تنظيم الأدوار الإعلامية
الثلاثاء - 29 مارس 2016
Tue - 29 Mar 2016
الأدوار الإعلامية في عصرنا الحالي يمكن أن تكون للأفراد، كما هو الحال للجماعات والدول؛ والشخص الواحد يمكن أن يفيد أو يسيء إلى مجتمعه، وإلى وطنه بمجرد تعاطيه للإعلام ولو على صفحة التواصل الخاصة به.
ويختلف مدى التأثير وعمقه على قدر قيمة الشخص ذاته، سواء كانت عالية أو منعدمة، صادقة أو كاذبة، وعلى قدر وجود من يتصيدون في الماء العكر، لأغراض في أنفسهم.
والإعلام الرسمي في أي دولة ينقسم إلى عدة أنواع:
1. الإعلام الهجومي: وينتهج تتبع هفوات وغلطات دولة أو جهات معينة، بحيث يستخدم محتواه لزعزعتها من الداخل، وتلويث سمعتها خارجيا، وقد يستجر، أو يزيد أو يعدل على الأحداث حسب أغراضه.
2. الإعلام الدفاعي: إعلام هش وقتي مستثار، يسارع بحماس وعشوائية للرد على كل انتقاد يوجه للكيان، بحيث ينفي وجود الخلل، مهما كان واضحا، وقد يحاول قلب الحقائق، وينتهج المبالغة، وربما الفبركة، وبالتالي يظهر مدى تخبطه عند تبدل الأحوال، حيث يعود بكل سماجة للحس ما سبق وتقيأ به.
3. الإعلام المؤسسي: والذي يدرس ويستقصي أحوال الماضي والحاضر، ويستشرف المستقبل، ويرفع درجات الوعي، والذائقة لدى المواطن، ويحمل المسؤولية، ولا يستثار في ظرف أو حادثة معينة، باعتبار أنه أعمق وأشمل، وأصدق، وأنه متصالح مع ذاته، يقوم بالرد من خلال أعماله السابقة واللاحقة للدفاع عن الوطن، ودون تشنج أو تكلف.
4. الإعلام الدائخ: والذي ليس لديه خطة واضحة، فتجده يتخبط، ويحرك ذراعيه في الظلام، لتتقي أي هجوم، ولا يظهر معرفة منطقية، ولا يجلب فائدة مرجوة.
وتزداد حاجة الدول للإعلام الواعي في حالات الأزمات والحروب، وعند تكالب الأعداء، وعند وجود التخلف داخليا، ونقص مشاعر الوطنية.
ولو نظرنا للسعودية وأوضاعها الداخلية والخارجية في الوقت الراهن لوجدنا أنها في أمس الحاجة لإعلام مؤسسي، يبدأ من نية تعديل ما بالذات، وتوعية الأفراد ممن أصبحوا إعلاميين، فيما يسمى بالإعلام الحديث، حتى لا يسيئوا للوطن من حيث يعلمون أو لا يعلمون، بالتسارع في نقل الأخبار غير الموثقة، والمناظر المسيئة، والدخول مع بعضهم في حروب هي أقرب للمسرحيات الهزلية، ومما يسر به الأعداء.
كما أن الحراك الجدلي، ولا أقول الثقافي، بين مثقفي المملكة على مواقع التواصل، وحتى على القنوات الرسمية، ومحاولة البعض السيطرة على الآخر، والفتوى بعجائب الفتاوى، ودق أسافين الخلاف، والتنابز بالألقاب، والتكفير للمخالف يعتبر مجالا خصبا لتشويه جمال أي صورة للوطن، ومما يظهر ثقافتنا موحلة بالتخلف والفوضى العارمة.
وزارات الإعلام لا تنجح في ضبط الوضع، ولا تتواصل مع الإعلاميين المعتدلين، وتترك بعض الدخلاء المتسلقين على المنظر يسودون، مظهرين أهمية لهم غير حقيقية، والنطق نيابة عن الوطن، مما يسعد الأعداء بوجودهم بتلك العقليات، والشخوص النرجسية، وبمساهمتهم في دق أوتادهم المسمومة في عين الوطن.
الوعي المجتمعي هو أفضل الطرق لمنع الإساءات الخارجية، إضافة لقيام الإعلام بدوره الشامل، سواء على مستوى ترقية المجتمع، وتعديل الميل، واستخدام القنوات السليمة للرد العقلاني الأمين داخليا، وخارجيا من خلال السفارات، والملحقيات.
