عمل المطوفة رسميا.. متى؟!
مكيون
مكيون
الاثنين - 04 أبريل 2016
Mon - 04 Apr 2016
انطلقت فكرة إنشاء مؤسسات أرباب الطوائف بموجب المرسوم الملكي رقم م/13 وتاريخ 4 /3 /1398هـ الذي تضمن وضع تنظيم متطور يقوم على العمل الجماعي بهدف رفع مستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وتم بموجبه وضع لوائح تنظيمية وأطر محددة وشروط لقيام الطوافة الجديدة بعيدا عن العمل الفردي، فظهرت مؤسسات الطوافة منذ عام 1402هـ، كما وضعت أنظمة ولوائح تنظيمية لجعل أعمال هذه المؤسسات تسير وفق آليات مقننة قابلة للتقويم والتطوير. ولكن وللأسف فإنه ومنذ ظهور هذه المؤسسات أبعدت المرأة عن العمل مع أنها كانت تعمل في المهنة منذ مئات السنين؛ فكانت ضمن فريق العمل الذي يخدم الحجاج، حيث تقوم بمهام متنوعة، منها إعداد الطعام وتقديم الضيافة وتهيئة المسكن ومرافقة الحاجات للمسجد الحرام والمشاعر المقدسة والإشراف على نظافة المخيم... بل إن بعض المطوفات عملن بالطوافة بصورة مستقلة مثل بنات الكباريتي، والمطوفة آسيا أكرم خان، والمطوفة رقية سالم باشا، وبنات البنقش وغيرهن.. وقد منحن تقارير خاصة بهن ويأتي الحجاج من بلادهم بأسمائهن. وقد شهدت السنوات الأخيرة مطالبات بحقوق العمل في المهنة من مطوفات.. بل وكانت هناك تجارب ناجحة في عدد من المؤسسات مما يؤكد أهمية عمل المرأة وإشراكها في العمل الناجح لتقديم خدمات متميزة لضيوف الرحمن. خاصة وأن عدد من يفد من الحاجات يصل إلى نحو 50% من أعداد الحجاج، كما أن هناك كثيرا من المطوفات المؤهلات لتقديم الخدمات وبمزايا أكاديمية وعلمية عالية وفي كل التخصصات ويمكن أن يساهمن في رفع كفاءة الخدمات المقدمة لضيفات الرحمن. وعلى الرغم من الآمال الكبيرة التي نسجت في دخول المطوفة إلى مجالس الإدارات إلا أنها تبخرت مثل سحابة صيف قائظ؛ ففي اللائحة التنظيمية للانتخابات للعام 1436هـ وفي مادتها الثانية والأربعين والتي نصت على «تعيين ما لا يزيد عن امرأتين ضمن الثلث المعين كأعضاء في مجلس الإدارة وفق الضوابط الشرعية...» ولكن للأسف جاء تعيين الرجال مخيبا لآمال النساء. مع أن هناك حاجة ملحة لإعادة دور المطوفات.. ولكن لا يعني عدم تعيين سيدات في مجالس الإدارات ألا تعمل المطوفة في مكاتب الخدمة الميدانية، فهناك احتياجات كبيرة للعمل ضمن النطاق الإداري للمكتب - سواء كان ذلك كعضو في المكتب أو حتى نائبة لرئيس مكتب الخدمة الميدانية ضمن آلية معينة، خاصة إذا توفر المحرم للمطوفة والعمل ضمن نطاق من الخصوصية ووفق الشريعة الإسلامية، والإشراف على فريق عمل من المطوفات، حيث من الممكن أن يقمن بأنشطة مثل: إدخال البيانات وفي الاستقبال واستلام الجوازات وحفظها، وعمل الأساور الخاصة بالحاجات، وتفويجهن حسب الفوج. كما يمكن أن تقوم أخريات بعمل التقارير الصحية عن حالات الحاجات في المستشفيات في حالة المرض أو الولادة أو الحوادث وغيرها وحتى خروجهن من المستشفى، ومتابعة الشؤون العامة للمؤسسة في حالة الوفاة، بل من الممكن الإشراف على الأنشطة الثقافية وإقامة اللقاءات التوعوية، وتوفير الكتيبات والمطويات من الشؤون الإسلامية وغيرها.. ويمكن الاستفادة منهن أيضا في تشكيل لجان لإعداد وتوفير الهدايا للحجاج وتنظيمها بالتنسيق مع جهات متنوعة قبل الحج، والإعداد للسياحة الدينية وزيارة المتاحف والأماكن التاريخية، بل ومرافقة الحاجات إلى منى وعرفات خاصة لحالات النقاهة. كما أن هناك نقطة مهمة جدا وهي الحفاظ الأمني داخل المخيمات ومراقبة عدم حدوث تسلل أو دخول غير نظامي لمخيمات النساء، حيث حدثت حوادث متنوعة في الأعوام الماضية ولو كان هناك وجود للمطوفات لتم اكتشافها مبكرا. كما نتمنى تفعيل دور الوكيل للمطوفات اللاتي لا يستطعن العمل بدراسة حالات المطوفات في كل مؤسسة، وأن تكون الأولوية لمن لديهن ظروف صعبة من الأرامل والمطلقات، وألا تكون حسب الواسطة والقرابة لرئيس المجلس أو نائبه أو أعضاء مجلس الإدارة..! بل إن الأمانة والإنسانية - اللتين هما من قيم الطوافة - تتطلبان عدم شطب من يختلف معهم في الرأي وتعمد عدم وضع وكيل لهن..! نتمنى أن تلاقي مقترحات المطوفات صدى عند أصحاب القرار في تفعيل دور المرأة المطوفة لموسم حج 1437هـ، ووضع خطط عاجلة لعمل المطوفات في مكاتب الخدمة الميدانية. فهذا لم يعد ترفا بل حاجة ملحة في تقديم خدمات متميزة لضيفات الرحمن، وهو يتطابق مع رؤية وتطلعات القيادة الحكيمة التي لا تألو جهدا في توفير أقصى درجات الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن.