لقاء (الرسملة) بمؤسسة جنوب آسيا

مكيون
مكيون

الاثنين - 28 مارس 2016

Mon - 28 Mar 2016

في بادرة طيبة أرسلت (مؤسسة جنوب آسيا) رسالة دعوة لمطوفي المؤسسة ومطوفاتها لعقد لقاء موسع لشرح موضوع (الرسملة) وذلك مساء الأربعاء 14/06/1437 وقد وصفته بأنه لقاء (ودي).. قدم فيه مشروع (الرسملة) عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة للمطوفات الذي كان حضورهن جيدا.. وذلك رغبة منهن في الحصول على ما قد يطمئن نفوسهن على مهنة الآباء والأجداد ومستحقاتهن التي أصبحت تتنازعها الأهواء والرغبات..!

ولم يقدم سعادة مدير الحوار الشخصيتين المتحدثتين في اللقاء لنعرف صفتهما في تقديم الرسملة، ولكن بدأ اللقاء سعادة المهندس ياسر محمد فداء الدين بهجت، والذي من اسمه عرفنا أنه يقدم برنامج والده سعادة د. محمد فداء الدين بهجت عن (الرسملة) والذي لقي اعتراضات كثيرة من المطوفين والمطوفات -سابقا- وبناء عليه عقد معالي وزير الحج لقاء موسعا لمطوفين ولأعضاء الهيئة التنسيقية مساء يوم الخميس 14/‏2/‏1437 لأخذ آرائهم.. وتم إيقاف المشروع لحين إجراء الدراسات المطلوبة!

وقد استرسل المهندس في عرض نظريات وأرقام وتفصيلات اقتصادية قد يدرسها طلاب وطالبات الاقتصاد والإدارة في فصل دراسي كامل.. وكنا نتمنى تبسيط تلك المفاهيم والمعلومات والأرقام بما يتناسب مع فهم ووعي جميع المطوفين والمطوفات من كل المستويات العلمية والاجتماعية والثقافية.

كما أنه من المفيد جدا في أي لقاء التواصل مع الجمهور من حيث لغة الجسد ونبرة الصوت وتعابير الوجه.. وغيرها حتى تصل الرسالة للمتلقي بصورة واضحة، وهذا فن لا يجيده الكثيرون، مما يجعل الرسالة ضمن حواجز الابهام وعدم حدوث أي قناعة بالطرح بالرغم من القول: (اعتماد طريقة حساب نسبة الأرباح من قبل وزير الحج) ولا نعلم كيف يعتمد ذلك بدون موافقة أصحاب المال وهم أعضاء الجمعية العمومية!

أما المقدم الآخر سعادة المهندس أسامة دانش -وحسب علمي- فهو في لجنة المراجعة لأعمال مجالس الإدارات وتقويم أدائها في الفترة الانتخابية الحالية ولا نعلم أيضا صفته في شرح مشروع (الرسملة) في المؤسسة؟ مع أنه قدم في تلك العجالة عرضا تفصيليا سريعا عن عناصر توزيع أرباح المساهمين والمساهمات قبل الرسملة وبعدها.. والمعادلة المفترضة في التوزيع -غير العلمية- كما تحدث عن خصائص مشروع (الرسملة) وتحويل احتياطات المؤسسة إلى رأسمال ثم توزيع الاحتياطات على المساهمين والمساهمات.. وأنه قد تم تطبيق هذه المراحل الأساسية، ولكن المرحلة الأخيرة وهي نظام التداول لم يطرح بعد وأنها تحت الدراسة.. !! والغريب أنه كيف يتم إقرار (الرسملة) في المؤسسة ولم تنته الدراسات المفروض تقديمها من الخبراء وأهل الطوافة.. أمثال د. طارق كوشك ود. فائز جمال -حسب توجيهات الوزارة- للدراسة واختيار البديل الأفضل عن مشروع د. محمد فداء الدين بهجت.. ثم أليس (التداول) يعني الدخول في سوق الأسهم. وبهذا تخبو المقومات الروحانية للمهنة ليصبح الحاج سلعة تباع وتشترى في سوق الأسهم!

عموما كانت المداخلات هي أجمل ما في اللقاء لأنها أوضحت بعض الأمور التي لا يمكن تجاهلها وتمريرها على الخبراء، مثل تحفظات السيد أحمد شيخ جمل الليل على التحكم في رأس المال في المؤسسة والأسهم، كما اتضح أن اللقاء لم يكن وديا لشرح الرسملة بقدر ما كان (الإقرار بتطبيق الرسملة) والتي أصبحت في حيز التنفيذ دون أخذ موافقة الجمعية العمومية مع أنهم أصحاب الشأن وهذه احتياطاتهم التي جمدت لسنوات طوال.

ثم ما هو الأساس الشرعي الذي يجعل المساهمين والمساهمات يستخدمون تلك المبالغ المتراكمة في الاحتياطات والتي استقطعت سابقا من إيرادات مطوفين ومطوفات توفاهم الله في تكوين رؤوس أموال للمطوفين والمطوفات الحاليين.. أو شركاء الطوافة مستقبلا؟! ولماذا لا يكون هناك سند شرعي وقانوني يجب إخراج الزكاة عنها.. بل زكاة عن الزكاة المتراكمة غير المدفوعة؟

أخيرا أقول إنه مع احترامنا وتقديرنا لأي دراسة، فإن وجود دراسة من أهل الطوافة كما هي دراسة المطوف بمؤسسة مسلمي تركيا وأوروبا وأستراليا د. طارق كوشك المصنف عالميا (21) في موازنة الدولة هي أولى بالدراسة والتطبيق: فهي حسب علمي تحافظ على المبلغ المقطوع وتعطي كل ذي حق حقه، حتى من أبناء المحرومين الذين كفل لهم النظام والعرف من باب التكافل الاجتماعي. كما لا يمنع أن نأخذ من دراسات أخرى مقترحة من أهل الطوافة.. وكان الأجدر بالمؤسسة تقديم تلك الدراسات واستضافة أصحابها وعمل مقارنة ومناظرة فيما بينها وأخذ البديل الأفضل للمحافظة على كيان المهنة.