أخيرا فإن جزع الدول من وجود الخلل، وادعاء الملائكية، والمبالغة في الردود يدل على عدم وجود منهاج إعلامي سليم متبع لديها.
[email protected]
ويختلف مدى التأثير وعمقه على قدر قيمة الشخص ذاته، سواء كانت عالية أو منعدمة، صادقة أو كاذبة، وعلى قدر وجود من يتصيدون في الماء العكر، لأغراض في أنفسهم.
والإعلام الرسمي في أي دولة ينقسم إلى عدة أنواع:
1. الإعلام الهجومي: وينتهج تتبع هفوات وغلطات دولة أو جهات معينة، بحيث يستخدم محتواه لزعزعتها من الداخل، وتلويث سمعتها خارجيا، وقد يستجر، أو يزيد أو يعدل على الأحداث حسب أغراضه.
2. الإعلام الدفاعي: إعلام هش وقتي مستثار، يسارع بحماس وعشوائية للرد على كل انتقاد يوجه للكيان، بحيث ينفي وجود الخلل، مهما كان واضحا، وقد يحاول قلب الحقائق، وينتهج المبالغة، وربما الفبركة، وبالتالي يظهر مدى تخبطه عند تبدل الأحوال، حيث يعود بكل سماجة للحس ما سبق وتقيأ به.
3. الإعلام المؤسسي: والذي يدرس ويستقصي أحوال الماضي والحاضر، ويستشرف المستقبل، ويرفع درجات الوعي، والذائقة لدى المواطن، ويحمل المسؤولية، ولا يستثار في ظرف أو حادثة معينة، باعتبار أنه أعمق وأشمل، وأصدق، وأنه متصالح مع ذاته، يقوم بالرد من خلال أعماله السابقة واللاحقة للدفاع عن الوطن، ودون تشنج أو تكلف.
4. الإعلام الدائخ: والذي ليس لديه خطة واضحة، فتجده يتخبط، ويحرك ذراعيه في الظلام، لتتقي أي هجوم، ولا يظهر معرفة منطقية، ولا يجلب فائدة مرجوة.
وتزداد حاجة الدول للإعلام الواعي في حالات الأزمات والحروب، وعند تكالب الأعداء، وعند وجود التخلف داخليا، ونقص مشاعر الوطنية.
ولو نظرنا للسعودية وأوضاعها الداخلية والخارجية في الوقت الراهن لوجدنا أنها في أمس الحاجة لإعلام مؤسسي، يبدأ من نية تعديل ما بالذات، وتوعية الأفراد ممن أصبحوا إعلاميين، فيما يسمى بالإعلام الحديث، حتى لا يسيئوا للوطن من حيث يعلمون أو لا يعلمون، بالتسارع في نقل الأخبار غير الموثقة، والمناظر المسيئة، والدخول مع بعضهم في حروب هي أقرب للمسرحيات الهزلية، ومما يسر به الأعداء.
كما أن الحراك الجدلي، ولا أقول الثقافي، بين مثقفي المملكة على مواقع التواصل، وحتى على القنوات الرسمية، ومحاولة البعض السيطرة على الآخر، والفتوى بعجائب الفتاوى، ودق أسافين الخلاف، والتنابز بالألقاب، والتكفير للمخالف يعتبر مجالا خصبا لتشويه جمال أي صورة للوطن، ومما يظهر ثقافتنا موحلة بالتخلف والفوضى العارمة.
وزارات الإعلام لا تنجح في ضبط الوضع، ولا تتواصل مع الإعلاميين المعتدلين، وتترك بعض الدخلاء المتسلقين على المنظر يسودون، مظهرين أهمية لهم غير حقيقية، والنطق نيابة عن الوطن، مما يسعد الأعداء بوجودهم بتلك العقليات، والشخوص النرجسية، وبمساهمتهم في دق أوتادهم المسمومة في عين الوطن.
الوعي المجتمعي هو أفضل الطرق لمنع الإساءات الخارجية، إضافة لقيام الإعلام بدوره الشامل، سواء على مستوى ترقية المجتمع، وتعديل الميل، واستخدام القنوات السليمة للرد العقلاني الأمين داخليا، وخارجيا من خلال السفارات، والملحقيات.
أخيرا فإن جزع الدول من وجود الخلل، وادعاء الملائكية، والمبالغة في الردود يدل على عدم وجود منهاج إعلامي سليم متبع لديها.
[email protected]