" الأرض تتكلم عربي "

الملك: الجسر خطوة تاريخية للربط البري بين القارتين الأفريقية والآسيوية
الملك: الجسر خطوة تاريخية للربط البري بين القارتين الأفريقية والآسيوية

الجمعة - 08 أبريل 2016

Fri - 08 Apr 2016

أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس في القاهرة اتفاق مصر والسعودية على تشييد جسر يربط بين البلدين، في اليوم الثاني من زيارته لمصر.

وجاء إعلان خادم الحرمين في مؤتمر صحفي مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في قصر الاتحادية، حيث تم توقيع اتفاقات تعاون اقتصادية بين البلدين. واقترح السيسي تسمية الجسر باسم الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وسبق أن طرحت فكرة الجسر أكثر من مرة، ومن شأن إقامته زيادة حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين.

وقال الملك سلمان "هذه الخطوة التاريخية متمثلة في الربط البري بين القارتين الأفريقية والآسيوية وتعد نقلة نوعية، إذ ترفع التبادل التجاري بين القارتين لمستويات غير مسبوقة وتدعم صادرات البلدين".

وتابع بأن الجسر "سيشكل منفذا دوليا للمشاريع الواعدة بين البلدين ومعبرا رئيسا للمسافرين من حجاج وسياح بالإضافة إلى فرص العمل التي سيوفرها لأبناء المنطقة".

ويهدف الجسر الذي سبق وطرحت فكرته أكثر من مرة سابقا إلى تذليل عقبات الانتقال البري بين البلدين عبر المرور فوق البحر الأحمر، مما سيزيد من حجم التبادل التجاري والاقتصادي بينهما.

وقبل ذلك كان النقل البري بين البلدين يتم عن طريق الحافلات والسيارات عبر عبارات بحرية بين مينائي نويبع في سيناء وينبع في السعودية أو حتى عبر المرور بالأردن.

وهذا الأمر كان يستغرق وقتا وبذل جهود كبيرة.

ويعمل مئات الألوف من المصريين في السعودية، ويقصدها مئات الألوف منهم لتأدية مناسك العمرة سنويا، وهم من أكثر الشعوب الإسلامية تأدية للعمرة، بحسب تقديرات رسمية.

نص كلمة الملك

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

فخامة الأخ العزيز الرئيس عبدالفتاح السيسي

رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة

أصحاب المعالي والسعادة

الحضور الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسرنا اليوم ونحن نزور أرض الكنانة، بلد التاريخ والحضارة والعلم والثقافة، أن نتقدم بالشكر لفخامتكم وللشعب المصري الشقيق على ما لقيناه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. إن زيارتنا هذه تأتي في إطار سعينا لتعزيز صرح العلاقات التاريخية الوطيدة بين بلدينا الشقيقين، والتي تصب في خدمة شعبي البلدين، وتوثيق عرى التعاون المشترك، وخدمة قضايا أمتنا العربية والإسلامية، ودعم الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

فخامة الأخ الرئيس

لقد حرص الملك المؤسس عبدالعزيز – رحمه الله- على ترسيخ أساس صلب للعلاقات السعودية ـ المصرية. وكانت زيارته إلى مصر عام 1946 هي الزيارة الخارجية الوحيدة التي قام بها طيلة فترة توليه الحكم، مما أكد الأهمية الكبيرة التي كان يوليها ـ رحمه الله، لهذه العلاقة الفريدة والمتميزة. ولقد وقفت السعودية منذ ذلك التاريخ إلى جانب شقيقتها مصر بكل إمكاناتها وفي مختلف الظروف، مما جعل بلدينا حصنا منيعا لأمتنا العربية والإسلامية.

فخامة الأخ الرئيس

أيها الأخوة الكرام

إننا إذ نشيد بما نشهده اليوم من إبرام العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية والتي ستعود بالخير - بحول الله، على بلدينا وشعبينا الشقيقين، نود أن نعبر عن تقديرنا لرئيسي وأعضاء الجانبين في مجلس التنسيق السعودي المصري لما بذلوه من جهود موفقة للارتقاء بمستوى العلاقات في مختلف المجالات، وفقاً لما تم الاتفاق عليه في إعلان القاهرة، وخدمة لمصالح بلدينا وتطلعات شعبينا الشقيقين.

وامتداداً لهذه الجهود المباركة فقد اتفقت مع أخي فخامة الرئيس على إنشاء جسر بري يربط بين بلدينا الشقيقين اللذين يقعان في قلب العالم. إن هذه الخطوة التاريخية، المتمثلة في الربط البري بين القارتين الآسيوية والأفريقية، تعد نقلة نوعية ذات فوائد عظمى، حيث سترفع التبادل التجاري بين القارات إلى مستويات غير مسبوقة، وتدعم صادرات البلدين إلى العالم، كما سيشكل الجسر منفذاً دولياً للمشاريع الواعدة في البلدين، ومعبراً أساسياً للمسافرين من الحجاج ومعتمرين وسياح، إضافة إلى فرص العمل التي سيوفرها الجسر لأبناء المنطقة.

