سخرية المصريين.. وشخير صحة تبوك!
الجمعة - 01 أبريل 2016
Fri - 01 Apr 2016
أكتب الآن هذا المقال في الساعات الأولى لخطف الطائرة التابعة لشركة مصر للطيران التي كانت في رحلة من الإسكندرية للقاهرة قبل أن يجبرها الخاطف على الهبوط في مطار لارنكا القبرصي، وبما أنني أقنعتُ نفسي في الفترة الأخيرة على التعامل مع الأخبار وكأنها ساخرة مهما بلغت جديتها، فإنه من الأجدر متابعة تعليقات الأشقاء المصريين- الساخرين بالفطرة – عن حادثة الاختطاف ودوافعها، فالأخبار الأولية التي حصلت عليها من مصادري (الساخرة) - وليست وكالات الأنباء المتجهمة الكئيبة - تقول إن الاختطاف بدافع (الحب) فقط، ولأن مصر هي (أُم الدنيا والدهشات) فإن هذا الطائرة السعيدة ستدخل بوابة التاريخ بصفتها أول طائرة في العالم تقطع هذه المسافة لأجل (الحب)، ولن أسرد بقية السيناريو الحالم الذي أتخيل حدوثه بعد أن يلتقي الخاطف بحبيبته عند سلم الطائرة، وملامح التأثر على طاقم الطائرة ورجال الأمن، ورحلة العودة للطائرة وهي محملة بالورود، والأغنية التي سيختارها طاقم الطائرة في رحلة العودة للقاهرة، كل هذا التخيلات سيفسدها رجال الأمن وستكون مختلفة بالطبع عند نشر المقال.
وكي نحافظ على الوقار بصفته الخط الرفيع بين السخرية المُطلقة وبين الجدّية المتطرفة، فإنه يلزمنا أن نعود لواقعنا المحلي الذي لسخريته (خصوصية) لا تشبه أحدا في العالمين، فالأخبار الساخرة السعودية تأتي بصيغة جادة وملامح جامدة كملامح مذيع نشرة الأخبار الجوية، مما يستلزم أحيانا تحويل حرف السين بكلمة ساخر إلى حرف (شين)، ولعل أقرب مثال لتوضيح الصورة هو الخبر (الشاخر) الذي نشرته صحيفة الوطن في اليوم الذي خُطفت فيه طائرة (الحب) المصرية، يقول الخبر: (كشف فرع هيئة الرقابة والتحقيق في تبوك تغيب موظفين بالمديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة عن أعمالهم منذ مدة طويلة، أحدهم بلغ تغيبه 6 سنوات، إضافة إلى عدم وجود سجلات حضور وانصراف لهم، مع استمرار صرف رواتبهم.. وأشار المصدر إلى أن الموظف المتغيب 6 سنوات تقدم بإجازة وطلب التقاعد بعد علمه بكشف الرقابة للموضوع).
غياب ست سنوات براتب (يا حظّه)، ويا (حظّه) التي كتبتها سهواً تكفي للتعليق على الخبر، لكن ما يشغلني هو كما أن الأمن في حادثة الطائرة المصرية سيفسد علي السيناريو الذي وضعته للخاطف العاشق، فإن الموظف أفسد علي متعة قراءة الخبر بسخرية (فيه أحد يقدم إجازة وهو ما داوم ست سنوات يا ظالم!)، نظاماً – بكل جدية – نعم من حقه أن يتمتع بإجازة فلا يوجد دفتر توقيع وراتبه يُصرف مما يعني أنه مداوم فعلاً، لكن القضية ليست بالإجازة ذاتها إنما بكلمة (سيتمتع بإجازة)، فيحق له بعد التعب من عدم الدوام ست سنوات أن يتمتع بإجازة ويداوم! يدوام كيف؟ لا أدري (لخبطنا) بحكاية الإجازة فقط أما عدم الدوام ست سنوات فتلك حكاية نفهمها جميعا!
ونختم بطُرفة (حقيقية) لدكتور مُغرم بالبحث العلمي، ويعمل بجهة لها علاقة بالبحث، يقول إنه طلب من رئيسه أن يُفرغه للبحث لأنه كما يقول دائما أنا باحث ولستُ رجل مكاتب، رئيسه بالعمل يقول إن النظام لا يسمح، الساخر في الموضوع أن هذا الباحث يقول إن رئيسي مُفرغ 3 موظفين لإدارة أعماله الخاصة، بعد ست سنوات ربما تكون هذه الطرفة خبرا على الصفحة الأولى!، المهم لا تنسوا: سخرية يسخر شخيراً!
وكي نحافظ على الوقار بصفته الخط الرفيع بين السخرية المُطلقة وبين الجدّية المتطرفة، فإنه يلزمنا أن نعود لواقعنا المحلي الذي لسخريته (خصوصية) لا تشبه أحدا في العالمين، فالأخبار الساخرة السعودية تأتي بصيغة جادة وملامح جامدة كملامح مذيع نشرة الأخبار الجوية، مما يستلزم أحيانا تحويل حرف السين بكلمة ساخر إلى حرف (شين)، ولعل أقرب مثال لتوضيح الصورة هو الخبر (الشاخر) الذي نشرته صحيفة الوطن في اليوم الذي خُطفت فيه طائرة (الحب) المصرية، يقول الخبر: (كشف فرع هيئة الرقابة والتحقيق في تبوك تغيب موظفين بالمديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة عن أعمالهم منذ مدة طويلة، أحدهم بلغ تغيبه 6 سنوات، إضافة إلى عدم وجود سجلات حضور وانصراف لهم، مع استمرار صرف رواتبهم.. وأشار المصدر إلى أن الموظف المتغيب 6 سنوات تقدم بإجازة وطلب التقاعد بعد علمه بكشف الرقابة للموضوع).
غياب ست سنوات براتب (يا حظّه)، ويا (حظّه) التي كتبتها سهواً تكفي للتعليق على الخبر، لكن ما يشغلني هو كما أن الأمن في حادثة الطائرة المصرية سيفسد علي السيناريو الذي وضعته للخاطف العاشق، فإن الموظف أفسد علي متعة قراءة الخبر بسخرية (فيه أحد يقدم إجازة وهو ما داوم ست سنوات يا ظالم!)، نظاماً – بكل جدية – نعم من حقه أن يتمتع بإجازة فلا يوجد دفتر توقيع وراتبه يُصرف مما يعني أنه مداوم فعلاً، لكن القضية ليست بالإجازة ذاتها إنما بكلمة (سيتمتع بإجازة)، فيحق له بعد التعب من عدم الدوام ست سنوات أن يتمتع بإجازة ويداوم! يدوام كيف؟ لا أدري (لخبطنا) بحكاية الإجازة فقط أما عدم الدوام ست سنوات فتلك حكاية نفهمها جميعا!
ونختم بطُرفة (حقيقية) لدكتور مُغرم بالبحث العلمي، ويعمل بجهة لها علاقة بالبحث، يقول إنه طلب من رئيسه أن يُفرغه للبحث لأنه كما يقول دائما أنا باحث ولستُ رجل مكاتب، رئيسه بالعمل يقول إن النظام لا يسمح، الساخر في الموضوع أن هذا الباحث يقول إن رئيسي مُفرغ 3 موظفين لإدارة أعماله الخاصة، بعد ست سنوات ربما تكون هذه الطرفة خبرا على الصفحة الأولى!، المهم لا تنسوا: سخرية يسخر شخيراً!