زيارة ملك الحزم .. أنعشت الذاكرة المصرية وشيدت جسر المحبة
السوق
السوق
الاثنين - 11 أبريل 2016
Mon - 11 Apr 2016
فوجئ البعض من المتابعين بقوة الذاكرة المصرية التي استلهمت من عبق التاريخ عبيرا ألهمَ الملايين المصريةِ شذى عاطفةٍ فواحةٍ ارتبطت بعلاقات المصير بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، تلك العلاقات التي بقيت منذ تأسيس الملك عبدالعزيز يرحمه الله للمملكة وتوحيدها، بقيت أقل العلاقات العربية عرضة للاهتزاز في مرات قليلة، دون أن تصل إلى بوادر القطيعة. رغم اختلاف وجهات النظر في بعض الأمور والتوجهات، ولكنها بقيت مثل فرعين مثمرين في شجرة راسخة الجذور، فرع يمتد يمينا وآخر يتجه إلى اليسار.. ولكنهما في النهاية موصولان بجذعٍ ثابت يُسقى من ماءٍ واحد ويزهر تحت شمس واحدة. لقد كان وسيظل ما يربط المملكة ومصر أكبر مما يفرقهما، فالدين واللغة والمصاهرة، والنسب والتاريخ المشترك أعمق وأقوى من بوادر خلافات عارضة أو اختلافات عابرة.
نعم لقد أطلقَ المصريون لذاكرتهم العنان، وهم يستقبلون خادم الحرمين الشريفين الملك المفدّى سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله، في زيارته الرسمية الأولى لمصر منذ أن تولى سدّة الحكم، لم ينس المصريون وقفته الشجاعة هو وأشقاؤه إبّان العدوان الثلاثي على مصر 1956، حين خلع الزي المدني وارتدى ثياب الجندية دفاعا عن مصر وشعبها، ولم ينس المصريون موقف المملكة ضد هذا العدوان حين سارعت قيادتها في قطع العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا وفرنسا اللتين ساندتا إسرائيل في ذلك العدوان. ولم ينس المصريون وقفة الملك فيصل يرحمه الله، في التحضير لحرب رمضان المجيدة وموقفه وقت العبور واستخدامه لسلاح البترول، الذي شلّ الولايات المتحدة وهزّ الغرب بأسره. وعادت إلى الإصدارات والشاشات المصرية صورُ اللقاءات المتتابعة لأبنائه البررة سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله رحمهم الله جميعا مع القيادات المصرية المتوالية، الرؤساء محمد نجيب وجمال عبدالناصر وأنور السادات رحمهم الله، ثم الرئيس مبارك. حتى جاء اليوم الملك سلمان بن عبدالعزيز ليواصل سلسلة الوفاء الذي يطوق دائما عنق العلاقة ويزيد عمقها رسوخا وثباتا.
وبحكم تواجدي الدائم وارتباطي المتصل بمصر قيادة وشعبا، فأنا أعرف حجم الفرحة التي عمّت الأوساط المصرية، لا سيما تلك التي أخالطها عن قرب وأتبادل معها البوح والتصريح، وهم أفرادٌ وشخصياتٌ مختلفةٌ في الثقافة والفكر، ومتوزعة بين ميسور ومستور، ومتنوعة في الميول والمشارب، ولكنني وجدتها جميعا متفقة في الفرح والاستبشار بهذه الزيارة، مجمعين على أنها لا تماثلها زيارة أخرى سابقة أو لاحقة لأي زعيم آخر غير ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز.. بعدما أصبح معروفا للجميع أن اللقاءات السعودية – المصرية دائما، وعلى مستوى الزعماء بصفة خاصة، لا يعقبها أو يواكبها أو يسبقها إلا الخير والتفاؤل.
