فهيد العديم

هاتوا عصا النوبيين!

الثلاثاء - 05 أبريل 2016

Tue - 05 Apr 2016

قرأنا في الأسبوع الماضي خبرا غريبا أو مؤلما – لا فرق – عن طفل قرر الأطباء وفاته ليكتشف مغسل الموتى بعد ساعات أنه ما زال على قيد الحياة، أجزم أنه من السخف أن نعتبر خبر «الموت» خبرا طريفا أو غريبا، المفارقة أن الطبيب الذي يلجأ إليه الناس تشبثا بالحياة يستعجل في إرسالهم للموت، فيما المسؤول عن الموتى يساعدهم في العودة للحياة، مثل هذه الأخبار تجعلك مشدوها تحدق في اللاشيء، تتكاثر الأسئلة الثائرة في جمجمتك، وتتذكر مقولة الشيخ عادل الكلباني: (يموت الإنسان عندما يبلع لسانه، ويموت عندما يخرجه)!

أغرب الاتهامات التي وجهت لإسرائيل هو اتهام منظمة هيومن رايتس ووتش لها بارتكاب جرائم حرب، حيث قالت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط في المنظمة سارة ليا وتسون في تصريحات صحفية «يظهر فيديو قتل الشريف على يد جندي إسرائيلي، حدوث عملية قتل بدم بارد أمام شهود كثر»!

طبعا الاحتجاج ليس على القتل بحد ذاته، لكن على الطريقة، فكي تنجو إسرائيل من الاتهامات عليها أن لا تقتل بدم بارد وأمام شهود، فالقتل بهذه الطريقة جريمة حرب، لكن القتل «السكّيتي» دفاع عن النفس، ولهذا أجزم أن إسرائيل ستعود «لرشدها» بعد هذا الاتهام، والرشد بالنسبة لإسرائيل أن تهدم بيوت الفلسطينين وتقتل النساء والأطفال عندما يكون العالم منشغلا في مشهد نحر تنشره داعش، وإن تمادت إسرائيل في التعدي على (حقوق داعش الإجرامية) فستنكشف كل عورة القوى العظمى!

في مهرجان الشعوب الذي تقيمه الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة (جامعة إسلامية في السعودية!) يستقبل القائمون في جناح السودان زائري المعرض بالسياط التي أحضروها معهم لجلد العزاب في محاكاة لما يعرف بـ»البطان»، وهي إحدى التقاليد التي تحرص عليها قبائل سودانية، حيث يجلد خلالها العريس أقرانه العزاب من أسرته ليثبت لأهل عروسه قدرة عائلته البدنية وأهليتهم لتحمل المشاق من أجل إكرام عروسته!

بعيدا عن المعلومة المهمة عند أصل تقليد جلد الشباب التي استبدلناها بالجلد المعنوي (ممنوع دخول العزاب) فإن فكرة الجلد رائعة لكن ليس للشباب بل لمنظمي أغلب المهرجانات (أغلب فقط كي لا يقال لا تعمم رغم أنني أستخدم أغلب للتعميم) وعلى فكرة المهرجان: احتفال الاعتدال الخريفي، وهي كلمة فارسية مركبة من كلمتين: الأولى : مهر، ومن معانيها الشمس، والثانية: جان، ومن معانيها الحياة أو الروح .. على ذمة القاموس الذي يضيف: المهرجان عيد للفرس واقع في شهر (مهر) ! ولو كانت الجامعة غير إسلامية لذكرتهم بحديث (لتتبعن سنن من قبلكم...).

المهم أننا نحتاج (عصا) النوبيين كي نفهم ماذا تريد مهرجاناتها فهي ليست علمية ولا فنية ولا ترفيهية، ولا أي شيء، صحيح أن المواطن يطالب دوما بمهرجانات، وعندما تقام المهرجانات يبدي إحباطه وتبرمه ولهذا أطالب المسؤولين برفع تكلفة الهواء!

[email protected]