إننا فخورون بما حققناه من إنجازات على كافة الأصعدة والتي جعلتنا نعيش اليوم واقعاً عربياً وإسلامياً جديداً تشكل التحالفات أساسه، فلقد اتحدنا ضد محاولات التدخل في شؤوننا الداخلية، فرفضنا المساس بأمن اليمن واستقراره والانقلاب على الشرعية فيه، وأكدنا تضامننا من خلال تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب شمل 39 دولة هو الأقوى في تاريخ أمتنا الحديث، وبعثنا قبل أيام برسالة إلى العالم عبر رعد الشمال، نعلن فيه قوتنا في توحدنا. وقد كانت مصر وكعادتها من أوائل الدول المشاركة بفاعلية في هذه التحالفات وهذا التضامن الذي دشن لعصر عربي جديد يكفل لأمتنا العربية هيبتها ومكانتها. كما نأمل أن تكلل بالنجاح الجهود المبذولة لإنشاء القوة العربية المشتركة. وختاماً، أدعو الله عز وجل أن يبارك جهودنا، وأن يوفقنا إلى ما فيه خير شعوبنا وأمتنا العربية والإسلامية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نص كلمة السيسي

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي خادم الحرمين الشريفين، جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة.

إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بجلالتكم على أرض الكنانة في هذه الزيارة التاريخية التي تحلون فيها أخاً كريماً وضيفاً عزيزاً في بلدكم وبين أهلكم، الذين يحرصون دوماً على أن ينقلوا إليكم مشاعر الود والأخوة والإعزاز التي يكنها الشعب المصري لجلالتكم وللشعب السعودي الشقيق.

إن هذه الزيارة إنما تأتي توثيقاً لأواصر الأخوة والتكاتف القائمة بين بلدينا وتُرسي أساساً وطيداً للشراكة الاستراتيجية بين جناحيّ الأمة العربية مصر والسعودية، وتفتح المجال أمام انطلاقة حقيقية بما يعكس خصوصية العلاقات الثنائية خاصة في مجال العمل المشترك، وبما يسهم في مواجهة التحديات الإقليمية غير المسبوقة التي تواجهها الأمة العربية.

تمر أمتنا العربية والإسلامية بمرحلة دقيقة نتحمل فيها مسؤولية كبرى أمام شعوبنا وخاصة الأجيال القادمة، وأثق أن خصوصية العلاقات المصرية السعودية، وما تنطوي عليه من عمق ورسوخ ستمكننا من مواجهة التحديات المشتركة والتعامل الجاد مع كل من يسعى للمساس بالأمن القومي العربي أو الإضرار بالمصالح العربية، أو تهديد الأمن والاستقرار الذي تتطلع إليه شعوبنا.

إن ثقتي كاملة في أن التنسيق المشترك بين مصر والسعودية يمثل نقطة انطلاق حقيقية لمعالجة العديد من أزمات المنطقة على نحو ما نشهده في القضية الفلسطينية واليمن وليبيا وسوريا وغيرها من الأزمات.

ورغم ما تعانيه بعض دول المنطقة من صعوبات نتيجة احتدام الصراعات، فإن زيارة جلالتكم تدفعني إلى التفاؤل بأن نُعيد معاً الاعتبار لمفهوم الدولة الوطنية الجامعة للوقوف في مواجهة الإرهاب والتطرف اللذين يقوضان الاستقرار ويُمثلان خطراً على مستقبل الإنسانية بأسرها.

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يرحب بكم اليوم تسعون مليون مصري عهدوا فيكم أخاً محباً وداعماً لمصر وشعبها، فالشعب المصري لم ينس يوماً مواقفكم النبيلة، وتطوعكم مع أشقائكم في القوات المُسلحة المصرية في التعبئة العامة لمواجهة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ودوركم في دعم المجهود الحربي إبان حرب الاستنزاف والتي تكللت بنصر أكتوبر المجيد، وهي مواقف تنم عن أصالة وشهامة عربية خالصة كانت وستظل دائماً محل إعزاز وتقدير من شعب مصر الوفي لشخصكم الكريم.

واليوم ندشن معاً صفحة جديدة على درب العمل العربي المشترك، ونضيف لبنة في صرح العلاقات المصرية السعودية ونسطر سوياً فصلاً جديداً سيُسجله التاريخ وستذكره الأجيال القادمة، فزيارة جلالتكم إلى وطنكم الثاني مصر إنما تفتح آفاقاً ممتدة لمجالات التعاون الثنائي حيث نشهد اليوم التوقيع على اتفاقيات في العديد من مجالات التعاون المشترك، وهو الأمر الذي يمثل نقلة نوعية في إطار سعينا الدؤوب لتأمين المستقبل المشترك للأجيال القادمة من أبناء البلدين الشقيقين.

ولقد جاء تقليد جلالتكم أرفع الأوسمة المصرية، قلادة النيل، تعبيراً عن مشاعر الإخاء والإعزاز والمحبة التي تكنها لجلالتكم مصر، رئيساً وحكومة وشعباً.

وتفضلوا جلالتكم بإلقاء كلمتكم».