ماذا لو كنت على كوكب مارس؟
دبس الرمان
دبس الرمان
الجمعة - 08 أبريل 2016
Fri - 08 Apr 2016
تبدو الحياة أحيانا غامقة ولا أغمق. فعلا لا شيء يبدو أنه يسير كما يجب.
وكل الأشياء تسير في اتجاهات متضاربة وكأنها فقط تعاكسك أنت لمجرد أنك أنت.
وكلما حاولت شيئا لا يبدو أنه حقا ما يجب أن يكون.
وأنت تتساءل: (ما الذي فعلته لأستحق هذا؟)، والأهم تلك الطموحات والأحلام الجميلة التي تكسرت بداخلك، فلم يعد بعدها للحياة معنى ولم يعد بها ما يستحق المحاولة.
(ذا مارتن) هو اسم لفيلم أمريكي يتحدث عن (مارك واتني) الذي استيقظ من غيبوبته التي تسبب بها اصطدام أحد المعدات به خلال عاصفة رملية والتي أدت إلى اعتقاد زملائه أنه مات فرحلو بدونه ليستيقظ (مارتن) فيجد نفسه مصابا، متألما، والأهم وحيدا على كوكب مارس.
حسنا لا يبدو أن مارك توقف كثيرا لينعى ما حصل له وحظه العاثر الذي ألقى به في كوكب قاحل في مدار ساحق يبعد عن وطنه مئات من السنوات الضوئية، ولا وسيلة حتى للتواصل ليخبرهم أنه حي.
بل فتح إحدى الكاميرات ووقف أمامها وقال بكل عزم: (أنا لن أموت).
اتبع (مارك) سياسة مشكلة واحدة على التوالي، فكل ما عليه هو البقاء على قيد الحياة حتى موعد الرحلة القادمة لناسا بعد أربع سنوات.
كان كل شيء يسير على ما يرام حتى حصل انفجار أدى لتلف النباتات التي توفر غذاءه! حسنا على مارك الآن أن يختار ما بين البقاء على كوكب مارس والموت وحيدا ببطء وهدوء، أو الانطلاق في مغامرة مميتة نحو النجاة، ليقرر بالطبع أن يموت وهو يحاول النجاة، على أن يموت لأنه من الأسهل البقاء.
نعم من الأسهل الانغراق في اليأس والنعي والدعاء على من نظن أنه السبب.
ومن الأصعب أن نجاهد ونقوم حين لا نرغب أن نقوم، ونحاول حين لا نرغب أن نحاول، ونصبر حين نرغب أن نسخط، ونطلب العون ونحن يخنقنا الكبرياء.
نعم من الأصعب أن نواجه المواقف بعزم ونبدأ في تقييم الوضع ونحاسب قبل أي أحد أنفسنا، فتكرار الفشل دلالة على تكرار الخطأ.
لذا انفض عن نفسك هراء اليأس وتذكر قوله تعالى: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها).
ثم واجه سقطاتك، وتذكر أن أول دعاء يونس في بطن الحوت: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين).
ثم تابع الحراك، العمل، المحاولة حتى وإن كنت تشعر بالضيق وكانت الرؤية معتمة والطريق بلا معالم وتذكر قوله تعالى: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين).
وأخيرا تذكر أنه مهما كان وضعك سيئا فعلى الأقل لست مضطرا لمعالجته لوحدك مثل (مارك) على كوكب مارس.
[email protected]
وكل الأشياء تسير في اتجاهات متضاربة وكأنها فقط تعاكسك أنت لمجرد أنك أنت.
وكلما حاولت شيئا لا يبدو أنه حقا ما يجب أن يكون.
وأنت تتساءل: (ما الذي فعلته لأستحق هذا؟)، والأهم تلك الطموحات والأحلام الجميلة التي تكسرت بداخلك، فلم يعد بعدها للحياة معنى ولم يعد بها ما يستحق المحاولة.
(ذا مارتن) هو اسم لفيلم أمريكي يتحدث عن (مارك واتني) الذي استيقظ من غيبوبته التي تسبب بها اصطدام أحد المعدات به خلال عاصفة رملية والتي أدت إلى اعتقاد زملائه أنه مات فرحلو بدونه ليستيقظ (مارتن) فيجد نفسه مصابا، متألما، والأهم وحيدا على كوكب مارس.
حسنا لا يبدو أن مارك توقف كثيرا لينعى ما حصل له وحظه العاثر الذي ألقى به في كوكب قاحل في مدار ساحق يبعد عن وطنه مئات من السنوات الضوئية، ولا وسيلة حتى للتواصل ليخبرهم أنه حي.
بل فتح إحدى الكاميرات ووقف أمامها وقال بكل عزم: (أنا لن أموت).
اتبع (مارك) سياسة مشكلة واحدة على التوالي، فكل ما عليه هو البقاء على قيد الحياة حتى موعد الرحلة القادمة لناسا بعد أربع سنوات.
كان كل شيء يسير على ما يرام حتى حصل انفجار أدى لتلف النباتات التي توفر غذاءه! حسنا على مارك الآن أن يختار ما بين البقاء على كوكب مارس والموت وحيدا ببطء وهدوء، أو الانطلاق في مغامرة مميتة نحو النجاة، ليقرر بالطبع أن يموت وهو يحاول النجاة، على أن يموت لأنه من الأسهل البقاء.
نعم من الأسهل الانغراق في اليأس والنعي والدعاء على من نظن أنه السبب.
ومن الأصعب أن نجاهد ونقوم حين لا نرغب أن نقوم، ونحاول حين لا نرغب أن نحاول، ونصبر حين نرغب أن نسخط، ونطلب العون ونحن يخنقنا الكبرياء.
نعم من الأصعب أن نواجه المواقف بعزم ونبدأ في تقييم الوضع ونحاسب قبل أي أحد أنفسنا، فتكرار الفشل دلالة على تكرار الخطأ.
لذا انفض عن نفسك هراء اليأس وتذكر قوله تعالى: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها).
ثم واجه سقطاتك، وتذكر أن أول دعاء يونس في بطن الحوت: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين).
ثم تابع الحراك، العمل، المحاولة حتى وإن كنت تشعر بالضيق وكانت الرؤية معتمة والطريق بلا معالم وتذكر قوله تعالى: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين).
وأخيرا تذكر أنه مهما كان وضعك سيئا فعلى الأقل لست مضطرا لمعالجته لوحدك مثل (مارك) على كوكب مارس.
[email protected]