لقد قلت كلاما بهذا المعنى نُشر في صحيفة الأخبار المصرية قبل ساعات من وصول خادم الحرمين وقبل أن يرشُح شيء عن اتفاقات ومفاجآت هذه الزيارة الميمونة، ليس استباقا ولكن توقعا.. لإدراكي الحقيقي لمعنى الشراكة الاستراتيجية والتاريخية بين البلدين، وللحجم الحقيقي للحب المتبادل بين الشعبين، مع علمي المسبق بالحب العميق الذي يكنه خادم الحرمين لمصر الكنانة، وهو حبٌ نابعٌ من فكرهِ وثقافتهِ الشخصية، لأنه يحفظه الله قد نهل من ثقافة مصر وكان برفقته الكريمة منذ القدم الكثير من مفكري مصر ومثقفيها، هذا إلى جانب امتثاله لحديثِ المصطفى عليه الصلاة والسلام: (استوصوا بأهلَ مصر خيرا فإن لهم ذمة وصهرا)، ثم وفائه يحفظه الله، لوصية أبيه الملك المؤسس عبدالعزيز يرحمه الله.. والذي كان يقول لأبنائه البررَة موصيا بمصر.. «إن مصر والمملكة هما جناحا هذه الأمة، لا تعلو ولا ترتفع إلا بهما بإذن الله».
وها هي الأحداث بعد عشرات السنين، تؤكدُ صدقَ هذه المقولة فلم يتبق للأمة الجريحة في العراق وسوريا التي داهمتها المؤامرات والفتن في لبنان واليمن، لم يتبق للأمة سوى المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية.. ليمثّلا بعد الله، الأملَ في الحفاظِ على هذه الأمة، وفي إفشالِ المخطط الكبير للفوضى الخلاقة والوقوف حائلا دون تقسيم المُقسَّم وتجزئة المجزّأ. فكانت مصر والسعودية فاعلتين في التحالف العربي، وكانتا متواجدتين بقوة في التحالف الإسلامي، عندما قررت المملكة أن خير من يدافع عن الإسلام هم أهله، وأن التوحد والانضمام إلى قوة رادعة كبيرة، هي الدرع بعون الله في الحفاظ على هيبة الدين وكرامة الأمة.
وإمعانا في التآمر واستمرارا في إثارة الفتنة.. انطلق أعداءُ الأمّة يطلقون الإشاعات والأقاويل عن حدوث شرخٍ في علاقةِ العملاقين، ووجود اختلافات في رؤى البلدين، وبروز تصدعٍ بين الزعيمين، السيسي وخادم الحرمين الشريفين.. وجاء الرد صادما وحاسما لهذه الأحلام المريضة وهذه الأوهام السقيمة.
فلم يكن أحد يحتاج إلى أكثر من نظرة عينٍ مجرّدةٍ يلقيها على قسمات الرجلين حين تلاقيا، وعلى أساريرهما وهي تنفرج بشرا وسعادة وهما يتعانقان، فلن تخطئ العين المبصرة حجم الحب الذي يجمعهما وحجم الآمال التي توحدهما، وحجم ما يستشعرانه من مسؤوليات ملقاةٍ على عاتقهما، وعيون الأمة كلها عربية ومسلمة تعلق عليهما بعد الله كل ما تختزن في صدرها من آمال وكل ما يرقدُ في أحداقها من أحلام.
وانطلقت مع البدء كل البشائر متمثلة في حجم الاتفاقات الموقعة بين الجانبين، وفي مقدمتهما صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز والذي سبق تحضيره وتدبيره لهذه الزيارة، بعددٍ من الزياراتِ واللقاءات، مهيئا لحصادٍ يثلج الصدور نجاحا وفلاحا، ورئيس الوزراء المصري الذي هيأ إدارته ومجلسه بالكامل ليواكب هذا الحدث الكبير الذي سيعّم خيره كل النواحي والمناحي في مصر العروبة والإسلام. فكان جسر الملك سلمان أول رابط في التاريخ يربط بين القارتين الأعظم في الدنيا آسيا وأفريقيا، وكانت جامعة الملك سلمان في قلب سيناء لتكون السلاح الحقيقي في محاربة الإرهاب والتطرف بعد أن تصل إليها يد العمران والعلم، والتي جافتها طويلا.
وتوالت اتفاقات الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين وعقود العمل والأمل عبر شركات القطاع الخاص بمليارات الدولارات، ووصل التنسيق بين الجانبين في قطاع الأعمال ذروته.. بعدما أمر خادم الحرمين الشريفين رجال الأعمال السعوديين بزيادة استثماراتهم في مصر، مؤكدا لهم أن السعودية ومصر بلدٌ واحد، وحقيقة فقد أصبحا كذلك بعد أن يمتد جسر الحب بينهما، لاغيا حواجز البحر الأحمر. وكانت الزيارة التاريخية لملك الحزم والعزم إلى مجلس النواب المصري، وزيارته إلى الأزهر الشريف ومتابعته لعملية ترميمه ليبقى مواصلا دوره التنويري الوسطي في العالم والمنطقة.
