كيف تقرأ خبر نيرون الأسد
الثلاثاء - 05 أبريل 2016
Tue - 05 Apr 2016
لقد تولى نيرون الحكم في دمشق، وهو صغير السن أرعن، بعد تعديل دستوري حدث بسرعة التزوير والخوف والخبل، فما كان منه إلا أن صدق ولم يصدق أنه أصبح حاكم روما الأعظم، فتمادى في اللعب الطفولي، والنرجسية حتى أغرقها بعظيم الفتن، وتسبب في تدهورها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، منتهجا ترويع الشعب، وتجويعه، وإطلاق أيدي الشبيحة لتضرب بيد من حديد كل من يطالب منهم بكريم حياة، وقد ضاعف المعتقلات والسجون، وسهل عمليات اغتيال المعارضين.
وفي فترة متقدمة من خبله سيطرت عليه فكرة براعته في الغناء، والتمثيل والعزف على الآلات الموسيقية بعد فشله في السيطرة على سوريا، فكان لا يتورع عن عقد المسابقات الغنائية والفنية، ليمارس فيها ما كان يظن أنه يبرع فيه؛ وبالطبع فقد كان يحصد الجوائز الأولى، نزولا على جبن لجان الحكم، من كان ينتقيهم بنفسه، متخوفين أن يذبحوا علنا إن هم لم يثنوا عليه وعلى مواهبه الفريدة.
وقد تعرض بشار للعديد من محاولات الانقلاب على حكمه، وكانت تبوء بالفشل، فيتم إعدام كل من فكروا فيها ومن تعاطفوا.
لا تدري كيف تحتدم المآسي، فقد فكر بجنون عظمة يوما في أن يحرق أرضية السيرك الخشبية، كي يستبدله بالكامل، فما كان من ألسنة النيران إلا أن التهمت الجزء الأكبر من سوريا، وهو ينظر للحرائق القاتلة من فوق برج عاجي مرتفع، ويضحك مستهزئا بنفوق الآلاف من المواطنين حرقا أمامه، ببراميل النار.
وعندما شعر نيرون بالحرج من منتقديه، اتهم المقاومة بأنهم من فعل ذلك، واستمر في اضطهادهم أربعة أعوام مستخدما جميع أصناف العذاب وأشكال الموت البشعة، حتى هاجر الشعب بالملايين.
وأتت الإمبراطورية الرومانية العظمى لتنقذ ما يمكن إنقاذه فأعلنت بأن نيرون عدو للشعب، وحاصرته، فما كان منه إلا أن كان أكثر واقعية من بشار فانتحر.
وقبل أيام قال وزير الخارجية الأمريكي (جون كيري)، إن هنالك تفاهماً بين أمريكا والروس حول رحيل نيرون إلى دولة أخرى.
وكشف دبلوماسي في مجلس الأمن أن وزير الخارجية الأمريكي قد أبلغ بعض الدول العربية بأن بلاده قد توصلت إلى تفاهم مع روسيا حول مستقبل الوضع السياسي السوري، وأن من ضمن ذلك رحيل رئيس النظام النيروني إلى «دولة أخرى» لم يسمّها.
إلا أن الوزير الأمريكي لم يحدد فترة زمنية محددة لرحيل بشار.
وأكد كيري أن تفاهم بلاده مع الروس «واضح» في هذا الشأن، وأن نيرون، في النهاية، سيرحل.
وردا على ذلك صرّح نيرون عن رفضه للرحيل، مؤكدا أن الانتقال السياسي بالنسبة إليه هو «الانتقال من دستور إلى دستور آخر» متحاشيا الإتيان على ذكر (الهيئة الانتقالية)، وطارحاً فكرة حكومة (وحدة وطنية)، رفضتها المعارضة السورية على الفور، مؤكدة أنه لا يمكن لنيرون أن يبقى في الحكم عند بدء الانتقال السياسي.
