أفاد وزير الصحة المهندس خالد الفالح أن العمل جار على إعداد مسار تطويري عن برنامج التحول الوطني لإحداث تغييرات كبرى في منظومة العمل الصحي السعودية قريبا، وذلك ضمن مسيرة العمل التي يقودها ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الأمير محمد بن سلمان.

وأشار في مؤتمر صحفي عقده أمس بمجمع الملك عبدالله الطبي شمال جدة إلى أن برنامج التطوير والتحسين، والتوسع والرفع من الكفاءة في عمليات وزارة الصحة ومنشآتها وكوادرها يكملان بعضهما، وما هي إلا مقدمة ضرورية لنقلة كبرى ونوعية واستراتيجية ستنتقل بمنظومة الخدمات الصحية والخدمات العلاجية إلى أفق آخر يبنى على القاعدة الصلبة التي بنيت في الماضي والتي نقويها في الوقت الحاضر.

وأكد المهندس خالد الفالح أن الوزارة تواجه تحديات كبيرة ولا تخفى على أحد، مشددا على أن العمل لن يقتصر على افتتاح المنشآت، بل رفع مستوى الجودة والسلامة وبيئة العمل في منظومة العمل الصحي، وإطلاق برنامج للممارسين الصحيين للوصول إلى قمة عطائهم، ومساءلة من يقصر في أداء عمله، كاشفا عن أن نحو 29 مستشفى تحت التنفيذ غير المنجزة إلى جانب مشاريع لم ترس حتى الآن، ويجري دراسة السبيل الأمثل لتنفيذها من خلال فريق الوزارة الذي يشارك في برنامج التحول الوطني.

وزاد «قد نلجأ إلى إحالة تنفيذ المشاريع للقطاع الخاص ليمولها ويبنيها ويقدم الصيانة ليكون دور الوزارة الإشراف ووضع المواصفات ومن ثم التشغيل الطبي، بمعنى أن الوزارة فقط ستوفر الكوادر الطبية لتشغيل المستشفيات وتدفع مقابل الانتفاع بهذه المستشفيات لمدة 20 أو 25 سنة ملزمة على الوزارة ومن ثم تؤول ملكية هذه المنشآت إلى الحكومة، وهي خطوة أثبتت فعاليتها على مستوى العالم، والفريق المخصص يعد كراسات الطرح، وإذا حصلنا على الموافقات سننتقل من أسلوب التمويل التقليدي ومناقصات الإنشاء ومن ثم التجهيز فالصيانة إلى مناقصة واحدة، وذلك في برنامج الشراكة مع القطاع الخاص».

وفي رده على سؤال ما إذا كان قد رفض المثول أمام مجلس الشورى، قال «كنت مستعدا للحديث أمام المجلس، وتم تحديد موعد لذلك، إلا أن المجلس نفسه رغب في تأجيل اللقاء، فما يسعنا إلا التعاون وقبول رغبة المجلس، وسيحدد موعد آخر، وأقدر أن المجلس لديه ارتباطات كثيرة».

وحول فيروس كورونا والأمراض الوبائية، أكد وزير الصحة أن الأمراض المعدية تحد يواجه الوزارة، وأنها تعمل على مسارات عدة لنشر التوعية بين المواطنين والمخالطين للإبل بالوقاية وأن يكونوا حذرين عند مخالطتهم للإبل لتقليل فرصة الإصابة وانتقال المرض، وهو ما زال يسبب وفيات بمعدل يفوق 40% لمن يثبت عليهم المرض وتظهر أعراضه، وهو معدل عال جدا، مضيفا «العمل المشترك مع جهات أخرى للبحث عن سبل الوقاية من خلال التطعيمات».

وعن التأمين الطبي، قال إن المستفيدين من الخدمة في القطاع الخاص يتجاوزون 11 مليونا، منهم نحو 5 ملايين مواطن، والعدد كبير ونظام التحول الوطني يطمح إلى تقنين الوصول إلى الخدمات الطبية والصحية عن طريق نظام تأمين مبتكر لم ينته تصميمه بعد، متضمنا تحويل الميزانيات التي ترصدها الدولة للجهات المقدمة للخدمة، سواء كانت وزارة الصحة أو القطاعات الحكومية الأخرى، والاستفادة من آلية التأمين للوصول إلى الخدمات الطبية المغطاة في البرنامج، لمنح المواطن حق الوصول إلى الخدمة بجودة أعلى وسرعة أكثر وإعطائه الخيار، وفي نفس الوقت تحفيز تقديم المنظومات الصحية سواء كانت وزارة الصحة أو غيرها للتنافس للحصول من هذا المتلقي للخدمة وكسب ثقته لشراء الخدمة.

.. وقيادي سابق يعاتب الوزارة على تجاهل دعوته

عاتب مدير الشؤون الصحية بجدة سابقا الدكتور سامي باداود وزارة الصحة أمس على تجاهلها دعوته للمشاركة في افتتاح مجمع الملك عبدالله الطبي ومستشفى شرق جدة في تغريده له نشرها في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، كونه عاصر المشروعين فترة تكليفه بإدارة صحة جدة والتي لا تقل عن سبع سنوات، الأمر الذي دفع بمدير عام الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور مصطفى بلجون إلى توجيه دعوة عامة للقيادات السابقة التي عاصرت المشروعين.

وكان الدكتور سامي باداود غرد عن افتتاح المشاريع الصحية قائلا «شكرا وزارتي تحتفل بحضور أمير منطقه مكة المكرمة اليوم بافتتاح مجمع الملك عبدالله ومستشفى شرق جدة، وطبعا تناست من كان لهم دور ‏في استكمال المشاريع وإنعاشها عندما كانت تحتضر، واستكثرت دعوتهم لهذه المناسبة واكتفت بمن جاء ليقطف ما زرعوا، هكذا هي تدير ظهرها لأبنائها».

فيما وجه عقب تغريدة باداود مدير عام الشئون الصحية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور مصطفى بلجون دعوة عامة قال فيها «من منطلق الوفاء والعرفان أدعو قيادات صحة منطقة مكة المكرمة «جدة» الذين عاصروا مشروعي مجمع الملك عبدالله الطبي ومستشفى شرق جدة لحضور الافتتاح.