إيران تحضر القمة الإسلامية محاصرة من الأغلبية وبعلاقات متوترة مع 13 دولة

الأربعاء - 13 أبريل 2016

Wed - 13 Apr 2016

قد تكون المرة الأولى في تاريخ القمم الإسلامية منذ إقرار انعقادها قبل 47 عاما، أن تحضر إيران وهي في عزلة حقيقة عن محيطها، حيث تأتي قمة إسطنبول اليوم بعد أقل من 3 أشهر من إدانة منظمة التعاون الإسلامي ثاني أكبر المنظمات الدولية في العالم لطهران، نتيجة تدخلاتها في الشؤون الداخلية لبعض دول المنطقة وغضها الطرف عن الاعتداءات التي طالت البعثة السعودية العاملة على أراضيها.

أكثر المتشائمين، لا يتوقع أن تأخذ قمة إسطنبول شكل المواجهة المباشرة بين إيران من جهة وبقية دول المنظمة من جهة أخرى، ذلك لكون أن طهران في موقف ضعف، فيما ينتظر في المقابل أن تتبنى القمة قرارا يدين إيران وتدخلاتها السافرة في شؤون دول المنطقة.

ويحضر الرئيس الإيراني حسن روحاني قمة قادة الدول الإسلامية اليوم في تركيا ودولته تعيش توترا حقيقيا مع 13 من دول منظمة التعاون الإسلامي، 6 منها قطعت علاقتها ببلاده بشكل كامل، فيما أن البقية باستثناء سوريا (المعلقة عضويتها) ولبنان (الذي نأى بنفسه)، انحازت للإجماع الإسلامي الذي أدان الاعتداء على السفارة السعودية بطهران وقنصليتها في مشهد وتدخلات طهران بشؤون دول المنطقة في اجتماع عقد على مستوى وزراء خارجية الدول الـ57 في جدة 21 يناير الماضي.

وفي قراءة للمشهد، قال عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى الدكتور زهير الحارثي إن إيران ستحضر القمة الإسلامية التي تحتضنها تركيا اليوم وهي تشعر بأنها معزولة إقليميا وإسلاميا نتيجة لأفعالها وممارستها السلبية تجاه جاراتها، مبديا اعتقاده بأنها لن تستطيع أن تستغل فرصة تواجدها لتبرير أفعالها، وذلك لكون أن معظم الحاضرين يعرفون نهج السياسة الإيرانية، وقد أدانوها في محافل عدة دولية وإقليمية وعربية وخليجية.

وعن توقعاته لشكل الخطاب المتوقع أن يلقيه الرئيس الإيراني حسن روحاني فيما لو أتيحت له إلقاء كلمة خلال القمة الإسلامية، بدا عضو لجنة الشؤون الخارجية بالشورى على قناعة بأن الإيرانيين لن يلجؤوا إلى التصعيد إطلاقا.

وقال «طبيعة السياسة الإيرانية بأن لديها القدرة على المناورة والاحتماء والسعي لامتصاص الغضب ومحاولة وضع التبريرات وإيحاء الجميع بأنها تتبنى خطابا إيجابيا معتدلا، في حين أن أفعالها على الأرض تناقض أقوالها».

ورأى الحارثي، بأن المفصل الرئيسي لقمة إسطنبول الإسلامية هو إعادة الدين الإسلامي لموقعه الطبيعي بعد اختطافه من الحركات الراديكالية المتطرفة، وبعث رسالة قوية وبصوت مرتفع للعالم أجمع بأن الإسلام هو دين الوسطية والاعتدال ويرفض كل أفعال الحركات الراديكالية التي تتلبس بهذا الدين.