الخديعة الكبرى: مدربو (تطوير الذات)..!
السبت - 02 أبريل 2016
Sat - 02 Apr 2016
(1) تتزايد بشكل متنام عجيب ظاهرة (خبراء الذات الإنسانية) في واقعنا المحلي، بمسميات متنوعة: (مدرب نفسي معتمد).. (خبير في تطوير الذات)..
(المستشار العالمي للبرمجة العصبية).. وهكذا! للدرجة التي أصبح التفاعل مع تلك الظاهرة (موضة) اجتماعية حينا، وخذلانا للمتدربين الذين لم يشعروا بقليل فارق عن حالتهم النفسية الأولى، أحايين أخرى كثيرة!
طبعا، باتت تلك الظاهرة تجارة من ليس له تجارة، بأقل شروط المعرفة والشهادات العلمية الموثقة! إذ إن شهادات (الدبلوم) المحدودة الوقت والمنهجية العلمية والوفرة المعلوماتية، هي كل ما يمتلكه خبراء (الوهم) هؤلاء، ومع ذلك فإن حضور(جلساتهم) التي لا عبرة بها- إلا لـ(الديزاين) العام، والحماس المفرط، والفصاحة اللغوية- تكلف المشاهدين و(المتدربين) مبالغ باهظة، للرغبة الجارفة منهم في تحقيق أشياء(غائبة) عنهم، يريدون (إثباتها) بأي شكل، حتى لا يشعروا بمشاعر الخيبة والفقد!
وبالتالي فإن الشواهد تؤكد في كل مرة عدم وجود أية مرجعيات علمية ومعرفية وقانونية لهؤلاء (الخبراء)، ومع ذلك فهم يملكون بين أيديهم (شهادات) معتمدة من وزارة التعليم! ومن جامعات خارجية (غير معروفة).
ولعل من أبرز مؤشرات زيف هذه البرامج المبالغة في زعم تحقيق النتائج (المنشودة) بنسبة (كاملة)، وفي وقت قياسي (قصير)، كما نقرأ على (بروشورات) و(إعلانات) تلك البرامج بأن 15 دقيقة -مثلا- تكفل لك النجاح في تحقيق جميع الأهداف المادية! أو أن نصف ساعة مع المدرب (...) تجعلك شخصية جذابة محبوبة من الجميع على السواء (حتى الذين يسكنون بعيدا في قارات أخرى بعيدة..!)
(2) وفي مشهد مقارب فإن (المستشارين النفسيين) أصبحوا -كذلك- أكثر من (الهم على القلب..كما يقولون)، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تمتلئ بإعلاناتهم وعرض (بضائعهم)، من كل شكل ولون، من غير أية مرجعيات علمية وقانونية (حقيقية). كذلك، فكل ما هو (مطلوب) شهادة من أي نوع (واعتماد) يتجلى فيها (بكل ثقة) مسمى:(مستشار نفسي.. والأجر على الله)!
وبالتأكيد، فإن وجود ما يسمى بـ(المستشار النفسي) في مجتمعات الحضارة، لا يتم إلا من خلال (المتخصص في علم النفس الاجتماعي) والذي يكون (حاصلا) على ثلاث (شهادات ماجستير) في (الطب النفسي، وعلم النفس، والخدمة الاجتماعية)، إضافة إلى ساعات خبرة (كافية) للاضطلاع بتلك (الاستشارات) الحاسمة في حياة الأفراد!
(3) حقا.. فإن أعدادا كبيرة من أفراد المجتمع يحتاجون إلى تطوير في قدراتهم الذاتية، ليتمكنوا من تحقيق أهداف ذاتية (واجتماعية) ذات أثر وقيمة، كما يحتاجون في اللحظة ذاتها إلى (استشارات) نفسية (حقيقية) تقودهم لرؤية أنفسهم والموجودات حولهم بطريقة فاعلة وإيجابية، ولكن ليس السبيل (الأول) و(الأهم) إلى ذلك هؤلاء الاستشاريين ومدربي تطوير الذات، وإنما هو الاهتمام المؤسساتي العام بتهيئة البيئة المناسبة التي تتوفر بها الشروط (الصحيحة) للحياة الطبيعية، التي يعيشها الفرد، انطلاقا من وعي (حقيقي) بالدين، وهاجس ملح بدور العلم والآداب والفنون، في (تنقية) الفكر، وتهذيب النفس، وصياغة شخصية متوازنة متماسكة قادرة على مواجهة تحديات الحياة بثقة وبهجة!
