لا تِمَسْرحْ لي أسَيْنِمْ لك!!

بعد النسيان
بعد النسيان

الثلاثاء - 29 مارس 2016

Tue - 29 Mar 2016

من نافلة القول أننا أفضل مجتمع في الدنيا والآخرة والبرزخ! لا نرى في المرأة غير أنها عورة يجب أن تغطَّى، حتى اسمها لا يجوز ذكره لغير ذي محرم؛ كما فعل الدكتور/ عائض القرني ـ أعاد الله له عافيته أحسن مما كانت ـ حين روى في (المختصر) مع ياسر العمرو، عن ابنه عبدالله: أن ابنته (فلانة) أغمي عليها حين سمعت بخبر تعرضه لرصاص الغدر!

هذا وأبوعبدالله ـ طَلْبَقَهُ الله ودَمْعَزَهُ ـ يمثل شريحة مثقفة، أما شريحة الهياط العظمى فتجد في (الناقة) ملكة جمال، وتقبُّلها في البراطم (يا زِقِنْ زِقْنها زِقْنااااه)؛ نكايةً في التقارير الطبية التي تحملها مسؤولية الإصابة بكورونا؛ بينما تحارب الاحتفال بيوم المرأة العالمي (8 مارس)، أو يوم الأم (21 مارس) على أنهما بدعة «اسم الله علينا»!!

أما المثقفون فهم لا يتورعون عن البدع، لكنهم يقترفونها بأبدع منها؛ إذ يحتفلون كل عام بيوم المسرح العالمي (27 مارس)، ويهايطون بتلاوة ترجمة كلمة المسرح، التي يوكل إعدادها لمسرحيٍّ عالمي (حقيقي)، ويشكرون (قمعية) الثقافة والفنون على تفضُّلها وتكرُّمها، وتحنُّنها وتمَنُّنها بهذا الشرف، وكأنه يوم (فَلَّةٍ) يأتي بعد عامٍ من (التقشُّف) الصارم الخارم لكل منطق في العالم!!

كيف تحتفل بشيء غير موجود (فيذا)، ووكالة الشؤون الثقافية ترفض الاعتراف (الرسمي) بالمسؤولية عنه، ثم تنسب لها الاهتمام به والدعم السخي له؟ إنه الحب الذي قال عنه سيدنا (نزار قباني):

هو هذه الكفُّ التي تغتالنا * ونقبِّلُ الكفَّ التي تغتالُ!

وحاشا لله، ونعوذ بالله، ونستغفر الله، أن نلوم وكالتنا الكريمة؛ وإنما اللوم كل اللوم، على من يصنفون أنفسهم رواداً لشئٍ منبوذ رسميا وشعبياً! كيف لا يحاكم هؤلاء المسرحيين؛ كأي فاسق يعترف بولد غير شرعي؛ بدل أن يكرَّموا بدروع من جوائز (أبله نويِّر يا عيوني)؟؟؟؟

لقد أدى ذلك إلى انتشار هذا الفسق في مهرجان الفيلم السينمائي السعودي؛ حيث يهايط الشباب هذه المرة بوجود (صناعة) سينمائية (في ديرةٍ ما تعترف بالمجانين)؛ كما يقول (هاشم الجحدلي) في نادرته الشهيرة (يا دموع مريم)!!

إن لم نوقف هذه المهازل المسرحية بلا مسرح/ السينمائية بلا سينما؛ فلن نستغرب من يأتي غداً برياضةٍ للبنات بلا رياضة ولا بنات!! ‏‫

[email protected]