الأوفياء لوطننا
الخميس - 31 مارس 2016
Thu - 31 Mar 2016
قال لي أحد أقاربي: كنت في عاصمة عربية، فتوقفت عند محل لبيع العصيرات الطازجة، شربت كوبا ومددت ثمنه للبائع، وعندما عرف أنني من السعودية رفض وأصر بقوة ألا يأخذ الثمن قائلا: يا أخي! أنا سافرت إلى بلدكم المملكة وكنت قبل ذلك لا أملك شيئا في هذه الدنيا، وأكرمني الله وعملت في بلدكم لسنوات، عشت بينكم كواحد منكم، لم أجد إلا كل احترام وتقدير وكرم وحسن ضيافة، حقوقنا مكفولة ومحفوظة، تحسنت حالتي المادية، وتغيرت أحوالي وأوضاعي والحمد لله بصورة لم أكن أحلم بها في يوم ما، فأصبحت أملك مسكنا مجهزا بكل المستلزمات بعد أن كنت لا أملك ولو غرفة واحدة أسكنها، وفتحت هذا المحل الذي تراه، أتكسب منه وكون لي دخلا طيبا كله بفضل الله ثم بفضل بلدكم.
عندما سمعت هذا الكلام أعجبني وفاء وكرم وخلق ذلك البائع، وقلت في نفسي: كم شخصا يا ترى من الملايين الذين عملوا ويعملون في بلادنا من مختلف الجنسيات عربية وغير عربية يذكرون فضلها ـ بعد فضل الله ــ عندما يغادرونها بشكل نهائي مثلما ذكرها هذا الرجل البسيط بائع العصير؟
أعلم أن هناك كثيرا من الشرفاء الأوفياء من الأشقاء العرب وغير العرب الذين عملوا في وطننا مشكورين لسنوات عديدة، عاشوا بيننا كإخوة لنا، يذكرون ويعترفون بفضل بلادنا عليهم، بل ويعشقونها عشقا عظيما ويدافعون عنها بكل قوة، لا يرضون ولا يسمحون لأحد أن يمسها ولو بكلمة، ويتمنون لنا ولبلادنا المزيد من الخير.
وهناك العكس، نوعية من البشر لا وفاء لهم، هكذا طبعهم وخلقهم، سرعان ما يتنكرون لبلادنا ولكل من أسدى إليهم معروفا، وينكرون الفضل والجميل والعرفان، بمجرد مغادرتهم لها بصورة نهائية، بعد أن يكون الواحد منهم قد شبع من خير هذه البلاد، وأصبح ذا مال، ومن علية القوم في بلدته وبين جماعته، وقبل ذلك لم يكن معروفا حتى في الشارع الذي يسكنه.
عندما سمعت هذا الكلام أعجبني وفاء وكرم وخلق ذلك البائع، وقلت في نفسي: كم شخصا يا ترى من الملايين الذين عملوا ويعملون في بلادنا من مختلف الجنسيات عربية وغير عربية يذكرون فضلها ـ بعد فضل الله ــ عندما يغادرونها بشكل نهائي مثلما ذكرها هذا الرجل البسيط بائع العصير؟
أعلم أن هناك كثيرا من الشرفاء الأوفياء من الأشقاء العرب وغير العرب الذين عملوا في وطننا مشكورين لسنوات عديدة، عاشوا بيننا كإخوة لنا، يذكرون ويعترفون بفضل بلادنا عليهم، بل ويعشقونها عشقا عظيما ويدافعون عنها بكل قوة، لا يرضون ولا يسمحون لأحد أن يمسها ولو بكلمة، ويتمنون لنا ولبلادنا المزيد من الخير.
وهناك العكس، نوعية من البشر لا وفاء لهم، هكذا طبعهم وخلقهم، سرعان ما يتنكرون لبلادنا ولكل من أسدى إليهم معروفا، وينكرون الفضل والجميل والعرفان، بمجرد مغادرتهم لها بصورة نهائية، بعد أن يكون الواحد منهم قد شبع من خير هذه البلاد، وأصبح ذا مال، ومن علية القوم في بلدته وبين جماعته، وقبل ذلك لم يكن معروفا حتى في الشارع الذي يسكنه.