أكبادنا يعشقون العلم ويكرهون التعليم!!
بعد النسيان
بعد النسيان
الجمعة - 01 أبريل 2016
Fri - 01 Apr 2016
كان الألم واضحاً على الدكتور/ صالح بن علوان الشمراني ـ نائب هيئة تقويم التعليم العام ـ وهو يقول: اضطررنا للأسف أن نعيد صياغة أسئلة الاختبارات الوطنية عدة مرات؛ لأننا فوجئنا بأن نسبة مخيفة، من تلاميذ الصفين الثالث والسادس الابتدائيين، لا تحسن القراءة! ونسبة كبرى ممَّن يستطيعون (التهجِّي) لا تفهم معنى الكلمات والجمل؛ لضحالة القاموس اللغوي الذي تُحشى به أدمغتهم! ولك أن تتخيل كم استغرقت الهيئة من الوقت والجهد لتطمئن في النهاية إلى أن عينة الاختبارات من الجنسين فهمت السؤال قبل أن تجيب! أما من ابتلي بالانتساب إلى (كتائيبنا) البائسة فلن يستغرب؛ ليس على مستوى التلاميذ؛ بل صدق أو لا تصدق أن (معلم تاريخ) يكتب: «اكتب (مذكِّراة) تاريخية عن...! فنبهه زميله معلم (اللغة العربية)، وقال له: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.. اجعلها: اكتب (نُبذَتاً) عن.. (وأنا في عرضك لا تصححها يا مصحصح الصحيفة)!! أما (العنجلينزي) فهو يدرس في بعض جامعاتنا على أنه لغة الكفار؛ فيجوز بل يستحب بل يجب العبث فيها كما تشاء؛ كأن تكتب معلمة تحفيزاً لتلميذتها الشطورة (yuo iz god moslem) لأنها تلبس العباءة على الرأس! ولكن الدكتور / صالح الشمراني يبشرك بأن نتائج الاختبارات الوطنية كشفت عن أن النسبة الكبرى من التلاميذ يحبون العلم، ويتمتعون بشدة الحماس، وتعدد المواهب، وذهنيات مبدعة حقاً؛ ولكن البيئة التعليمية لا تتيح لهم إبراز كل ما لديهم من طاقات! «والجمر يوضع في الرماد فيخمدُ»؛ ولهذا كشفت الاختبارات الوطنية أننا عكس الأمم المتقدمة تماماً؛ فنسبة من لديهم الاستعداد للتميز لا تتجاوز الـ(5 %)، ونسبة من هم تحت خط الفقر المعرفي (42 %)!! ما يعني ـ والحديث للدكتور/ صالح الشمراني ـ أن (40 %) من طلابنا متخلفون أكاديمياً بنحو سنتين عن مرحلتهم الدراسية؛ فالتلاميذ المعتمدون في (سادس/ بلكونة) هم في الواقع (رابع/ تحت الدرج)!! والظريف أن (91 %) من المعلمين يحبون مهنتهم، ويستلمونها من ديوان الخدمة وهم مؤمنون بقول الزميل الأمير/ شوقي: أرأيتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي يبني ويُنشئُ أنفساً وعقولا؟؟! ولكن (66 %) منهم سرعان ما يشعرون بمرارة زميلهم المعلم الحقيقي (إبراهيم طوقان)، وهي تَتَفَرْتَكُ سبعين فتفوتةً بقوله: لو جرَّب التعليمَ شوقي ساعة لقضى الحياةَ شقاوةً وخمولا!!! [email protected]