بعض من الجنون ينفض العقول
دبس الرمان
دبس الرمان
الأحد - 03 أبريل 2016
Sun - 03 Apr 2016
يشعر بالسوء، ياله من مؤجل! كم مرة يضع نفسه في ذات الموقف، حيث يقوم بتأجيل العمل حتى لحظة التسليم الأخيرة. صحيح أنه لم يحصل يوما أن تأخر عن الموعد أو تعداه، فهو كالذين يجرون متمهلين في السباق في الصفوف الأخيرة، إلا أنه حال اقترابه من خط النهاية يضع كل طاقته ويستنفر كل مجهوداته ليكون أول الواصلين مفاجئا نفسه والآخرين. إلا أن ذلك عادة يكون على حساب أعصابه وعلى حساب فريق عمله ومن يعملون معه والذين يلومونه في كثير من الأحيان.
لمثل هذه الفئة من البشر سينزل كلام البروفيسور آدم جرانت المتخصص في علم النفس التنظيمي، بردا وسلاما على قلوبهم وعقولهم التعبة من الانتقاد الذاتي لأنفسهم ومن الانتقاد الخارجي من الآخرين على أساليبهم التي يعتبرونها فوضوية وعشوائية. ففي خطابه على مسرح تيد المسمى the suprising habits of original thinkers (العادات المفاجئة للمفكرين الأصليين) تحدث عن صدمته حين حققت شركة ناشئة رفض الاستثمار فيها في بدايتها بسبب ما بدا له في ذلك الوقت عشوائية وعدم تنظيم من الشباب المؤسسين نجاحا ساحقا، وتعتبر اليوم واحدة من أقوى وأكثر الشركات الجديدة قيمة في السوق. سبب له هذا الموقف صدمة ثقافية ومعرفية دعته وهو البروفيسور المهووس بالتنظيم والإنجاز إلى إجراء دراسة أكاديمية على المبدعين والمغيرين في محاولة لاكتشاف أساليب عملهم وطرق تفكيرهم، ليكتشف أن غالبيتهم من المؤجلين الذي اكتشف أن تأجيلهم هو عبارة عن مساحات من المساءلة والتأمل وإعادة الهيكلة والربط والقولبة والتشكيل، ومن ثم إعادة التشكيل للأفكار. فالمبدع يدرك في لا وعيه أنه لن يتوقف عن التعديل والتغيير، وعليه يعمد إلى اللحظات الأخيرة التي تعتصر جل ما لديه وتتركه مستنفدا تماما.
لا أحد فينا كامل، نحن فقط نحاول أن نهذب طبيعتنا الأساسية ونصقلها حتى نصل إلى تلك الدرجة من المواءمة بين أقصى ما ننتجه وأفضل ما يتوقع منا الآخرون. فنحن خلقنا لنعمل في جماعات وأسراب، وعليه فقدراتنا مختلفة وملكاتنا متفاوتة. ولو أننا ركزنا على التكامل في العمل بحيث يركز كل شخص على نقاط قوته، وعلى إعطاء المساحات لكل شخص لينجز بالطريقة التي تناسبه طالما التزم بالمواعيد المحددة، للاحظنا فورا التغير في الإنتاجية بصفة عامة، وفي جودة العمل بصفة خاصة. لذا أيها المبدعون عيشوا أقصاكم، ولكن لا تفوتوا على أنفسكم اكتساب بعض مهارات التنظيم لحياة عملية وخاصة أكثر راحة وإنتاجا. وأنتم أيها العاقلون لا ضير أبدا من تجربة بعض من الجنون. ولكن لا تتحمل كاتبة المقال أي مسؤولية في حال قررتم البقاء مجانين!
لمثل هذه الفئة من البشر سينزل كلام البروفيسور آدم جرانت المتخصص في علم النفس التنظيمي، بردا وسلاما على قلوبهم وعقولهم التعبة من الانتقاد الذاتي لأنفسهم ومن الانتقاد الخارجي من الآخرين على أساليبهم التي يعتبرونها فوضوية وعشوائية. ففي خطابه على مسرح تيد المسمى the suprising habits of original thinkers (العادات المفاجئة للمفكرين الأصليين) تحدث عن صدمته حين حققت شركة ناشئة رفض الاستثمار فيها في بدايتها بسبب ما بدا له في ذلك الوقت عشوائية وعدم تنظيم من الشباب المؤسسين نجاحا ساحقا، وتعتبر اليوم واحدة من أقوى وأكثر الشركات الجديدة قيمة في السوق. سبب له هذا الموقف صدمة ثقافية ومعرفية دعته وهو البروفيسور المهووس بالتنظيم والإنجاز إلى إجراء دراسة أكاديمية على المبدعين والمغيرين في محاولة لاكتشاف أساليب عملهم وطرق تفكيرهم، ليكتشف أن غالبيتهم من المؤجلين الذي اكتشف أن تأجيلهم هو عبارة عن مساحات من المساءلة والتأمل وإعادة الهيكلة والربط والقولبة والتشكيل، ومن ثم إعادة التشكيل للأفكار. فالمبدع يدرك في لا وعيه أنه لن يتوقف عن التعديل والتغيير، وعليه يعمد إلى اللحظات الأخيرة التي تعتصر جل ما لديه وتتركه مستنفدا تماما.
لا أحد فينا كامل، نحن فقط نحاول أن نهذب طبيعتنا الأساسية ونصقلها حتى نصل إلى تلك الدرجة من المواءمة بين أقصى ما ننتجه وأفضل ما يتوقع منا الآخرون. فنحن خلقنا لنعمل في جماعات وأسراب، وعليه فقدراتنا مختلفة وملكاتنا متفاوتة. ولو أننا ركزنا على التكامل في العمل بحيث يركز كل شخص على نقاط قوته، وعلى إعطاء المساحات لكل شخص لينجز بالطريقة التي تناسبه طالما التزم بالمواعيد المحددة، للاحظنا فورا التغير في الإنتاجية بصفة عامة، وفي جودة العمل بصفة خاصة. لذا أيها المبدعون عيشوا أقصاكم، ولكن لا تفوتوا على أنفسكم اكتساب بعض مهارات التنظيم لحياة عملية وخاصة أكثر راحة وإنتاجا. وأنتم أيها العاقلون لا ضير أبدا من تجربة بعض من الجنون. ولكن لا تتحمل كاتبة المقال أي مسؤولية في حال قررتم البقاء مجانين!