أمين هيئة تطوير مكة: لن تبقى عشوائيات قرب الحرم

الاثنين - 11 أبريل 2016

Mon - 11 Apr 2016

قطع أمين عام هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة الدكتور هشام الفالح بعدم بقاء العشوائيات المجاورة للمسجد الحرام، مؤكدا عقب تفقده أمس المناطق العشوائية في نطاق مشروع الكدوة التطويري أن الدولة تولي تطوير العشوائيات اهتماما كبيرا، حيث شكلت لجان للتطوير بمختلف المناطق بما فيها مكة المكرمة بشكل خاص.

وألمح إلى أن الهيئة تعمل على تطوير المناطق العشوائية وحققت إنجازات، ولا يزال الطموح كبيرا، مشددا على أن توجيهات مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة خالد الفيصل، تؤكد على سرعة إنجاز ما يمكن إنجازه لتطوير العشوائيات.

منطقة جاذبة

واستطرد الفالح بقوله «وجدت خلال جولتي على منطقة الكدوة أنها ستكون من المناطق الأكثر جاذبية للسكان والمعتمرين والحجاج بعد انتهاء المشروع، فالهيئة تعكف على إنجاز هذا الملف بشكل عاجل، ومنحه الأولوية ليسهم في تطوير مكة المكرمة، من خلال التطوير النوعي للعشوائيات».

وأضاف «ما شهدناه من عشوائيات خلال الجولة مع الملاك لن نرضى ببقائها وهي القريبة من الحرم المكي، والتي دشن أمير المنطقة في وقت سابق مشروع تطويرها وأعطى إشارة البدء في تطويرها، كما اطلعت على المخطط المصمم لتطوير منطقة الكدوة، وهناك لجان للتقييم وترقيم العقارات والخدمات الأخرى كالمدارس وغيرها من المرافق الحكومية، ولكن نحتاج إلى وتيرة أسرع في تطوير هذه المناطق العشوائية خاصة أن هناك دعما من الحكومة».

وزاد أن الهيئة أخذت المبادرة في تطوير المناطق العشوائية، حيث توجد فرص كثيرة للمستثمرين من خلال هذه المناطق القريبة من الحرم المكي، ولا أعتقد أن أجد مناطق أكثر جاذبية للاستثمار في العالم بشكل عام كما في مكان المناطق العشوائية بمكة.

الاستثمار الأمثل

وأردف بالقول «يجتمع في مكة ليس الاستثمار الاقتصادي وحده وإنما أيضا الاستثمار فيما قد يناله المسلم من الأجر والمثوبة في المشاركة بمثل هذه المشاريع النوعية لينال بذلك الحسنيين من خلال المردود الاقتصادي الكبير للمشاريع بتوفير مساكن اقتصادية للحجاج والمعتمرين والزوار، وما شاهدناه من عشوائيات لا يرضي أي مسلم ناهيك عن أن يكون مسؤولا في مكة المكرمة ولن نرضى ببقائها».

وأشار الفالح إلى أن الهيئة ستسارع في الاجتماع بملاك هذا المشروع للبدء في التنفيذ الفعلي والعمل الجاد في تطوير المنطقة التي سنفاخر بها أمام العالم، وذلك لقربها من الحرم المكي، مبينا أن مشروع تطوير العشوائيات يقابله عمل متوازن في تأمين بدائل إسكانية لسكان العقارات ضمن المناطق الخاضعة للتطوير، وذلك من خلال اللجان التي توفر المردود المادي الذي يسمح أيضا بشراء وتأمين مساكن أخرى بعد تثمين عقارات الملاك المنزوعة التي شملها التطوير، وهناك بدائل تمنح لمن يسكن هذه العشوائيات، وذلك من ناحية الاستثمار من خلال دخولهم بقيمة عقاراتهم في المشروع كمساهمين، بما يضمن عدم نشوء عشوائيات جديدة في مكة.

شركاء التنمية

وقال إن الزيارة لهذه المنطقة جاءت من خلال توجيهات مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس الهيئة أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل، ومن مجلس الهيئة الذي عقد أخيرا، حيث وجه أمانة الهيئة بالعمل الفوري والجاد لإنهاء كل ما يتعلق بهذه المنطقة لدى شركاء التنمية أو الملاك وأي معوقات أو آليات غير واضحة فالهيئة تحرص على إنهائها فورا ولهذا أنشئ مركز الشراكة مع القطاع الخاص ومهمته تذليل العقبات، ونسعى لإزالة العراقيل التي تواجه المستثمرين، والانتهاء منها بشكل جاد وفوري، لتحفيز المستثمرين على المشاركة والمساهمة في تطوير العشوائيات.

وأوضح أن تنفيذ الزيارات الميدانية على أرض الواقع مهم في هذه المرحلة، معربا عن شكره لملاك منطقة الكدوة الذين بادروا بترتيب هذه الجولة، حيث يعمل الجميع كفريق واحد لتحقيق النجاح المأمول.

وألمح إلى أن القطاع الخاص شريك أساس وأن منطقة الكدوة أصبحت الآن من المبادرات الأساسية التي تعمل عليها الهيئة ضمن مشروع متكامل لتطوير المناطق العشوائية، وأن الهيئة من صلاحياتها ومهامها المنصوص عليها الإشراف على المناطق التطويرية بمكة المكرمة لتؤدي دروها عبر المبادرة والمشاركة وتذليل العقبات مع الشركاء المطورين والجهات الحكومية والقطاع الخاص، وكما صرح أمير المنطقة فإن الهيئة مظلة ومنصة لجميع الأعمال التطويرية في مكة المكرمة أو المشاعر المقدسة.

وأكد أن الهيئة تحرص على التعاون مع الجميع لتذليل كل العقبات والمعوقات، لافتا إلى أنه أخذ في الاعتبار عقد ورشة عمل داخلية في الهيئة لدراسة ما يمكن تنفيذه، وستبدأ بالخطوات الفعلية في المشروع من اعتماد المخطط بعد إدخال بعض التعديل.

دقة التنفيذ

من جهته ذكر رئيس مجلس الملاك علي داود أن جولة أمين عام هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة تأتي للوقوف ميدانيا على المناطق التي سيتم تطويرها بعدما اطلع عليها مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل في حفل تدشين المشروع التطويري لمنطقة الكدوة والذي كان داعما وحافزا لكثير من ملاك العقارات الذين استمعوا لتوجيهاته السديدة بضرورة الدقة في التنفيذ والجودة في الأداء بسرعة مدروسة وخطى ملموسة لتطوير المنطقة بشكل حضاري يتواكب مع مكانة وقدسية مكة المكرمة.

وأضاف أن المشروع أخضع لكل مراحل التطوير وأصبح 65 % من العقارات فيه للملاك مع ترك نسبة للراغبين منهم في المساهمة، وأنجزت الدراسات الفنية والبنى التحتية، والتعاقد مع شركات متخصصة لإعداد الجدوى الاقتصادية للمشروع، وإعداد الدراسات المرورية لتأمين أعلى مقاييس الانسياب في الحركة.

وأشار إلى أن رأس المال بطبيعته جبان ويحتاج إلى محفزات وإزالة جميع العوائق حتى يستمر العمل في المشروع دون تأخير والاستفادة من رأس المال، لافتا إلى أن الإسراع في الإجراءات التحفيزية سيزيد من عددهم وبالتالي سيكون موضوع التنمية وتطوير المنطقة أسرع وأشمل.