جماعة الإخوان وجزيرتا (تيران) و(صنافير)
الأربعاء - 13 أبريل 2016
Wed - 13 Apr 2016
من أمثال العرب (أتميميا مرة وقيسيّا أخرى؟!)، ويضرب لمن يتلون ويتقلب حسب مصلحته، تذكرت هذا المثل العربي الطريف وأنا أقرأ البيان العاصف الذي أصدرته جماعة الإخوان في مصر، ونشرته في موقعها على الانترنت، وفيه تندد باتفاق الحدود البحرية الذي وقعته مصر والسعودية، إذ اعتبرته تفريطا بأرض مصرية، وملك للشعب المصري، وبعيدا عن البحث في ملكية الجزيرتين، إذ هو أمر يبت به المتخصصون في القانون الدولي، نطرح سؤالا عن سبب هذا الغضب العاصف الذي أبدته الجماعة، وهل هو حقا يعبر عن عاطفة وطنية صادقة تجاه الأرض المصرية؟
نبدأ بالجواب عن السؤال الثاني، فالقارئ لفكر الجماعة وتنظيرها السياسي وتعليقها على الأحداث يجد أن فكرة (الوطنية) ليست في قاموس فكر الجماعة، فالجماعة تتبنى طرحا أمميّا يهدف إلى إحياء الخلافة الإسلامية التي تحكم العالم الإسلامي كله، وفي سبيل هذا الهدف، وتنفيذا لهذه الفكرة، تبنت فتح فروع لها في غالب الأقطار العربية، فالجماعة تنظيم عابر للحدود التي يرى أن الاستعمار هو من وضعها، وعلى الأمة تحطيم هذه الحدود والوحدة تحت راية الخلافة الإسلامية الجامعة، وهذه الفكرة والهدف يعد من أبجديات فكر تنظيم الإخوان، وهو معلن في كتبهم وتنظيراتهم، ويلخص تلك الفكرة مقولة سيد قطب «جنسية المسلم عقيدته»، وقد أبان عنها بوضوح مهدي عاكف مرشد الجماعة السابق، ففي مقابلة أجرتها روز اليوسف في عام 2006 معه، سأله الصحفي سعيد شعيب «هل ترضى لمصر بحاكم مسلم غير مصري أم مسيحي مصري؟»، فأجاب مهدي قائلا «إنه يقبل بحاكم مسلم لمصر، ولو كان ماليزيا»، وحينما استغرب الصحفي، فكيف يرضى بمثل هذا لمصر، قال قولته الشهيرة «طز في مصر، واللي في مصر، واللي جابوا مصر»، فمهدي عاكف منسجم تماما مع فكر الجماعة الأممي العابر للحدود غير المعترف بفكرة الأوطان القطرية الذي يرى أن الحدود بين الدول الإسلامية وضعها المستعمر، قارن هذه الفكرة الأممية التي تعد من أصول الفكر الإخواني بالشجب والاستنكار في بيان الإخوان الأخير عن ترسيم الحدود المائية مع السعودية، فقد جاء بيانهم قاسيا في أسلوبه، وحادا في عباراته، ينضح بالغيرة على الوطن القطري بسبب أنه ستُقتَطع منه جزيرتان صغيرتان هما في الأصل ليستا منه، وعلى فرض أنهما منه فهما ستذهبان لقطر إسلامي وعربي الذي هو في عرف الجماعة وأدبياتها جزء من الوطن الإسلامي الذي تهدف إلى توحيده تحت راية واحدة، ومؤدى هذا كله أن هذا الغضب ليس صادرا عن غيرة وطنية، فالعقل الإخواني لا يؤمن بالوطن والحدود القطرية، وإذا كان الأمر كذلك، فما سبب هذا الغضب العاصف الذي أبدته الجماعة؟ الأمر باختصار شديد فتش عن مصلحة الجماعة، فحيث تكون مصلحتها تكون المبادئ والقيم، والدليل على أن الأمر لا علاقة له بالوطنية أن صفحة حزب الحرية والعدالة في الفيس بوك كتبت في نوفمبر 2015 تتحدث أن في البحر الأحمر جزيرتين سعوديتين (تيران) و(صنافير)، والمفترض على السعودية حمايتهما بدلا من هجوم طائراتها على اليمن! فما عَدَا مما بَدَا؟!، أتميميّا مرة وقيسيّا أخرى؟!.
كل الحكاية أن بين الجماعة والسلطة الحاكمة في مصر عداء مستحكما – ولا اعتراض على هذا فالأمر يخصهم، ويخص بلدهم – وعليه فسياسة الجماعة أن كل أمر تقوم به السلطة هناك يجب شجبه مهما كان، وخاصة ما يحرك الجماهير كمثل قضية الجزر، قارن هذه المعارضة التي تحكمها مصلحة الجماعة دون التقيد بأي مبدأ بموقف المعارضة الناضجة للمثقف المصري د.عمرو حمزاوي الذي عبّر عن موقفه بقوله «توجيه الاتهام بالتنازل عن الأرض دون استناد إلى فهم لتاريخ، ووضعية صنافير وتيران، ليس من الموضوعية في شيء، ولا من المعارضة في شيء، أسجل ذلك من موقع التمييز بين نهج المزايدين وبين رفضي للسلطوية الحاكمة، ولسياساتها الفاشلة، ومطالبتي بمحاسبتها على المظالم والانتهاكات، كانت شائعات التنازل عن حلايب وشلاتين وقت الرئيس السابق محمد مرسي ظالمة، وادعاءات التنازل عن السيادة المصرية على صنافير وتيران - أيضا - ظالمة».
