إذا لم يحدث ما تريده مؤسسة التقاعد
الثلاثاء - 29 مارس 2016
Tue - 29 Mar 2016
(إذا لم يحدث ما تريده مؤسسة التقاعد فماذا أعمل؟ مضى على تقاعدي من العمل عشر سنوات وراتبي ثابت لم يزد قرشا واحدا، ولكن عجلة الأسعار وتكاليف الحياة تدور سريعا، ولم تقف كما وقف راتبي التقاعدي، وأنا أعيش بصحة جيدة ولله الحمد، وأصرف على العائلة الكريمة الذين كانوا قبل التقاعد أطفالا صغارا خفيفة حاجتهم وقليلة مطالبهم يسهل قضاؤها ويسهل منعهم منها إذا لم يكن من منعهم بد، أما اليوم وقد تخرجوا في التعليم العام وفي الجامعات ولم يجدوا عملا وأكثرهم بنات وأنت تعرف، أن حظ البنات في الإرث النصف كما قرره الشارع، أما في نظرة المجتمع المسلم الذي أعيش فيه أنا وبناتي، فحظهن من فرص العمل قليل إذا لم يكن صفرا، وفي المواطنة التي أراك تدندن حولها كثيرا فهو فوق الصفر بمسافة قريبة لا تبعده عن ذلك المكان، وحتى أكون عادلا فإنني أعني بكلامي حقها في الوظيفة وحقها في أن تعمل إذا احتاجت إلى العمل وكانت قادرة عليه ومؤهلة له رغم أنني أقر بأنها - أي البنت - أتيحت لها فرص التعليم والتأهيل، ونالت العناية التامة من الدولة مثل الابن وهذا اعتراف بالفضل لأهله.
وقد تفوقت البنت كثيرا على الأبناء في الدراسة، كما تفوقت من أتيح لها فرصة العمل على الأبناء في عملها وإتقانه والتفاني فيه، ولم يشفع للكثير منهن التفوق والإتقان، فكان حظها من الوظيفة في القطاع العام خمسة في المئة أو أقل.
أما في القطاع الخاص فقد وقف من يقولون إنهم أحرص على بناتي وبنات الوطن من أهليهم ومن كل من يعنيهم الأمر من بعيد أو قريب، ويقسمون على ذلك وهم يسحلونها على قارعة الطريق حتى يظهر منها للناظرين ما حرمه الله بالإجماع، وأنا أقسم معهم أنهم يعتقدون ذلك ويؤمنون به لما ترسخ في وعيهم من موروثات وعادات وتقاليد ألفوها ثم ألبسوها لباس الإسلام، ثم ظنوا أنهم يحسنون صنعا عندما يمنعونها من العمل الذي يغنيها ويرفع عنها الحاجة ويعينها لتعيش مكرمة محترمة من كسب حلال، وعمل منتج مباح نافع لها ومنتج للوطن الذي تنتمي إليه، والأسوأ من ظنهم أنهم قد مكنوا من تطبيق ما عرفوا من عادات وموروثات وتقاليد علينا وعلى الناس جميعا، فبقيت بناتي بلا عمل، بل منعن منه، وأنت تعرف - كما يعرف من يتقربون إلى الله بمنعهن من العمل - أن البنت في هذا الزمن تحتاج أضعاف ما يحتاجه الأبناء من مصاريف باهظة، وتكاليف كبيرة يعرفها كل من له بنت يتلمس حاجتها ويتقرب إلى الله بعفافها وغناها، فحرمانهن من العمل تحملته مع أني جاهدت من أجل أن يكون لهن من تعليمهن وتربيتهن ما يحفظهن ويخفف عيلتهن عندما يحتجن إلى العمل الحر الكريم الذي حال بينهن وبينه من ليس مسؤولا عن حاجاتهن وليس مكلفا مثلي بالصرف عليهن.
وكان تقاعدي وأنا في الخمسين من العمر قد أحدث فراغا لم أعرف كيف أملؤه إلا بأن أضيف إلى مستودع الوطن جيلا جديدا وجيشا من الأولاد نكاثر بهم الأمم يوم القيامة، وقد فعلت، وكان هذا الجيل عبئا آخر علي ما دمت حيا وعلى مؤسسة التقاعد التي لا ترجوه أبدا ولكنها السبب فيه فلولا التقاعد والفراغ ما أضفت هذه الإضافة السكانية المحترمة.
خلال السنوات العشر التي تقاعدت فيها لم يضف إلى راتبي قرش واحد، ولكن الحياة أضافت إضافات كثيرة في الأسعار وفي الأعمار وفي العدد الذي يعتمد على الراتب التقاعدي. فهل ذنبي أنني عشت أكثر مما تود أن تراه مصلحة التقاعد؟!).
