الإرهاب خيار مجرمين خطيرين للبحث عن نهاية كالأبطال
الجمعة - 15 أبريل 2016
Fri - 15 Apr 2016
يؤكد خبراء أن إغداق الوعود بالتوبة وبنهاية كالأبطال على خارجين عن القانون يمكن من تحويل مجرمين خطيرين مثل الأخوين بكراوي في بروكسل إلى انتحاريين لا رادع لهما.
أباعود نموذجا
وللوهلة الأولى لا شيء يحمل على الاعتقاد بأن مثل هذا النوع من الأشخاص يمكن أن ينفذ أعمالا انتحارية باسم الدين. فهم عندما يكونون أحرارا يحبون المال والسيارات الباهظة والحياة السهلة، بينما يكونون محط إعجاب السجناء الآخرين وراء القضبان.
لكن بعضهم يقرر فجأة الانتقال إلى التطرف، ما يحملهم على تنفيذ عمليات انتحارية، على غرار عبدالحميد أباعود الذي أدين في 2010 بالسطو المسلح، وتشتبه السلطات في أنه العقل المدبر لاعتداءات باريس في نوفمبر 2015.
وتقول عالمة النفس إميلي بوخوبزا «عندما يتحولون إلى التطرف، يرى هؤلاء أعمالهم السابقة بمثابة جبل من الآثام. وبعد مرحلة معينة، الحل الوحيد أمامهم يكون بالتكفير عنها والشهادة والسعي للحصول على الجنة».
أما كيف تتمكن دعاية تنظيم داعش من اجتذاب بعض المجرمين دون سواهم، فلا يزال لغزا يتعلق بشخصية كل منهم.
أمراض نفسية
وبالنسبة إلى خالد البكراوي الذي يملك في سجله حكما بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة سرقة سيارة تحت تهديد السلاح، والذي فجر نفسه مع شقيقه في مطار بروكسل، تزعم نشرة «دابق» الالكترونية التي يصدرها تنظيم داعش أنه «رأى حلما في السجن فغير حياته»، بعد أن رأى نفسه بهيئة رامي قوس يحارب الكفار إلى جانب الرسول.
ويعد خبير الأمراض النفسية دانيال زاغوري أن الذين ينتقلون إلى التطرف «يؤمنون بشدة بمبادئ داعش».
ويضيف «يفجرون أنفسهم لأنهم يعتقدون أنهم بعد هذه اللحظة الصعبة سيدخلون الجنة، إلى عالم مثالي من السعادة سيجدون فيه كل التقدير الذي افتقدوه في حياة الإجرام. وهم يدفنون بطريقة أو بأخرى أنفسهم وحياتهم السابقة وعائلاتهم».
نرجسية دفينة
ويضيف زاغوري -الذي درس حالات عدد من عناصر الشبكات الإرهابية- أن هؤلاء «يعوضون عن حياة الإجرام بعمل بطولي يظل ذكره إلى الأبد».
ويقول مدير الأبحاث في كلية الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية فرهد خسروخوار إن ما يساعد بعض المجرمين على التحول إلى التطرف هو «نوع من الكآبة» مرتبط بشعورهم بأنهم في طريق مسدود في حياتهم. ويتابع «باستثناء تردد متكرر إلى السجن، فإن كل السبل مغلقة في وجوههم»، مضيفا «مع الوقت، تصبح الأحكام أطول والشبهات دائمة. وهنا يمكن أن يظهر شعور بالحقد مختلف في طبيعته عما يمكن أن يشعر به الشبان في الضواحي».
رغبة بطولية
ويقول خسروخوار الذي يزور السجون والسجناء بانتظام «يمكن أن يؤدي ذلك إلى رغبة في نهاية بطولية كمن يقول (لستم أنتم من يضع حدا لحياتي عندما تضعونني في السجن لأموت ببطء، بل أنا من يقرر الموت على طريقة الأبطال)».
ويعد أن « التطرف يقدم دائما ملاذا، فهو يضفي على الموت تحديات هي في الحقيقة تحديات الحياة. الموت يصبح تحديا أخيرا في وجه المجتمع وتمجيدا أخيرا للفرد، أي نوعا من النرجسية الدفينة».
وتؤكد بوخبزا أن طالبي الإرهاب يؤمنون أيضا و»دون أي مجال للشك» بأن تضحيتهم تتيح لهم أن يشفعوا لسبعين شخصا من اختيارهم كان مصيرهم جهنم، لإنقاذهم.