ثم جاء لقاء خادم الحرمين الشريفين بقداسة البابا، رسالة للعالم كله أن الإسلام دينٌ لا يرفض الآخر بل يتكامل معه في حوار حضاري من أجل خير البشرية جمعاء.
فشكرا لخادم الحرمين الشريفين، وشكرا لفخامة أخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي، وشكرا للمعاونين الأوفياء الذين سرّعوا منظومة الحلم العربي الكبير ليقف شامخا في وجه المؤامرات والمتآمرين.. والحمد لله رب العالمين.
نعم لقد أطلقَ المصريون لذاكرتهم العنان، وهم يستقبلون خادم الحرمين الشريفين الملك المفدّى سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله، في زيارته الرسمية الأولى لمصر منذ أن تولى سدّة الحكم، لم ينس المصريون وقفته الشجاعة هو وأشقاؤه إبّان العدوان الثلاثي على مصر 1956، حين خلع الزي المدني وارتدى ثياب الجندية دفاعا عن مصر وشعبها، ولم ينس المصريون موقف المملكة ضد هذا العدوان حين سارعت قيادتها في قطع العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا وفرنسا اللتين ساندتا إسرائيل في ذلك العدوان. ولم ينس المصريون وقفة الملك فيصل يرحمه الله، في التحضير لحرب رمضان المجيدة وموقفه وقت العبور واستخدامه لسلاح البترول، الذي شلّ الولايات المتحدة وهزّ الغرب بأسره. وعادت إلى الإصدارات والشاشات المصرية صورُ اللقاءات المتتابعة لأبنائه البررة سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله رحمهم الله جميعا مع القيادات المصرية المتوالية، الرؤساء محمد نجيب وجمال عبدالناصر وأنور السادات رحمهم الله، ثم الرئيس مبارك. حتى جاء اليوم الملك سلمان بن عبدالعزيز ليواصل سلسلة الوفاء الذي يطوق دائما عنق العلاقة ويزيد عمقها رسوخا وثباتا.
وبحكم تواجدي الدائم وارتباطي المتصل بمصر قيادة وشعبا، فأنا أعرف حجم الفرحة التي عمّت الأوساط المصرية، لا سيما تلك التي أخالطها عن قرب وأتبادل معها البوح والتصريح، وهم أفرادٌ وشخصياتٌ مختلفةٌ في الثقافة والفكر، ومتوزعة بين ميسور ومستور، ومتنوعة في الميول والمشارب، ولكنني وجدتها جميعا متفقة في الفرح والاستبشار بهذه الزيارة، مجمعين على أنها لا تماثلها زيارة أخرى سابقة أو لاحقة لأي زعيم آخر غير ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز.. بعدما أصبح معروفا للجميع أن اللقاءات السعودية – المصرية دائما، وعلى مستوى الزعماء بصفة خاصة، لا يعقبها أو يواكبها أو يسبقها إلا الخير والتفاؤل.
لقد قلت كلاما بهذا المعنى نُشر في صحيفة الأخبار المصرية قبل ساعات من وصول خادم الحرمين وقبل أن يرشُح شيء عن اتفاقات ومفاجآت هذه الزيارة الميمونة، ليس استباقا ولكن توقعا.. لإدراكي الحقيقي لمعنى الشراكة الاستراتيجية والتاريخية بين البلدين، وللحجم الحقيقي للحب المتبادل بين الشعبين، مع علمي المسبق بالحب العميق الذي يكنه خادم الحرمين لمصر الكنانة، وهو حبٌ نابعٌ من فكرهِ وثقافتهِ الشخصية، لأنه يحفظه الله قد نهل من ثقافة مصر وكان برفقته الكريمة منذ القدم الكثير من مفكري مصر ومثقفيها، هذا إلى جانب امتثاله لحديثِ المصطفى عليه الصلاة والسلام: (استوصوا بأهلَ مصر خيرا فإن لهم ذمة وصهرا)، ثم وفائه يحفظه الله، لوصية أبيه الملك المؤسس عبدالعزيز يرحمه الله.. والذي كان يقول لأبنائه البررَة موصيا بمصر.. «إن مصر والمملكة هما جناحا هذه الأمة، لا تعلو ولا ترتفع إلا بهما بإذن الله».
