ذبول الخطاب الحزبي الشوفيني والسياسي
السبت - 09 أبريل 2016
Sat - 09 Apr 2016
حينما نعود إلى دراسة الأزمة الثقافية الممزقة في الفترة الراهنة والتي تلقي بظلالها على سلطة الأمن الفكري في المقام الأول فإنه يمكن الاستنتاج أن تمزق الهوية الثقافية الحاصل أدى بالضرورة إلى زعزعة واستقرار الأمن في الأماكن الممزقة ثقافيا، والتي عمد فيها إلى ترقيع الجلباب الثقافي الممزق بخرق بالية من الأيديولوجيات والأفكار التي مهدت لحدوث الانقسام في المجتمع ومن ثم ظهور الاضطراب الأمني والإخلال ببنية الدول القائم فيها ذلك الشق العميق من التخلف الثقافي الفكري.
يمكن في الصورة المفردة اعتبار أن أخلاق المرء انعكاس حقيقي لثقافته وكذلك أيضا نجد أنه يمكننا القول بصورة شمولية أوسع إن تتشتت الفكر الثقافي العربي الراهن ليس إلا انعكاسا عن تمزق الفكر السياسي من خلال العديد من المؤثرات والتوجهات والاختراقات التي عُمد إلى تنشئتها خلال عقود زمنية بأكملها وأخذت مرحلتها الزمنية بدورتها الكاملة حتى تم تشرب أسباب التمزق الفكري بقناعة ومن ثم تخلف الشعوب وعجزها عن فرض إرادتها وما تمليه عليها أسباب قوتها واستقراراها. بعدما كانت عاصفة الربيع العربي بثوراتها التي هدمت البلدان التي تمكنت منها والتي وصلت إلى قمتها في 2011 نتاجا حقيقيا لمعاناة الفكر العربي وتمزقه وتشرذمه وتمكن الاختراق الفكري منه من خلال جانب الإسلام السياسي. ولا يمكن القول بأن المعاناة الفكرية انتهت برغم الكوارث المهولة لنتاج التخلف الفكري فلا يزال عمق الجرح الثقافي الشاهد على الأزمة الذي يمكن قياسه في مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال المشاركات السكانية للدول العربية المأزومة حاليا على الجانب الثقافي والأمني على حد سواء.
يمكن الاستنتاج من ذلك بأن البادرة الأولى لحدوث التمزق الثقافي وضياع الهوية الفكرية تأتي من بدء الظهور العلني لممارسة الإرهاب الفكري في العلن عبر جرأة إقصائية الرأي والسعي إلى هيمنة الرأي الأحادي فيصبح من الطبيعي منع الفئات المختلفة من الإدلاء بآرائها ورفض مناقشتها وفرض الرأي بالقوة وليس بالإقناع العلمي.
هذا الإخلال بالوحدة الثقافية يلقي بإرهاصاته على الانتماء الوطني في المجتمعات التي تنعم بالأمن أيضا وتعاني من الاختلال في البنية الفكرية والثقافية، يبدو الأمر جليا من خلال إنشاء تحزبات شوفينية ضيقة المدى في مبالغتها الوطنية وإلغائها للمعارضين لها في التوجه الفكري، وبالتالي هيمن السياسي والحزبي على الثقافي، وهذا ما يتلوها تباعا الحاجة الجديدة لعودة التوحد الثقافي بعدما أصبحت ظاهرة التمزق والتشرذم الفكري مرحلة ضرورية لا بد من المرور بها من أجل خلق بداية جديدة لملامح فكر عربي ناضج.
يمكن في الصورة المفردة اعتبار أن أخلاق المرء انعكاس حقيقي لثقافته وكذلك أيضا نجد أنه يمكننا القول بصورة شمولية أوسع إن تتشتت الفكر الثقافي العربي الراهن ليس إلا انعكاسا عن تمزق الفكر السياسي من خلال العديد من المؤثرات والتوجهات والاختراقات التي عُمد إلى تنشئتها خلال عقود زمنية بأكملها وأخذت مرحلتها الزمنية بدورتها الكاملة حتى تم تشرب أسباب التمزق الفكري بقناعة ومن ثم تخلف الشعوب وعجزها عن فرض إرادتها وما تمليه عليها أسباب قوتها واستقراراها. بعدما كانت عاصفة الربيع العربي بثوراتها التي هدمت البلدان التي تمكنت منها والتي وصلت إلى قمتها في 2011 نتاجا حقيقيا لمعاناة الفكر العربي وتمزقه وتشرذمه وتمكن الاختراق الفكري منه من خلال جانب الإسلام السياسي. ولا يمكن القول بأن المعاناة الفكرية انتهت برغم الكوارث المهولة لنتاج التخلف الفكري فلا يزال عمق الجرح الثقافي الشاهد على الأزمة الذي يمكن قياسه في مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال المشاركات السكانية للدول العربية المأزومة حاليا على الجانب الثقافي والأمني على حد سواء.
يمكن الاستنتاج من ذلك بأن البادرة الأولى لحدوث التمزق الثقافي وضياع الهوية الفكرية تأتي من بدء الظهور العلني لممارسة الإرهاب الفكري في العلن عبر جرأة إقصائية الرأي والسعي إلى هيمنة الرأي الأحادي فيصبح من الطبيعي منع الفئات المختلفة من الإدلاء بآرائها ورفض مناقشتها وفرض الرأي بالقوة وليس بالإقناع العلمي.
هذا الإخلال بالوحدة الثقافية يلقي بإرهاصاته على الانتماء الوطني في المجتمعات التي تنعم بالأمن أيضا وتعاني من الاختلال في البنية الفكرية والثقافية، يبدو الأمر جليا من خلال إنشاء تحزبات شوفينية ضيقة المدى في مبالغتها الوطنية وإلغائها للمعارضين لها في التوجه الفكري، وبالتالي هيمن السياسي والحزبي على الثقافي، وهذا ما يتلوها تباعا الحاجة الجديدة لعودة التوحد الثقافي بعدما أصبحت ظاهرة التمزق والتشرذم الفكري مرحلة ضرورية لا بد من المرور بها من أجل خلق بداية جديدة لملامح فكر عربي ناضج.