علي أحمد المطوع

الفنانون ونزغات الشيطان

الخميس - 14 أبريل 2016

Thu - 14 Apr 2016

اهتز الوسط الغنائي والفني بخبر اعتزال المطربة المصرية شيرين عبدالوهاب صاحبة الصوت الشجي والحضور المختلف. اعتزال صعق المتعطشين لصوتها الذي شنفت به أذن المستمع العربي من المحيط إلى الخليج بأجمل الأعمال الغنائية قرابة العقدين من الزمان.

ما إن شاع الخبر حتى انتفض الوسط الفني بالسؤال عن سمراء الطرب، فالولاء ببن الفنانين ليس له سقف أو حدود، وأخوة الوسط تسمو على كل أخوة أخرى.

الوسط كان كالجسد الواحد -كما نراه كمتابعين- فما إن احتجبت سمراؤه عن الظهور حتى مرض الوسط كله وتداعى بالسؤال والتحقق من هذا الخبر! وخاصة أن سلطانة الطرب في عز مجدها الفني وحضورها الإعلامي.

حوزات الغناء والطرب في العالم العربي عبر مرجعياتها وآياتها العظمى والصغرى انتفضت وأرعدت وأزبدت خوفا من (انقطاع المسبحة)، وأعلنت براءتها من كل صابئ اعتزل الفن وارتد عن جادة الطريق الصحيح! جاء ذلك عبر بيان وزع وأرسل إلى كل القنوات وشركات الإنتاج الفنية، ذكر فيه أن الغناء على رأي حجة الإبداع جبران بن خليل آل جبران هو سر الوجود، وأن الناي الذي أعطي لفيروز قبل عدة عقود لتغني وتطرب ما زال هو الناي، وما زال الغناء هو الغناء سر الحياة وسر التكسب والحضور.

وتحت وطأة ضغوط آراء المجاميع الطربية التي تحرم نكوص المطربين عن جادة الإبداع وتركهم للغناء، خرجت شيرين إلى العلن بتصريح إعلامي مقتضب، أعلنت فيه عودتها إلى المجال مستغفرة رب العباد ومستعيذة من شيطان الردة الذي سول لها ترك هذا المجال الإنساني العظيم لأربعة أيام بلياليهن.

شيرين أرادت أن تختبر الساحة عبر إشاعة اعتزالها المعترك الطربي ونجحت في ذلك أيما نجاح، وعند سؤالها هل حقا تعبت من الفن وستعتزلين؟ أجابت وبكل ثقة «أنا مش بتعت الكلام ده أنا طول عمري جمده، المره دي ايه جرالي أنا كنت مسلمة»!

سلمنا الله وإياكم من الشيطان ونزغاته وحركاته الفنية من عيار (النص كم).