وقال أسعد الزعبي رئيس وفد روما المعارض إلى جنيف إن الأسد «لا يمكن أن يبقى ولو ساعة واحدة» بعد تشكيل هيئة الحكم الانتقالي في البلاد.
ولكن الأسد ما زال يحصد الجوائز على ما يمثله من أدوار درامية، وما يغني به ويعزفه على مسامع الحكام العالميين، وآخر ما يفكر فيه هو الانتحار.
[email protected]
أخصائي طب الأسرة والمجتمع
وفي فترة متقدمة من خبله سيطرت عليه فكرة براعته في الغناء، والتمثيل والعزف على الآلات الموسيقية بعد فشله في السيطرة على سوريا، فكان لا يتورع عن عقد المسابقات الغنائية والفنية، ليمارس فيها ما كان يظن أنه يبرع فيه؛ وبالطبع فقد كان يحصد الجوائز الأولى، نزولا على جبن لجان الحكم، من كان ينتقيهم بنفسه، متخوفين أن يذبحوا علنا إن هم لم يثنوا عليه وعلى مواهبه الفريدة.
وقد تعرض بشار للعديد من محاولات الانقلاب على حكمه، وكانت تبوء بالفشل، فيتم إعدام كل من فكروا فيها ومن تعاطفوا.
لا تدري كيف تحتدم المآسي، فقد فكر بجنون عظمة يوما في أن يحرق أرضية السيرك الخشبية، كي يستبدله بالكامل، فما كان من ألسنة النيران إلا أن التهمت الجزء الأكبر من سوريا، وهو ينظر للحرائق القاتلة من فوق برج عاجي مرتفع، ويضحك مستهزئا بنفوق الآلاف من المواطنين حرقا أمامه، ببراميل النار.
وعندما شعر نيرون بالحرج من منتقديه، اتهم المقاومة بأنهم من فعل ذلك، واستمر في اضطهادهم أربعة أعوام مستخدما جميع أصناف العذاب وأشكال الموت البشعة، حتى هاجر الشعب بالملايين.
وأتت الإمبراطورية الرومانية العظمى لتنقذ ما يمكن إنقاذه فأعلنت بأن نيرون عدو للشعب، وحاصرته، فما كان منه إلا أن كان أكثر واقعية من بشار فانتحر.
وقبل أيام قال وزير الخارجية الأمريكي (جون كيري)، إن هنالك تفاهماً بين أمريكا والروس حول رحيل نيرون إلى دولة أخرى.
وكشف دبلوماسي في مجلس الأمن أن وزير الخارجية الأمريكي قد أبلغ بعض الدول العربية بأن بلاده قد توصلت إلى تفاهم مع روسيا حول مستقبل الوضع السياسي السوري، وأن من ضمن ذلك رحيل رئيس النظام النيروني إلى «دولة أخرى» لم يسمّها.
إلا أن الوزير الأمريكي لم يحدد فترة زمنية محددة لرحيل بشار.
وأكد كيري أن تفاهم بلاده مع الروس «واضح» في هذا الشأن، وأن نيرون، في النهاية، سيرحل.
وردا على ذلك صرّح نيرون عن رفضه للرحيل، مؤكدا أن الانتقال السياسي بالنسبة إليه هو «الانتقال من دستور إلى دستور آخر» متحاشيا الإتيان على ذكر (الهيئة الانتقالية)، وطارحاً فكرة حكومة (وحدة وطنية)، رفضتها المعارضة السورية على الفور، مؤكدة أنه لا يمكن لنيرون أن يبقى في الحكم عند بدء الانتقال السياسي.
وقال أسعد الزعبي رئيس وفد روما المعارض إلى جنيف إن الأسد «لا يمكن أن يبقى ولو ساعة واحدة» بعد تشكيل هيئة الحكم الانتقالي في البلاد.
ولكن الأسد ما زال يحصد الجوائز على ما يمثله من أدوار درامية، وما يغني به ويعزفه على مسامع الحكام العالميين، وآخر ما يفكر فيه هو الانتحار.
[email protected]
أخصائي طب الأسرة والمجتمع