الكيرم لعبة تناسب كل الأعمار والمستويات

جلب أخشاب الكيرم من الهند
جلب أخشاب الكيرم من الهند

الأربعاء - 06 أبريل 2016

Wed - 06 Apr 2016

الكيرم لعبة عالمية، ومثلها مثل أي شيء في الدنيا له أصل ومنشأ، وتنوعت المعلومات واختلفت المصادر والقوانين والصناعة، وإضافة إلى تداولها ضمن ألعاب البرامج الالكترونية الحديثة، لكن تبقى الشخصية المكية تضفي العبق على كل ما يتعلق بالتكوين الاجتماعي الأصيل والألعاب الشعبية.

الطابع الأسري

يقول صدقة عبدالله من مواليد مكة المكرمة 1390هـ: فتحنا أعيننا على الدنيا فوجدنا هذه اللعبة فلا يخلو منها بيت من الأسر العريقة أو الفقيرة، وقد وردت على مسامعي قصص كثيرة ومثيرة عن هذا اللعبة في حياة آبائنا، ويغلب عليها الطابع الأسري البحت، حيث تجلس العائلة حول اللعبة منهم من يمارس اللعب والبقية في فريقين يتفرغون كل منهم لتشجيع وتحفيز لاعبه المفضل، وتدور أثناء ذلك أحاديث ترفيهية مع الفائدة ويغمر المكان الحب والعطاء والسعادة، وكان والدي ماهرا فيها.

ويشير عبدالله إلى أن أدوات الكيرم الأصلي مصنوعة بالكامل من الخشب الطبيعي وغالبا ما تستورد من الهند، وهي عبارة عن 20 قطعة دائرية مقسمة على أربعة ألوان منها 9 باللون الأبيض ومثلها باللون الأسود، وواحدة حمراء واحدة تختلف في اللون وبحجم أكبر قليلا وسماكة أقل تسمى المضرب، وهو أداة التحكم واللعب يرسل بالأصبع الوسطى لتحريك الحبوب على لوح خشبي مربع الشكل في أركانه فتحات دائرية بحجم يسمح بسقوط حبة واحدة في كل مرة تسمى الحفرة، مثبت جيدا على شبكة من الخشب الصلب تمنع التقوس وله برواز يكفي لبقاء الحبوب بالداخل، مرسوم على أرضيته مجموعة من الخطوط المستقيمة والمتوازية والدائرية يعتمد عليها في سن القوانين.

بنود معقدة

ويضيف عبدالله يمكن للاعب تحريك المضرب في كل الاتجاهات بشرط أن ينطلق من بين الخطين المتوازيين بخلاف بعض المناطق وبخاصة الجنوبية فيكون اللعب باتجاه الأمام فقط وكذلك بعض البنود المعقدة لزيادة المتعة، ويجهز الكيرم بوضعه على طاولة خاصة أوعلى مسندين بارتفاع مريح لوضع اليد، تضاف إليه بودرة ناعمة وبكميات متفاوتة لتسهيل انزلاق المضرب والحبوب.

ويقول علي بكر من مواليد مكة المكرمة 1380هـ: اللعب في مكة له طريقتان لاعب ضد لاعب، أو فريقين أربعة لاعبين، الأولى لعبة «كيرم» عادية جمع 21 نقطة على النحو التالي: تحسب كل حبة بنقطة، أما «الحمراء» فبخمسة نقاط ويأخذها من يسقطها في الحفرة ويجب أن يتبعها بحبة من نفس اللون الخاص به تسمى الغطاء، أو تعود للعب عليها بمحاولة جديدة، وأي لاعب يبلغ العدد 14، فإن الحمراء لا تحسب قيمتها له، وكل لاعب أو فريق ينتهي من إدخال كل الحبوب التي تخصه يكسب بذلك عدد الحبات المتبقي عند الفريق الآخر، ويستمر اللعب حتى جمع 21 نقطة، وتحسب (دست) أو صكة، بعدها يكرر اللعب أو يخرج الفريق المهزوم، ويلعب بدلا منه فريق آخر.

قانون لكل طريقة

ويضيف بكر لهذا القانون طريقة خاصة برص الحبوب داخل الدائرة، حيث يبدأ باللعب الأكبر سنا ويأخذ اللون الأبيض توضع «الحمراء» في وسط الكيرم وحولها ست حبات، اثنتان باتجاه حفرة اليمين واثنتان باتجاه حفرة اليسار واثنتان خلف الحبة الحمراء، ثم تقسم الحبات السوداء لثلاث مجموعات بحيث لا تخرج من الدائرة وتكون في اتجاه ضد مصلحة الخصم، أما الثلاث البيضاء المتبقية فتوضع بطريقة تعيق حبات اللاعب الآخر، وتكون البداية ضربة احترافية كل حسب خبرته في إسقاط الحبوب من أول ضربة، ويستمر في اللعب حتى يتعثر ثم تتعاقب الأدوار بين الشد والجذب، وبعد نهاية كل جولة ينتقل فتح اللعب باللون الأبيض للاعب آخر، وكل يرص حباته بالطريقة التي يرغبها بشرط أن لا تخرج من الدائرة، ومن بنود هذا القانون إذا سقط المضرب في الحفرة يغرم اللاعب بإرجاع حبة من التي كسبها مسبقا، وإن خرجت الحبة الأخيرة والحمراء لا تزال في اللعب، فإن اللاعب يغرم بإرجاع خمس حبات للعب عليها من جديد.

الأسهم والخطوط

ويوضح هاني عثمان من مواليد مكة المكرمة 1396هـ، أن القانون الثاني هو لعبة «الفلوس» وتكون الحبة البيضاء بـ10 والسوداء بـ5 والحمراء بـ50، وتنتهي اللعبة بكسب أحد اللاعبين لكل النقاط، ترص الحبوب في الأركان والزوايا على الخطوط والأسهم المرسومة على سطح الكيرم، وفي كل ركن أربع، والوسط اثنتان، كل حبتين فوق بعضهما، السفلى سوداء والعليا بيضاء وفي الوسط تضاف الحبة الحمراء، وبقية الجولات تستأنف بكامل العدد الذي حصل عليه اللاعب الأقل، ويدفع اللاعب المقابل بنفس العدد للعب عليه، وسقوط المضرب يغرم بإرجاع حبة سوداء، وإذا لم تتوفر سوى حبوب بيضاء يسمح النظام بتبديلها بحبتين من الحبات السوداء من عند اللاعب المقابل، ويغرم بخمسين نقطة من يدخل آخر حبة قبل الحمراء، ويستمر اللعب في كر وفر وقد يطول الوقت حسب مهارة المتنافسين.

ويشير عثمان إلى أن ما يميز هذه اللعبة عند المكيين أن جلستها عائلية مريحة وبخاصة مع الشاي والمكسرات والتسالي، وتناسب كل الأوقات ومع كل الضيوف وبمختلف الفئات السنية.

الأكثر قراءة