وتضيف بوخبزا التي تعمل على ظاهرة التطرف مع جمعية «انتر اوتر» في نيس بجنوب فرنسا، «أعمل مع شاب هنا يقول لوالدته (أقوم بذلك من أجلك يا أمي)».
أباعود نموذجا
وللوهلة الأولى لا شيء يحمل على الاعتقاد بأن مثل هذا النوع من الأشخاص يمكن أن ينفذ أعمالا انتحارية باسم الدين. فهم عندما يكونون أحرارا يحبون المال والسيارات الباهظة والحياة السهلة، بينما يكونون محط إعجاب السجناء الآخرين وراء القضبان.
لكن بعضهم يقرر فجأة الانتقال إلى التطرف، ما يحملهم على تنفيذ عمليات انتحارية، على غرار عبدالحميد أباعود الذي أدين في 2010 بالسطو المسلح، وتشتبه السلطات في أنه العقل المدبر لاعتداءات باريس في نوفمبر 2015.
وتقول عالمة النفس إميلي بوخوبزا «عندما يتحولون إلى التطرف، يرى هؤلاء أعمالهم السابقة بمثابة جبل من الآثام. وبعد مرحلة معينة، الحل الوحيد أمامهم يكون بالتكفير عنها والشهادة والسعي للحصول على الجنة».
أما كيف تتمكن دعاية تنظيم داعش من اجتذاب بعض المجرمين دون سواهم، فلا يزال لغزا يتعلق بشخصية كل منهم.
أمراض نفسية
وبالنسبة إلى خالد البكراوي الذي يملك في سجله حكما بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة سرقة سيارة تحت تهديد السلاح، والذي فجر نفسه مع شقيقه في مطار بروكسل، تزعم نشرة «دابق» الالكترونية التي يصدرها تنظيم داعش أنه «رأى حلما في السجن فغير حياته»، بعد أن رأى نفسه بهيئة رامي قوس يحارب الكفار إلى جانب الرسول.
ويعد خبير الأمراض النفسية دانيال زاغوري أن الذين ينتقلون إلى التطرف «يؤمنون بشدة بمبادئ داعش».
ويضيف «يفجرون أنفسهم لأنهم يعتقدون أنهم بعد هذه اللحظة الصعبة سيدخلون الجنة، إلى عالم مثالي من السعادة سيجدون فيه كل التقدير الذي افتقدوه في حياة الإجرام. وهم يدفنون بطريقة أو بأخرى أنفسهم وحياتهم السابقة وعائلاتهم».
نرجسية دفينة
ويضيف زاغوري -الذي درس حالات عدد من عناصر الشبكات الإرهابية- أن هؤلاء «يعوضون عن حياة الإجرام بعمل بطولي يظل ذكره إلى الأبد».
ويقول مدير الأبحاث في كلية الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية فرهد خسروخوار إن ما يساعد بعض المجرمين على التحول إلى التطرف هو «نوع من الكآبة» مرتبط بشعورهم بأنهم في طريق مسدود في حياتهم. ويتابع «باستثناء تردد متكرر إلى السجن، فإن كل السبل مغلقة في وجوههم»، مضيفا «مع الوقت، تصبح الأحكام أطول والشبهات دائمة. وهنا يمكن أن يظهر شعور بالحقد مختلف في طبيعته عما يمكن أن يشعر به الشبان في الضواحي».
رغبة بطولية
ويقول خسروخوار الذي يزور السجون والسجناء بانتظام «يمكن أن يؤدي ذلك إلى رغبة في نهاية بطولية كمن يقول (لستم أنتم من يضع حدا لحياتي عندما تضعونني في السجن لأموت ببطء، بل أنا من يقرر الموت على طريقة الأبطال)».
ويعد أن « التطرف يقدم دائما ملاذا، فهو يضفي على الموت تحديات هي في الحقيقة تحديات الحياة. الموت يصبح تحديا أخيرا في وجه المجتمع وتمجيدا أخيرا للفرد، أي نوعا من النرجسية الدفينة».
وتؤكد بوخبزا أن طالبي الإرهاب يؤمنون أيضا و»دون أي مجال للشك» بأن تضحيتهم تتيح لهم أن يشفعوا لسبعين شخصا من اختيارهم كان مصيرهم جهنم، لإنقاذهم.
وتضيف بوخبزا التي تعمل على ظاهرة التطرف مع جمعية «انتر اوتر» في نيس بجنوب فرنسا، «أعمل مع شاب هنا يقول لوالدته (أقوم بذلك من أجلك يا أمي)».