السعودية ومصر جناحا الأمة القويان.. كيف؟

مصر العرب
مصر العرب

الجمعة - 08 أبريل 2016

Fri - 08 Apr 2016

مع تفاقم الأوضاع في خمس دول عربية تتعاظم أزمات منطقة الشرق الأوسط، مما يلقي بالمسؤولية على قطبي الأمة أو جناحيها السعودية ومصر.

ويعطي التهاب جزء لا يستهان به من العالم العربي زخما كبيرا لصوت العقل الذي تمثله الرياض والقاهرة في قالب واحد، فمن سوريا الجريحة إلى العراق المسلوب «إيرانيا»، واليمن الممزق من قبل عصابة تستند على تعليمات خارجية ورئيس مخلوع همه الأول والأخير سلب أكبر قدر من مقدرات الدولة، وصولا إلى ليبيا التي وجدت جماعات إرهابية بيئة خصبة لها على أرضها، وانتهاء بلبنان الذي يعيش حالتين، حالة فراغ رئاسي قاتل قاد ميليشيات متطرفة كحزب الله إلى مزيد من سطوتها على مفاصل الدولة، يسبق ذلك كله الملف الفلسطيني باعتباره ملف القضية الأم.

كل تلك الملفات تفاقم من مسؤوليات الرياض والقاهرة، للحفاظ على أمن الأمة العربية التي تجد في التقارب السعودي المصري بصيص أمل من شأنه أن يعيد لها بعضا من استقرارها وثقلها في ذات الوقت.

ويجد الشعور بالقلق من التدخلات الإيرانية موضعا له في العاصمتين الرياض والقاهرة، ويلقي هذا الملف بثقله على طاولة تجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال زيارة الملك سلمان التاريخية للعاصمة المصرية القاهرة.

ولكل من الرياض والقاهرة نقاط قوى تتفرد بها عن غيرها، مما يعطي دافعا لصناع القرار في البلدين لتوظيف قوى كل منهما في مصلحة الآخر وأمن الآخر، فالعلاقة بين المملكة ومصر تتجاوز حدود المصلحة، نظير عمقها وتاريخية تلك العلاقة، إذ تعدان العمود الفقري للعالم العربي بأنظمته، مما يدعو ربما لتحديث التحالفات الاستراتيجية بين الدولتين التي تعتبر حاجة ملحة تلقي بظلالها على المنطقة بأسرها.

ومن نقاط قوى الرياض والقاهرة يستحضر أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة الكويت الدكتور عايد المناع، اضطراب المنطقة، مما يستدعي بالضرورة وضع نقاط قوى هاتين الدولتين في ميزان واحد لتحقيق أكبر قدر من الاستقرار في العالم العربي.

ويخلص المناع في حديث مع «مكة» للقول «لا قوة للأمة دون توحد نقاط قوى الرياض والقاهرة باعتبارهما قلب العروبة النابض، هذه ليست رومانسيات، إنما واقع يجب تفهمه في هذه الظروف التاريخية العصيبة التي تمر بها منطقتنا، لم يعد هناك أمل للمنطقة إلا السعودية ومصر».

كيف يمكن أن تمنع الرياض والقاهرة انهيار النظام الإقليمي العربي ؟

يضع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة، ركيزة « بعضا من الأفكار التي من شأنها وضع المملكة ومصر بمثابة لبقية الدول العربية، لمنع مزيد اشتعال النيران، وقطع الطريق أمام تفتيت المنطقة إلى دويلات، كما حدث في العراق والسودان، ويراد له في سوريا ».

نافعة قال لـ » مكة » في حديث هاتفي إن التحديات الكبرى التي تواجهها المنطقة لا يمكن لأي دولة مهما بلغت من قوة مواجهتها بمفردها، فالسعودية بثقلها الديني ومواردها المالية وثقلها السياسي في العالم ومصر بقوتها البشرية وثقلها الديمجرافي، من شأنهما تشكيل ما يشبه الرافعة للعالم العربي والإسلامي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في المحيط العربي.

ويعتبر أن السعودية ومصر » ثنائي قوي « في ظل عدم قدرة جامعة الدول العربية على حلحلة كثير من الملفات العالقة، ولا مانع من انخراط الدول العربية المستقرة كالمغرب والأردن والجزائر وغيرها، ضمن إطار هذا الثنائي بما يخدم مصالح الأمة العربية.

الأكثر قراءة