امتنان محمد برناوي

مهلا أيتها اللحظات

تفاعل
تفاعل

الأربعاء - 06 أبريل 2016

Wed - 06 Apr 2016

أعمارنا عبارة عن مجموعة من السنوات، الشهور، الأسابيع، الأيام، الدقائق، اللحظات. شريط حياتنا يتمثل في الآلاف من اللحظات مجموعة. هذه اللحظات منها ما يثير سعادتنا الداخلية الكامنة ومنها ما هو ذو وقع شديد علينا، ولكن في النهاية جميعها تمر ولا يبقى منها سوى الذكرى سواء الجيدة أو القاسية. دعونا نفكر باللحظات السعيدة والجيدة هذه التي نود أن نتمسك بها بأنيابنا، فخلالها ترتسم البسمة على وجناتنا وتتسارع نبضات قلوبنا، ونشعر خلالها بلذة عجيبة جدا لا تقدر بثمن.

في كل مرة تأتي هذه اللحظة والتي عندها تستثار سعادتنا الداخلية وتنتعش قلوبنا يجري حديث بين عقولنا الباطنة وهذه اللحظات: «أيتها اللحظة رويدا رويدا لا تبخلي علينا فأنت ذات قيمة لدينا» ونصرخ بأعلى صوت في أنفسنا.. مهلا أيتها اللحظات.

ولكن العمر يجري! ستأتي لحظة أخرى باحتمالية متساوية بين إثارة السعادة والألم فهذه هي قوانين الحياة.

لو كانت السعادة الأبدية عنوانا لشخص واحد لتوقف تماما وامتنع عن الإنجاز في حياته لأنه ببساطة قد فقد أقوى المحفزات الذاتية ألا وهو الوقوع في الخطأ ثم الألم والحسرة ومنها العبرة، فهو قد ضمن السعادة ويعيش في روتين الكسل لأن السعادة لديه لم تظل بنفس المعنى السابق، ولا ينتظرها بشوق.

لحظاتنا تتقلب بين السعادة والألم، الابتسامة والدمعة، البهجة والحسرة، كل هذا لحكمة.

لحظة ألمك دمعتك وكسرتك، كفيلة بأن تدفعك للسعي أكثر في مضمار الحياة والبحث.

باختصار هذا هو عمر الإنسان بل عمرك أنت مجموعة لحظات منها ما يثير سعادتك الكامنة ومنها عكس ذلك. السعيد منها تشبث به جيدا وانعم به، ولكن تشجع واكشف عن ساعديك إذا حانت لحظتك المؤلمة.

فمهلا أيتها اللحظات... هناك دروس نتلقاها منك.