نبدأ بالجواب عن السؤال الثاني، فالقارئ لفكر الجماعة وتنظيرها السياسي وتعليقها على الأحداث يجد أن فكرة (الوطنية) ليست في قاموس فكر الجماعة، فالجماعة تتبنى طرحا أمميّا يهدف إلى إحياء الخلافة الإسلامية التي تحكم العالم الإسلامي كله، وفي سبيل هذا الهدف، وتنفيذا لهذه الفكرة، تبنت فتح فروع لها في غالب الأقطار العربية، فالجماعة تنظيم عابر للحدود التي يرى أن الاستعمار هو من وضعها، وعلى الأمة تحطيم هذه الحدود والوحدة تحت راية الخلافة الإسلامية الجامعة، وهذه الفكرة والهدف يعد من أبجديات فكر تنظيم الإخوان، وهو معلن في كتبهم وتنظيراتهم، ويلخص تلك الفكرة مقولة سيد قطب «جنسية المسلم عقيدته»، وقد أبان عنها بوضوح مهدي عاكف مرشد الجماعة السابق، ففي مقابلة أجرتها روز اليوسف في عام 2006 معه، سأله الصحفي سعيد شعيب «هل ترضى لمصر بحاكم مسلم غير مصري أم مسيحي مصري؟»، فأجاب مهدي قائلا «إنه يقبل بحاكم مسلم لمصر، ولو كان ماليزيا»، وحينما استغرب الصحفي، فكيف يرضى بمثل هذا لمصر، قال قولته الشهيرة «طز في مصر، واللي في مصر، واللي جابوا مصر»، فمهدي عاكف منسجم تماما مع فكر الجماعة الأممي العابر للحدود غير المعترف بفكرة الأوطان القطرية الذي يرى أن الحدود بين الدول الإسلامية وضعها المستعمر، قارن هذه الفكرة الأممية التي تعد من أصول الفكر الإخواني بالشجب والاستنكار في بيان الإخوان الأخير عن ترسيم الحدود المائية مع السعودية، فقد جاء بيانهم قاسيا في أسلوبه، وحادا في عباراته، ينضح بالغيرة على الوطن القطري بسبب أنه ستُقتَطع منه جزيرتان صغيرتان هما في الأصل ليستا منه، وعلى فرض أنهما منه فهما ستذهبان لقطر إسلامي وعربي الذي هو في عرف الجماعة وأدبياتها جزء من الوطن الإسلامي الذي تهدف إلى توحيده تحت راية واحدة، ومؤدى هذا كله أن هذا الغضب ليس صادرا عن غيرة وطنية، فالعقل الإخواني لا يؤمن بالوطن والحدود القطرية، وإذا كان الأمر كذلك، فما سبب هذا الغضب العاصف الذي أبدته الجماعة؟ الأمر باختصار شديد فتش عن مصلحة الجماعة، فحيث تكون مصلحتها تكون المبادئ والقيم، والدليل على أن الأمر لا علاقة له بالوطنية أن صفحة حزب الحرية والعدالة في الفيس بوك كتبت في نوفمبر 2015 تتحدث أن في البحر الأحمر جزيرتين سعوديتين (تيران) و(صنافير)، والمفترض على السعودية حمايتهما بدلا من هجوم طائراتها على اليمن! فما عَدَا مما بَدَا؟!، أتميميّا مرة وقيسيّا أخرى؟!.
كل الحكاية أن بين الجماعة والسلطة الحاكمة في مصر عداء مستحكما – ولا اعتراض على هذا فالأمر يخصهم، ويخص بلدهم – وعليه فسياسة الجماعة أن كل أمر تقوم به السلطة هناك يجب شجبه مهما كان، وخاصة ما يحرك الجماهير كمثل قضية الجزر، قارن هذه المعارضة التي تحكمها مصلحة الجماعة دون التقيد بأي مبدأ بموقف المعارضة الناضجة للمثقف المصري د.عمرو حمزاوي الذي عبّر عن موقفه بقوله «توجيه الاتهام بالتنازل عن الأرض دون استناد إلى فهم لتاريخ، ووضعية صنافير وتيران، ليس من الموضوعية في شيء، ولا من المعارضة في شيء، أسجل ذلك من موقع التمييز بين نهج المزايدين وبين رفضي للسلطوية الحاكمة، ولسياساتها الفاشلة، ومطالبتي بمحاسبتها على المظالم والانتهاكات، كانت شائعات التنازل عن حلايب وشلاتين وقت الرئيس السابق محمد مرسي ظالمة، وادعاءات التنازل عن السيادة المصرية على صنافير وتيران - أيضا - ظالمة».