هذه فحوى رسالة متقاعد بعثها إلي بمضمونها الذي تقرؤونه أعلاه ولم أزد عليها إلا أنني صغتها بأسلوب مختلف، حيث يقول إنه من أحد القطاعات الحكومية، وإنهم يحالون إلى التقاعد بسن مبكرة حسب العمر، وبعضهم يحال وهو في الأربعين من عمره، ويذهب أكثر من نصف راتبه وهي البدلات التي لا تحسب لمصلحته عند التقاعد، وإن راتبه ككل المتقاعدين يصبح ثابتا بينما تكاليف الحياة مستمرة بالارتفاع وتضاعف الأسعار، وقد أرفق أسعار الضروريات للمعيشة عند تقاعده وأسعارها اليوم وقد تضاعفت أضعافا كثيرة بينما بقي راتبه ثابتا كما كان قبل عشر سنوات، يقتسمه مع جيل من الأولاد بنين وبنات.
وقد تفوقت البنت كثيرا على الأبناء في الدراسة، كما تفوقت من أتيح لها فرصة العمل على الأبناء في عملها وإتقانه والتفاني فيه، ولم يشفع للكثير منهن التفوق والإتقان، فكان حظها من الوظيفة في القطاع العام خمسة في المئة أو أقل.
أما في القطاع الخاص فقد وقف من يقولون إنهم أحرص على بناتي وبنات الوطن من أهليهم ومن كل من يعنيهم الأمر من بعيد أو قريب، ويقسمون على ذلك وهم يسحلونها على قارعة الطريق حتى يظهر منها للناظرين ما حرمه الله بالإجماع، وأنا أقسم معهم أنهم يعتقدون ذلك ويؤمنون به لما ترسخ في وعيهم من موروثات وعادات وتقاليد ألفوها ثم ألبسوها لباس الإسلام، ثم ظنوا أنهم يحسنون صنعا عندما يمنعونها من العمل الذي يغنيها ويرفع عنها الحاجة ويعينها لتعيش مكرمة محترمة من كسب حلال، وعمل منتج مباح نافع لها ومنتج للوطن الذي تنتمي إليه، والأسوأ من ظنهم أنهم قد مكنوا من تطبيق ما عرفوا من عادات وموروثات وتقاليد علينا وعلى الناس جميعا، فبقيت بناتي بلا عمل، بل منعن منه، وأنت تعرف - كما يعرف من يتقربون إلى الله بمنعهن من العمل - أن البنت في هذا الزمن تحتاج أضعاف ما يحتاجه الأبناء من مصاريف باهظة، وتكاليف كبيرة يعرفها كل من له بنت يتلمس حاجتها ويتقرب إلى الله بعفافها وغناها، فحرمانهن من العمل تحملته مع أني جاهدت من أجل أن يكون لهن من تعليمهن وتربيتهن ما يحفظهن ويخفف عيلتهن عندما يحتجن إلى العمل الحر الكريم الذي حال بينهن وبينه من ليس مسؤولا عن حاجاتهن وليس مكلفا مثلي بالصرف عليهن.
وكان تقاعدي وأنا في الخمسين من العمر قد أحدث فراغا لم أعرف كيف أملؤه إلا بأن أضيف إلى مستودع الوطن جيلا جديدا وجيشا من الأولاد نكاثر بهم الأمم يوم القيامة، وقد فعلت، وكان هذا الجيل عبئا آخر علي ما دمت حيا وعلى مؤسسة التقاعد التي لا ترجوه أبدا ولكنها السبب فيه فلولا التقاعد والفراغ ما أضفت هذه الإضافة السكانية المحترمة.
خلال السنوات العشر التي تقاعدت فيها لم يضف إلى راتبي قرش واحد، ولكن الحياة أضافت إضافات كثيرة في الأسعار وفي الأعمار وفي العدد الذي يعتمد على الراتب التقاعدي. فهل ذنبي أنني عشت أكثر مما تود أن تراه مصلحة التقاعد؟!).
هذه فحوى رسالة متقاعد بعثها إلي بمضمونها الذي تقرؤونه أعلاه ولم أزد عليها إلا أنني صغتها بأسلوب مختلف، حيث يقول إنه من أحد القطاعات الحكومية، وإنهم يحالون إلى التقاعد بسن مبكرة حسب العمر، وبعضهم يحال وهو في الأربعين من عمره، ويذهب أكثر من نصف راتبه وهي البدلات التي لا تحسب لمصلحته عند التقاعد، وإن راتبه ككل المتقاعدين يصبح ثابتا بينما تكاليف الحياة مستمرة بالارتفاع وتضاعف الأسعار، وقد أرفق أسعار الضروريات للمعيشة عند تقاعده وأسعارها اليوم وقد تضاعفت أضعافا كثيرة بينما بقي راتبه ثابتا كما كان قبل عشر سنوات، يقتسمه مع جيل من الأولاد بنين وبنات.