسي. فتجدنا نغلق أجهزتنا، ونقوم بعمل تجاوز للأخبار المؤلمة في التايم لاين، فنحن نريد أخبارا جميلة وأشياء مسلية، لأننا ببساطة نريد أن نعيش، فتلك فطرة البقاء.
ولكن ماذا نفعل حين تحصل تلك المآسي وتلك الكوارث لمن هم حولنا ومن مجتمعنا، ولمن يكون جار ابن عمك، أو قريبك، أو صديقا لصديق؟ ذلك هو الرعب الحقيقي.
أصبح وقوع المصائب والمآسي الصحية سواء في مستشفيات السبع نجوم، أو مستشفيات مستوى ما تحت الصفر أمرا مفروغا منه في ظل غياب الرقابة والأنظمة المتطورة التي توصل الشكاوى من الناس للوزارة مباشرة. وآخر ما وصلنا هو مجزرة المستشفى الخاص في مكة المكرمة والتي راحت ضحيتها تهاني خياط التي لها من الأطفال خمسة وكانت في شهرها الأخير من حملها السادس. حيث ذهب الزوج بزوجته للمستشفى للمراجعة، ليقرروا توليدها رغم أنه لم يحن الوقت عن طريق إعطائها إبرة طلق صناعي والذي أدى إلى ولادة صعبة للأم، عانت بعدها من مضاعفات وآلام شديدة وتم التعامل معها بمنتهى البدائية والهمجية وقلة الرحمة وقلة الضمير مما أدى مع الأسف إلى موتها بطريقة مأساوية على أيدي طاقم المستشفى التي لا تمتلك في الأصل أدنى مقومات التجهيزات للحالات الطارئة.
إن الأنكى من المصيبة نفسها هو كيفية التعامل معها بعد وقوعها. فأن تجد المستشفى الجرأة لرفع قضية تخريب في محاولة منها للمداراة على مصيبتها وابتزاز زوج القتيلة للتنازل عن تقديم شكوى، ومن ثم إرسال خطاب استدعاء من الشرطة للمكلوم في عز أزمته للحضور، وأنه في حال لم يحضر سيتم جره جرا! كل هذا في ظل غياب تام وصمت قاتل لوزارة الصحة التي لم تكلف نفسها حتى عناء التواصل أو الاستفسار أو المساعدة بالإرشاد القانوني والدعم النفسي والاجتماعي لهذه العائلة التي أحاطتها المصائب من كل الجهات، والتي لم يجد الأب فيها وقتا حتى للحزن على زوجته أو محاولة احتواء أولاده الصغار ورضيعه الذي يصرخ بحثا عن أمه. ما هذا، أين نحن! ما الذي يحصل وإلى أين سننحدر! والغريب أن تنهال بعدها الانتقادات لمن يشتكون، ولمن يحاولون الالتجاء لحقوق الإنسان، والحقيقة هي أنكم أنتم من دفعهم لهذا حين حكمتم عليهم بسكوتكم ليس فقط بالموت ولكن بخراب الديار.
ولكن ماذا نفعل حين تحصل تلك المآسي وتلك الكوارث لمن هم حولنا ومن مجتمعنا، ولمن يكون جار ابن عمك، أو قريبك، أو صديقا لصديق؟ ذلك هو الرعب الحقيقي.
أصبح وقوع المصائب والمآسي الصحية سواء في مستشفيات السبع نجوم، أو مستشفيات مستوى ما تحت الصفر أمرا مفروغا منه في ظل غياب الرقابة والأنظمة المتطورة التي توصل الشكاوى من الناس للوزارة مباشرة. وآخر ما وصلنا هو مجزرة المستشفى الخاص في مكة المكرمة والتي راحت ضحيتها تهاني خياط التي لها من الأطفال خمسة وكانت في شهرها الأخير من حملها السادس. حيث ذهب الزوج بزوجته للمستشفى للمراجعة، ليقرروا توليدها رغم أنه لم يحن الوقت عن طريق إعطائها إبرة طلق صناعي والذي أدى إلى ولادة صعبة للأم، عانت بعدها من مضاعفات وآلام شديدة وتم التعامل معها بمنتهى البدائية والهمجية وقلة الرحمة وقلة الضمير مما أدى مع الأسف إلى موتها بطريقة مأساوية على أيدي طاقم المستشفى التي لا تمتلك في الأصل أدنى مقومات التجهيزات للحالات الطارئة.
إن الأنكى من المصيبة نفسها هو كيفية التعامل معها بعد وقوعها. فأن تجد المستشفى الجرأة لرفع قضية تخريب في محاولة منها للمداراة على مصيبتها وابتزاز زوج القتيلة للتنازل عن تقديم شكوى، ومن ثم إرسال خطاب استدعاء من الشرطة للمكلوم في عز أزمته للحضور، وأنه في حال لم يحضر سيتم جره جرا! كل هذا في ظل غياب تام وصمت قاتل لوزارة الصحة التي لم تكلف نفسها حتى عناء التواصل أو الاستفسار أو المساعدة بالإرشاد القانوني والدعم النفسي والاجتماعي لهذه العائلة التي أحاطتها المصائب من كل الجهات، والتي لم يجد الأب فيها وقتا حتى للحزن على زوجته أو محاولة احتواء أولاده الصغار ورضيعه الذي يصرخ بحثا عن أمه. ما هذا، أين نحن! ما الذي يحصل وإلى أين سننحدر! والغريب أن تنهال بعدها الانتقادات لمن يشتكون، ولمن يحاولون الالتجاء لحقوق الإنسان، والحقيقة هي أنكم أنتم من دفعهم لهذا حين حكمتم عليهم بسكوتكم ليس فقط بالموت ولكن بخراب الديار.