(4) مهما سجل المرء حضورا دائما في كل فعاليات البرامج النفسية والتطويرية الذاتية، وحياته تمور بالجهل والخرافة والتعصب، وتنعدم فيها أسباب السمو الإنساني، فإن ذلك (الحضور) يظل فاقدا للفائدة والمعنى، في كل الأحوال!
[email protected]
(المستشار العالمي للبرمجة العصبية).. وهكذا! للدرجة التي أصبح التفاعل مع تلك الظاهرة (موضة) اجتماعية حينا، وخذلانا للمتدربين الذين لم يشعروا بقليل فارق عن حالتهم النفسية الأولى، أحايين أخرى كثيرة!
طبعا، باتت تلك الظاهرة تجارة من ليس له تجارة، بأقل شروط المعرفة والشهادات العلمية الموثقة! إذ إن شهادات (الدبلوم) المحدودة الوقت والمنهجية العلمية والوفرة المعلوماتية، هي كل ما يمتلكه خبراء (الوهم) هؤلاء، ومع ذلك فإن حضور(جلساتهم) التي لا عبرة بها- إلا لـ(الديزاين) العام، والحماس المفرط، والفصاحة اللغوية- تكلف المشاهدين و(المتدربين) مبالغ باهظة، للرغبة الجارفة منهم في تحقيق أشياء(غائبة) عنهم، يريدون (إثباتها) بأي شكل، حتى لا يشعروا بمشاعر الخيبة والفقد!
وبالتالي فإن الشواهد تؤكد في كل مرة عدم وجود أية مرجعيات علمية ومعرفية وقانونية لهؤلاء (الخبراء)، ومع ذلك فهم يملكون بين أيديهم (شهادات) معتمدة من وزارة التعليم! ومن جامعات خارجية (غير معروفة).
ولعل من أبرز مؤشرات زيف هذه البرامج المبالغة في زعم تحقيق النتائج (المنشودة) بنسبة (كاملة)، وفي وقت قياسي (قصير)، كما نقرأ على (بروشورات) و(إعلانات) تلك البرامج بأن 15 دقيقة -مثلا- تكفل لك النجاح في تحقيق جميع الأهداف المادية! أو أن نصف ساعة مع المدرب (...) تجعلك شخصية جذابة محبوبة من الجميع على السواء (حتى الذين يسكنون بعيدا في قارات أخرى بعيدة..!)
(2) وفي مشهد مقارب فإن (المستشارين النفسيين) أصبحوا -كذلك- أكثر من (الهم على القلب..كما يقولون)، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تمتلئ بإعلاناتهم وعرض (بضائعهم)، من كل شكل ولون، من غير أية مرجعيات علمية وقانونية (حقيقية). كذلك، فكل ما هو (مطلوب) شهادة من أي نوع (واعتماد) يتجلى فيها (بكل ثقة) مسمى:(مستشار نفسي.. والأجر على الله)!
وبالتأكيد، فإن وجود ما يسمى بـ(المستشار النفسي) في مجتمعات الحضارة، لا يتم إلا من خلال (المتخصص في علم النفس الاجتماعي) والذي يكون (حاصلا) على ثلاث (شهادات ماجستير) في (الطب النفسي، وعلم النفس، والخدمة الاجتماعية)، إضافة إلى ساعات خبرة (كافية) للاضطلاع بتلك (الاستشارات) الحاسمة في حياة الأفراد!
(3) حقا.. فإن أعدادا كبيرة من أفراد المجتمع يحتاجون إلى تطوير في قدراتهم الذاتية، ليتمكنوا من تحقيق أهداف ذاتية (واجتماعية) ذات أثر وقيمة، كما يحتاجون في اللحظة ذاتها إلى (استشارات) نفسية (حقيقية) تقودهم لرؤية أنفسهم والموجودات حولهم بطريقة فاعلة وإيجابية، ولكن ليس السبيل (الأول) و(الأهم) إلى ذلك هؤلاء الاستشاريين ومدربي تطوير الذات، وإنما هو الاهتمام المؤسساتي العام بتهيئة البيئة المناسبة التي تتوفر بها الشروط (الصحيحة) للحياة الطبيعية، التي يعيشها الفرد، انطلاقا من وعي (حقيقي) بالدين، وهاجس ملح بدور العلم والآداب والفنون، في (تنقية) الفكر، وتهذيب النفس، وصياغة شخصية متوازنة متماسكة قادرة على مواجهة تحديات الحياة بثقة وبهجة!
(4) مهما سجل المرء حضورا دائما في كل فعاليات البرامج النفسية والتطويرية الذاتية، وحياته تمور بالجهل والخرافة والتعصب، وتنعدم فيها أسباب السمو الإنساني، فإن ذلك (الحضور) يظل فاقدا للفائدة والمعنى، في كل الأحوال!
[email protected]