وها هي الأحداث بعد عشرات السنين، تؤكدُ صدقَ هذه المقولة فلم يتبق للأمة الجريحة في العراق وسوريا التي داهمتها المؤامرات والفتن في لبنان واليمن، لم يتبق للأمة سوى المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية.. ليمثّلا بعد الله، الأملَ في الحفاظِ على هذه الأمة، وفي إفشالِ المخطط الكبير للفوضى الخلاقة والوقوف حائلا دون تقسيم المُقسَّم وتجزئة المجزّأ. فكانت مصر والسعودية فاعلتين في التحالف العربي، وكانتا متواجدتين بقوة في التحالف الإسلامي، عندما قررت المملكة أن خير من يدافع عن الإسلام هم أهله، وأن التوحد والانضمام إلى قوة رادعة كبيرة، هي الدرع بعون الله في الحفاظ على هيبة الدين وكرامة الأمة.
وإمعانا في التآمر واستمرارا في إثارة الفتنة.. انطلق أعداءُ الأمّة يطلقون الإشاعات والأقاويل عن حدوث شرخٍ في علاقةِ العملاقين، ووجود اختلافات في رؤى البلدين، وبروز تصدعٍ بين الزعيمين، السيسي وخادم الحرمين الشريفين.. وجاء الرد صادما وحاسما لهذه الأحلام المريضة وهذه الأوهام السقيمة.
فلم يكن أحد يحتاج إلى أكثر من نظرة عينٍ مجرّدةٍ يلقيها على قسمات الرجلين حين تلاقيا، وعلى أساريرهما وهي تنفرج بشرا وسعادة وهما يتعانقان، فلن تخطئ العين المبصرة حجم الحب الذي يجمعهما وحجم الآمال التي توحدهما، وحجم ما يستشعرانه من مسؤوليات ملقاةٍ على عاتقهما، وعيون الأمة كلها عربية ومسلمة تعلق عليهما بعد الله كل ما تختزن في صدرها من آمال وكل ما يرقدُ في أحداقها من أحلام.
وانطلقت مع البدء كل البشائر متمثلة في حجم الاتفاقات الموقعة بين الجانبين، وفي مقدمتهما صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز والذي سبق تحضيره وتدبيره لهذه الزيارة، بعددٍ من الزياراتِ واللقاءات، مهيئا لحصادٍ يثلج الصدور نجاحا وفلاحا، ورئيس الوزراء المصري الذي هيأ إدارته ومجلسه بالكامل ليواكب هذا الحدث الكبير الذي سيعّم خيره كل النواحي والمناحي في مصر العروبة والإسلام. فكان جسر الملك سلمان أول رابط في التاريخ يربط بين القارتين الأعظم في الدنيا آسيا وأفريقيا، وكانت جامعة الملك سلمان في قلب سيناء لتكون السلاح الحقيقي في محاربة الإرهاب والتطرف بعد أن تصل إليها يد العمران والعلم، والتي جافتها طويلا.
وتوالت اتفاقات الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين وعقود العمل والأمل عبر شركات القطاع الخاص بمليارات الدولارات، ووصل التنسيق بين الجانبين في قطاع الأعمال ذروته.. بعدما أمر خادم الحرمين الشريفين رجال الأعمال السعوديين بزيادة استثماراتهم في مصر، مؤكدا لهم أن السعودية ومصر بلدٌ واحد، وحقيقة فقد أصبحا كذلك بعد أن يمتد جسر الحب بينهما، لاغيا حواجز البحر الأحمر. وكانت الزيارة التاريخية لملك الحزم والعزم إلى مجلس النواب المصري، وزيارته إلى الأزهر الشريف ومتابعته لعملية ترميمه ليبقى مواصلا دوره التنويري الوسطي في العالم والمنطقة.
ثم جاء لقاء خادم الحرمين الشريفين بقداسة البابا، رسالة للعالم كله أن الإسلام دينٌ لا يرفض الآخر بل يتكامل معه في حوار حضاري من أجل خير البشرية جمعاء.
فشكرا لخادم الحرمين الشريفين، وشكرا لفخامة أخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي، وشكرا للمعاونين الأوفياء الذين سرّعوا منظومة الحلم العربي الكبير ليقف شامخا في وجه المؤامرات والمتآمرين.. والحمد لله رب العالمين.